ترشيح شط الجريد للتسجيل على لائحة التراث العالمي لليونسكو شط الجريد من دعائم القطاع السياحي والاقتصادي

هنا توزر، هنا سحر النخيل الباسقات ومتعة الرمال هنا «الدقلة في عراجينها» ملهمة الكتاب والشعراء، هنا قال الشابي «اذا الشعب يوما اراد الحياة فلا بد ان يستجيب القدر»، ولان توزر مدينة للاحتفال و موروثها المادي واللامادي كنز متجدد عاشت المدينة اواخر الاسبوع على وقع تظاهرة احتفالية بمناسبة ترشيح شط الجريد للتسجيل على اللائحة النهائية

للتراث العالمي لليونسكو، احتفال انجز بحضور وزير الشؤون الثقافية محمد زين العابدين وإطارات وزارة الشؤون الثقافية و ممثلين عن المجتمع المدني بتوزر ووالي توزر واللجنة العلمية المكلفة بالملف.

و مشروعَ الإعلان الرسمي عن إعداد ملف ترشيح شط الجريد للتسجيل على لائحة التراث العالمي لليونسكو كان حدثا ثقافيا بامتياز شاركت فيه جميع الأطراف المعنية خاصة بعد اللقاء الحواري الذي جمع الوزير بممثلي مكونات المجتمع المدني بتوزر، والاتفاق على أن العمل المشترك وتظافر الجهود بين الجميع سيسرع في نسق عملية إدراج شط الجريد على اللائحة النهائية للتراث العالمي لليونسكو، وضمن هذا السياق، وتجسيما للسياسة التشاركية والمبنية على الحوار والنقاش التي تنتهجها الوزارة أذن وزير الشؤون الثقافية محمد زين العابدين للإدارة العامة للتراث بمعية المعهد الوطني للتراث ووكالة إحياء التراث والتنمية الثقافية بتعميق الحوار مع كافة الأطراف في المجتمع المدني ومع الفاعلين الاقتصاديين.

بين بياض الملح وزرقة السماء كان الاحتفال، مجموعة من الفرق لفلكلورية و الفروسية احيت التظاهرة التي تعد حدثا في توزر، فشط الجريد كان يسمى في القديم بحيرة تريتونيس Lac Tritonis، ثم أصبح يسمى في العهد الإسلامي سبخة تاكمرت أو فرعون. وقد ورد ذكره في عدد من كتب الجغرافيا والرحالة العرب ومن بينهم أبي عبيد البكري (ق5هـ/11م) في كتابه المسالك والممالك (ص 47-48) : «ومن نفزاوة تسير إلى بلاد قسطيلية وبينها أرض سواخة لا يهتدى للطريق فيها إلا بخشب منصوبة وأدلاء تلك الطريق بنو موليت لأن هناك ظواعينهم، فإن ضل أحد يمينا أو شمالا غرق في أرض ديماس تشبه في الرطوبة بالصابون وقد هلكت فيها العساكر والجماعات ممن دخلها ولم يدر أمرها». في القرن التاسع عشر، خطط القبطان روديير لتحويل شط الجريد إلى بحر داخلي، لكن تبين فيما بعد استحالة ذلك توبغرافيا.

شط الجريد عنوان لاستغلال الملح في توزر، يقع في الطريق الرابطة بين توزر وقبلي مساحته 7000كلم مربع من البياض والملح، في الموقع الذي وقع فيه الاحتفال توجد بعض التنصيبات التي تجسد للحياة في الصحراء احداها للجمل وصاحبه والجمل سفينة الصحراء، وأخرى للفرسان وثالثة للجريدة ميزة المكان على مر العصور، شط الجريد وجهة سياحية بامتياز خاصة وقت غروب الشمس حينها يشاهد الزائر ألوانا مختلفة على طبقة الملح فترى تدرجات الاحمر والبنفسجي بفعل اختفاء الشمس اما وقت الظهيرة فاللون الابيض هو السائد.

