بعد الفوز بـ 6 جوائز في الإسكندرية، المخرج أنور الشعافي لـ«المغرب» المسرح التونسي لا يعوزه الإبداع بل تكبّله أزمة الهيكلة

لم يكن حضور مسرحية «أو لا تكون» للمخرج أنور الشعافي في المهرجان الدولي «مسرح بلا إنتاج» بالإسكندرية مجرد تتويج مشرف للمسرح التونسي بل كان فوزا باذخا وحصادا وافرا لأكثر من جائزة في أكثر من فن مسرحي في مسرحية واحدة. فقد كانت مسرحية «أولا تكون» ملكة المهرجان دون نزاع باقتناصها لسّت جوائز دفعة واحدة.

عن نص للكاتب بوكثير دومة في اشتغال على نصوص شكسبير وإخراج لأنور الشعافي، أهدت مسرحية «أو لا تكون» إلى تونس المركز الأول كأفضل عرض مسرحي في المهرجان الدولي «مسرح بلا إنتاج» بالإسكندرية.

جوائز بالجملة لمسرحية «أو لا تكون»
كان النصر حليف المسرح التونسي في اختتام الدورة الثامنة للمهرجان الدولي «مسرح بلا إنتاج» بالإسكندرية حيث تحصلت مسرحية «أو لا تكون» للمخرج المسرحي أنور الشعافي عن نص لبوكثير دومة على 6 جوائز تتمثل في: ثاني أحسن عمل متكامل لأنور الشعافي، وثاني أحسن إخراج لأنور الشعافي، وثاني أحسن نص لبوكثير دومة، وأحسن ممثلة دور رئيسي

لنادية تليش، وأحسن ملابس لآمال الصغير، وجائزة أحسن حلول إبداعية.

وتقدّم مسرحية «أو لا تكون» عن نص بوكثير دومة رؤية تجريبية لأربعة نصوص كلاسيكية للكاتب الإنجليزي وليام شكسبير هي «هاملت» و»عطيل» و»روميو وجوليات» و»الملك لير». كما اشتغل المخرج أنور الشعافي على تقنيات القماش الهوائي الذي يتدلى من سقف الركح ليمنح الممثلين مساحة أخرى للتحرك خارج حدود الخشبة، وهي واحدة من اختصاصات السرك الفني.

وتقوم فكرة المهرجان الدولي «مسرح بلا إنتاج» حسب مؤسس المهرجان الدكتور جمال ياقوت على «تعويض غياب التمويل، عن طريق إعمال خيال فريق العمل، للوصول إلى حلول مبتكرة للتعبير عن الفكرة التي يطرحها العرض. ولا تعني فلسفة انعدام استخدام المادة، بقدر ما تعني ترشيدها بالصورة التي تتفق مع إعلاء قيمة الفكر، وإيجاد الحلول الإخراجية الخلّاقة، بحيث يبتعد فريق العمل بقدر الإمكان عن الاعتماد على الإنفاق المادي بوصفه وسيلة سهلة لصناعة مشهد مسرحي مبهر».

قصور في أداء مراكز الفنون الركحية والدرامية
بعد الفوز بسّت جوائز في المهرجان الدولي «مسرح بلا إنتاج» بالإسكندرية اعتبر المخرج أنور الشعافي أن هذا التتويج خير دليل على أن المسرح التونسي لا يعوزه الإبداع ولا ينقصه الابتكار والخلق فقط ما يكبله هو أزمة هيكلة وقصور في التشريعات.
وأضاف صاحب «أولا تكون» في تصريح لـ»المغرب» أن مراكز الفنون الركحية والدرامية بصفتها نواة الفعل المسرحي قاصرة عن أداء وظيفتها بسبب افتقارها إلى قانون أساسي وهو ما أدى إلى انعدام التكوين والتوزيع... كما انتقد المسرحي أنور الشعافي انتفاء وجود هياكل مسرحية ونقابات فنية قوية وفاعلة تدافع عن قطاع الفن الرابع وتسعى إلى تطوّره وتقدمه... واصفا تعاطي وزارة الشؤون الثقافية مع الملف المسرحي بتوفر الرغبة في الإصلاح لكن دون امتلاك مفاتيح هذا التغيير التي تنطلق من دعم البنية التحتية المسرحية في الجهات.

ترحاب بعودة الجوائز لأيام قرطاج المسرحية
قريبا ستكون تونس عاصمة للفن الرابع في دورة جديدة من أيام قرطاج المسرحية ، وفي هذا السياق رحب المسرحي أنور الشعافي بعودة الجوائز إلى المهرجان بعد ثماني سنوات من الانقطاع معتبرا أن الجوائز رافقت المسرح منذ عهده الإغريقي ولولاها لما بقيت لنا نصوص خالدة عن نشأة الفن الرابع.
وإن نوّه أنور الشعافي بشجاعة مدير أيام قرطاج المسرحية في القبول بهذه المهمة الجسيمة رغم تأخر التسمية وحصار الوقت فقد صرّح بأنه من الصعب على المستوى النظري برمجة دورة في قيمة هذا المهرجان العريق باعتبار أن المسرحيات الجيّدة تحجز في مواعيد مبّكرة.

«شظايا» أنور الشعافي في اليوم العالمي للمسرح
بعد نجاح مسرحيته الأخيرة «أو لاتكون» الذي تترجمه باقة الجوائز الكثيرة التي تحصل عليها هذا العمل، يستعد المخرج أنور الشعافي إلى تقديم مسرحيته الجديدة «شظايا» في اليوم العالمي للمسرح.
وقد صرّح المخرج أنور الشعافي أن مسرحية «شظايا» هي وليدة تقاطع الصدف فهي مستلهمة عن نص «صمويل بيكيت» كُتب سنة 1958. وبعد ثلاثين سنة اعتمد الشعافي هذا النص في مشروع تخرجه سنة 1988 في المعهد العالي للفن المسرحي بتونس. واليوم، وبعد ثلاثين سنة أيضا يستعد المسرحي أنور الشعافي إلى عرض مسرحية «شظايا» المقتبسة من نص «الشريط الأخير» لبيكيت في مارس 2018.

ويتجدد تعامل المخرج أنور الشعافي مع الكاتب بوكثير دومة في كتابة نص «شظايا» في حين سيكون الإخراج مشتركا بين أنورالشعافي والمخرج البلجيكي من أصل عراقي حازم كمال الدين. ويتولى المسرح الوطني إنتاج هذا العمل المسرحي الجديد. والمثير في هذه التجربة المسرحية أن أنور الشعافي سيعتلي الركح في دور الممثل بعد غياب ثلاثين سنة عن التمثيل.

في «شظايا» يمتزج الذاتي بالموضوعي من خلال سرد أنور الشعافي لمعاناة المهنة المسرحية من خلال تجربته الشخصية ما بين المرض والنسيان والنكران بالمرور على الأحداث المهمة والتواريخ الفاصلة في تونس والعالم. على ركح «شظايا» تتجسد مسرحية حياة على مسرح الحياة.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115