تنفيذ هذا المشروع الذي طالما انتظرته الأوساط السينمائية تبلور عبر إمضاء إتفاقية شراكة بين المركز الوطني للسينما والصورة ودار الكتب الوطنية خلال ندوة صحفية ،أمس، على هامش الدورة 28 لأيام قرطاج السينمائية.
حلم طال النضال من أجله
« بعث المكتبة السينمائية التونسية هو حلم طال انتظاره ونضال سنوات وجيل من أجل هذا المشروع الذي عرف الخذلان والتردد والوعود غير الصادقة ...» هكذا تحدث السينمائي هشام بن عمار عن قصة الكفاح من أجل تحقيق هذا المكسب.
وقد سبق لوزارة الشؤون الثقافية أن عيّنت المخرج هشام بن عمار مديرا فنيا للمكتبة الوطنية السينمائية ومحمد شلوف مستشارا فنيا، وذلك إعدادا لموسم افتتاح مدينة تونس الثقافية في بداية 2018.
وأكد هشام بن عمار أن الخزينة السينمائية التونسية التي أنشئت حديثا، والتي تعود بالنظر إلى المركز الوطني للسينما والصورة ستلتحق مستقبلا بركب الخزائن السينمائية في العالم. وذلك بفضل توقيع اتفاقية تعاون مع دار الكتب الوطنية لضمان صيانة الأفلام ومعالجتها فنيا. وكذلك من خلال استلام رصيد من الأرشيف السينمائي (16 و35 مليمتر للترميم) لأول «كاميرامان» تونسي بعد الاستقلال وقد كان مراسلا دائما ومعتمدا لدى منظمة الأمم المتحدة وهو الفقيد محمد القويدي (22 ديسمبر 1927/ 5 مارس 2016) وأيضا عن طريق استلام رصيد من الوثائق التي كانت على ملك الأدبية والمؤرخة صوفية القلي (04 نوفمبر 1931/ 10 اكتوبر 2015) وهي مؤسسة الخزينة السينمائية التونسية التي تولت رئاستها بين سنتي 1958 و1968.
المكتبة الوطنية في خدمة التراث السينمائي
عن مضمون اتفاقية التعاون الثنائية بين دار الكتب الوطنية والمركز الوطني للسينما والصورة أفادت المديرة العامة للمكتبة الوطنية رجاء بن سلامة أن مهمّة دار الكتب الوطنيّة تتلخص في تقديم الدعم اللوجستي للخزينة السينمائية الوطنية. وذلك عن طريق توفير فضاء للخزن ومعالجة بيبليوغرافيّة للتراث السينمائي التونسي.في المقابل، ستتيح المكتبة الوطنية لقرائها هذا التراث السينمائي لأهداف غير ربحية.
وفي هذا السياق، علّقت الدكتورة رجاء بن سلامة بالقول: «إنه حدث ثقافي هام، ومنعرج في تاريخ علاقتنا بالتراث السينمائي، وفي تاريخ المكتبة الوطنية نفسها».
وفي حدث وصفته بالمهم والتاريخي أعلنت مديرة المركز الوطني للسينما والصورة شيراز العتيري عن نية بعث اتحاد عربي لمراكز السينما والصورة يجمع بين تونس ومصر والمغرب والجزائر .