و مثّل الاحتفال مناسبة وجه فيها الوزير محمد زين العابدين رسالة طمأنة إلى الباعثين الشبان في مجال استغلال الملح بتوزر بأن مشاريعهم ستنمو وستزدهر لأن إدراج شط الجريد في التراث العالمي لليونسكو سيمكنهم من دفع جديد ويفتح آفاقا جديدة للاستفادة من هذا المورد الهائل.
وأكد والي توزر في كلمته انّ إدراج هذا الموقع ضمن المواقع الأثرية المهمة العالمية سيمثل إضافة مهمة ومزيد التعريف بالمد التاريخي والعمق الحضاري لبلادنا وسيكون خير داعم لقطاع السياحة ببلادنا ورافدا مهما للتنمية بالجهة.

وأشار وزير الشؤون الثقافية أن تسجيل شط الجريد في قائمة التراث العالمي مهما كنت قيمته الرمزية والثقافية والإعتبارية ليس هدفا في حد ذاته، وإنما هو رافد من روافد التنمية الاقتصادية والبشرية التي ستعود بالنفع لا على ولاية توزر فقط وإنما على كامل جهات البلاد.

الفلكلور والنوفمبريات؟
هل ستنتهي يوما؟
فرق فلكلورية، طبال وزكار، اطفال يحملون الراية الوطنية يزينون المحفل، شباب يلبس قمصان الجمعية الرياضية او جمعيات تنموية او ثقافية لمدينة ما، نسوة لبسن الزي التقليديي، خيمة تنصب محملة بما لذ وطاب من ماكولات ومشروبات تقليدية تخصص للمسؤول ومرافقيه (ممنوع هذا للسيد الوزير والجماعة، بعد ما يروح الوزير كول إللي تحب) هكذا يخاطب الحارس الشديد احد الاطفال حين همّ بأخذ قطعة من المرطبات، صورة كتلك التي نراها في المسلسلات التاريخية.
أطفال يقرؤون الشعر أو يغنون او يحملون جريدة يلوحون بها كدليل للترحيب بالضيوف وشعراء يقدمون ما سبق إن جادت به قريحتهم في محفل سابق؟ فرسان وألعاب فروسية وسباق لشد الانظار؟ ثم ماذا؟ (كسكروت تن) ويعود الجميع دون اضافة؟ هكذا هي الاحتفالات الفلكلورية في كل الزيارات التي يؤديها كل وزير للثقافة أو أي مسؤول في تونس؟ فما علاقة النوفمبريات بالفلكلور؟ ولماذا نفس الطبق الاحتفالي نجده في كل المناطق والمدن والولايات؟ ومتى ينتهي استغلال حضور الاطفال لتزيين المحفل؟ هل غاب الابداع والابتكار حد التقليد الممل؟ وحد وجود نفس الوجوه والفرق في جلّ الزيارات الرسمية؟

التنصيبات تنتظر التجديد؟
في شط الجريد، في الموقع الذي تم الاحتفال فيه بترشيح شط الجريد ليصبح على لائحة التراث العالمي يوجد عدد من التنصيبات ذات الصبغة الرمزية التي تدل على المكان وتاريخه، ولكن جل التنصيبات اكلتها الشمس وتلاعبت بتفاصيلها الريح فبقي فقط الشكل الخارجي، الجمل هزل وفتت جبسه، والحبل تلاشى بفعل الملح، اما الفارس في الجهة الاخرى فقطعت يده وفرسه ضاع أكثره تنصيبة الجريدة ايضا تلاشت، فزائر المكان اليوم يجد فقط بقايا تنصيبات وضعت منذ سنوات؟ فهل سيتم تجديد تلك التنصيبات لما لها من جمالية ورمزية؟ وهل سيقع بث الحياة فيها من جديد أو وضع أخرى خاصة والجميع يشير الى أن شط الجريد قبلة للسياح؟ ام انهم كتفوا ببقايا تنصيبات لالتقاط صور تذكارية؟ وهل ستبادر بلدية توزر والولاية بالعمل حقا على تجديد تلك التنصيبات وتنظيف المكان حتى يجد الزائر متعته أم انهم اكتفوا ببعض الزينة اثناء زيارة الوزير؟

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115