إلى «كلمات» أولاد أحمد

لا تحزني صغيرتي «كلمات»، فوالدك وهبك وطن الكلمات.. فابحثي عن المعني بين كلّ «حالات الطريق»، واهتفي أن «ليس لدي مشكلة»، لتمحو الكلمات حزن عينيك.. وتنشدين عاليا ‘’نشيد الأيام الستة’’، ويبقى يوم فقط لحزن، لغضب، لتمرّد يعانق كلّ الـ«تفاصيل»،

ويؤجج لهب «القيادة الشعرية للثورة التونسية» تُبعث مرّة أخرى من رحم الكلمات..

لا تودّعي «السابق واللاحق» لا تودّعي «السافل والشاهق»، لا تودّعي «الأسباب والنتائج»، لا تودّعي «الطرق والمناهج»، لا تودّعي «الأيائل واليرقات»، لا تودّعي «الأجنة والأفراد والجامعات»، لا تودّعي «البلدان والأوطان»، لا تودّعي «الأديان»، لا تودّعي الـ«الأقلام والساعات»، لا تودّعي الـ«كتب» والـ«كراسات»، لا تودّعي «المنديل» ولا «الدموع»..حتى تكون أيضا «تونس هي «موضوع كتابتك الوحيدة، شعرا ونثرا وكلاما ومشْيا وحُلْمًا وشرابا».. وهي أيضا حبّك «صباحًا مساءً وقبل الصّباحِ وبعد المساءِ ويوم الأحدْ»

ولو قتّلونا كما قتّلونا ولو شرّدونا كما شرّدونا لعدنا «غزاة لهذا البلدْ».. وسيكون دائما لدينا إلهنا ليعنّا عليهم يصالحنا مع الجغرافيا لـنعيش أحرارا على ضفاف البحر الأبيض المتوسط في شمال إفريقيا، ويصالحنا مع التاريخ حتى لا نقارن بين التقويم الهجري والتقويم الميلادي يوما ما.. وسنرمي استعمار «الكابوس اللغوي» و«الفقهي» و«الخرافي»، و«الدستوري» و«الجهلاني»و«الدون فكري» و«الإرهابي» بعيدا حيث «مغاور الغيلان»، حيث الخيام المثقوبة، حيث داء بني ثعلبة، وكلب بني كليب..

لا تحزني صغيرتي «كلمات».. فأنت القيادة وأنت البوصلة.. لا تحزني صغيرتي «كلمات» فالذئاب تخاف دائما الكلمات..

لا تحزني صغيرتي فستكبر الكلمات مقدّسة وتولد من باطن السماء قصيدة الحياة.. لا تحزني صغيرتي ستكونين امرأة وجيشا وحربا .. فأنت القصيدة المسموعة والحكاية التي تعني كل أحد.. وسوف لن تمضي الحياةُ كما مضتْ.. وسوف لن تمضي الحياة «تهافُتًا وَ.. سبهلا».. وستكونين القصيدة والعنيدة، وستكونين السماء والنجوم والملائكة والطيور، والماء والزيتونة المباركة والنبات..وسوف تمشين وأحيانا تطيرين ودائما أبدا تحلّقين.. وستكونين يوما ما شعبا عظيما وتزأرين في اللحظة الحاسمة..

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115