180 فيلما من العالم و51 فيلما في المسابقات الأربع الرسمية من 27 بلدا عربيا وإفريقيا وأجنبيا تسجل حضورها في الدورة 28 لأيام قرطاج السينمائية التي تتواصل إلى غاية 11 نوفمبر الجاري.
اتهام بالتطبيع رغم أن الافتتاح فلسطيني
بعد أن كان افتتاح الدورة الفارطة من أيام قرطاج السينمائية تونسيا بإمضاء فيلم «زهرة حلب» للمخرج رضا الباهي كان افتتاح الدورة 28 من الأيام فلسطيني الهوى والهوية مع فيلم «كتابة على الثلج» للمخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي.
وقد اختار المخرج الفلسطيني أن يقوم بتصوير مشاهد فيلمه الجديد في تونس وتحديدا في ربوع طبرقة... ويشارك في تجسيد أحداث الفيلم نخبة من ألمع وجوه التمثيل في العالم العربي على غرار الممثل السّوري الشهير غسان مسعود والفنان السوري جمال سليمان والفنان المصري عمرو واكد وعرين عمري ورمزي مقدسي من فلسطين... و»كتابة على الثلج» هو فيلم من إنتاج عربي مشترك يجمع بين مصر وتونس وفلسطين.
وتدور أحداث الفيلم في ليلة واحدة بين خمسة فلسطينيين محاصرين في شقة صغيرة خلال العدوان على قطاع غزة... في محاولة للتعامل مع الانقسام الإيديولوجي الفكري والسياسي والجغرافي في فلسطين والعالم العربي.
حيث يصوّر الفيلم الانقسامات السياسية والاجتماعية بين الأبطال، والتعصب الديني، وعدم قبول الآخر رغم الاختلاف، عوامل تحول دون تضامنهم وتُضعِف مقاومتهم ضد الاحتلال الصهيوني...
وإن كانت فلسطين حاضرة في افتتاح الدورة 28 لمهرجان أيام قرطاج السينمائية فهذا لم يمنع من توجيه أصابع الاتهام بالتطبيع إلى مدير الدورة نجيب عيّاد على خلفية برمجته لفيلم» القضية 23» للمخرج اللبناني زياد الدويري. وفي هذا السياق أعلن عدد من المثقفين والمتابعين للحقل السينمائي عن مقاطعتهم للدورة 28.
ويصل هذا الفيلم إلى تونس مثقلا بالجدل والتوجس للمنافسة على التانيت الذهبي في المسابقة الرسمية لأيام قرطاج السينمائية... حيث تم احتجاز المخرج اللبناني زياد دويري في مطار بيروت فور دخول وطنه لبنان لحضور العرض الأول لفيلمه الجديد «قضية رقم 23» وتمت إحالته إلى القضاء العسكرى بتهمة زيارة اسرائيل والتعامل مع ممثلين إسرائيليين في فيلمه السابق»الصدمة».
كما منعت بلدية «رام الله» في فلسطين عرض فيلم «القضية رقم 23» بالرغم من تتويج الفنان الفلسطيني كامل الباشا بجائزة أفضل ممثل في مهرجان البندقية السينمائي.
وتدور قصة «القضية 23» في أحد أحياء بيروت حيث تحصل مشادة بين مسيحي لبناني ولاجىء فلسطيني...وتأخذ الخصومة أبعادا أكبر من حجمها، مما يقود الرجلين إلى مواجهة في المحكمة. وفيما تنكأ وقائع المحاكمة جراح الرجلين وتكشف الصدمات التي تعرضا لها، يؤدي التضخيم الإعلامي للقضية إلى وضع لبنان على شفير انفجار اجتماعي، مما يدفع بطوني المسيحي وياسر الفلسطيني إلى إعادة النظر في أفكارهما المسبقة ومسيرتهما في الحياة...
رقم قياسي لحضور السينما التونسية
لعلّ من أهم نقاط القوة في الدورة 28 لأيام قرطاج السينمائية هو التمثيلية المحترمة للسينما التونسية في عميد المهرجانات العربية والإفريقية. لا فقط على مستوى الكمّ بل أيضا على صعيد الكيف والجودة والحال أن بعض هذه الأفلام التونسية عادت من تتويجات عالمية على كبرى المنصات السينمائية على غرار الفيلم الروائي الطويل «على كف عفريت» للمخرجة كوثر بن هنية والفيلم الروائي القصير»آية» لمفيدة فضيلة...
وقد نوّه نجيب عياد بتسجيل دورة هذا العام رقما قياسيا على مستوى مشاركة الأفلام التونسية حيث بلغ عدد الأفلام التونسية 37 فيلما منها 18 روائيا إلى جانب 41 فيلما قصيرا، مشيرا أن هذه الأفلام التونسية التي ترشحت
إلى مختلف مسابقات المهرجان كانت ذات جودة عالية.
وإن كان التانيت الذهبي للمهرجان في الدورة الفارطة من نصيب الفيلم الوثائقي «زينب تكره الثلج» للمخرجة التونسية كوثر بن هنية، فهل ستكون السينما التونسية هذا العام سيّدة الدورة؟
الجهات تسأل عن حقّها في المهرجان؟
إن اعتادت أيام قرطاج السينمائية في مواسمها الفارطة ضبط برمجة خاصة بالجهات إيفاء بحق جمهورها في الفن والسينما والتمتع بعروض المهرجان فقد غاب هذا التقليد في دورة هذا العام. وقد صرّح مدير أيام قرطاج السينمائية أن هذه الدورة «لن تشهد عروضا مشتتة في الجهات من قبيل ذرّ الرماد في العيون بل ستثمر تركيز أسس 4 مهرجانات سينمائية جهوية في كل من: القيروان والمنستير وجربة ومنزل بورقيبة».
وفي انتظار أن تٌؤتي أكلها هذه المهرجانات الأربعة المنبثقة من رحم «الأيام» قرطاج السينمائية يبقى سؤال بقية الجهات قائما ومشروعا عن هضم حقها في التمتع بمهرجان أيام قرطاج السينمائية هذا العام!