تظاهرة تأتي وفي نسخة ثانية بعد شوارع الفنون والسلام التي أقيمت في مارس 2017 بمدينة قصر هلال وانخرطت فيها جل مكونات المجتمع المدني بجهة سوسة خاصة من الجمعيات الثقافية وثلة من الفنانين .. فقرات متنوعة احتضنتها ساحة الفنون بسوسة التي غصت بجمهور مكثف من الشباب والأطفال والعائلات الذين تابعوا عروضا فرجوية زاوجت بين المسرح والغناء و الرقص والرياضة، بالإضافة لعديد الورشات في الفنون التشكيلية والبراعة اليدوية والرياضات الدفاعية والحرف التقليدية ..والتي حولت ساحة الفنون بالجهة إلى فضاء جامع لمختلف التعبيرات على غرار الفن واللون والغناء والكتاب...تظاهرة جذّرت جمعية تونس والسلام بالجهة من خلال الدخول إلى الفضاء العام ،كذلك تقديم نخبة من فنانين ومبدعين وتمكينهم من الالتصاق بجمهورهم في الشارع لتّخرجهم من الفضاءات الضيقة من راديو وتلفزة ومسارح، كما بين رئيس الجمعية عماد زغدود..ومن جانبه شدد كاتب عام الجمعية هشام العياري على أن هذه الأخيرة تعمل على معاضدة مجهود الدولة في مكافحة كل مظاهر الإرهاب بالفن والفكر والثقافة من خلال نشر رسائل السلام وثقافة الحياة ،كذلك العمل مع باقي مكونات المجتمع المدني ورجال الفكر الوطني على نشر كافة المفردات الثقافية والتعبيرات الفنية في كافة الفضاءات خاصة المفتوحة منها..
وفي إطار تظاهرة شوارع الفنون والسلام انتظمت بإحدى الفضاءات السياحية بالجهة ندوة حول «قيم السلام والرهانات الثقافية» أدارتها عضو المكتب الوطني سماح حمدي وأثث مداخلاتها الديبلوماسي والوزير السابق أحمد ونيس «دور دولة الاستقلال في إرساء ثقافة السلام» حيث ابرز خاصة المرتكزات التي قامت عليها الديبلوماسية التونسية منذ الاستقلال ومساهمة تونس في نشر ثقافة السلام، كذلك الإيمان بضرورة التعاون مع كل الدول ولو كانت خصما أو عدوا من خلال قيم كونية مشتركة وهو ما مكن تونس المستقلة - التي ركزت على إبرام علاقات صداقة وندية في التعامل مع الدول الأخرى - من أن تكون الدولة العربية الوحيدة التي لم تدخل في حروب لكن في المقابل اختارت عدم بناء نظام ديمقراطي تعددي.. أما المداخلة الثانية المُعنونة بـ«الإعلام والاتصال والثقافة»، فأثثها الأستاذ محمد الفهري شلبي وأكدت خاصة على أنه لا وجود لديمقراطية دون ثقافة عامة وان الفضاء العام هو من أهم مكونات وسائل الاعلام،لكن هل إعلامنا يسير اليوم في هذا المنهج؟ وهل نحن اليوم في تونس مواطنون؟.. هذا وإثر نقاش ثري، كان الموعد مع باقة من الأغاني أثثها الفنان رياض بوراوي تغنّت بالحياة والسلام وفلسطين..
عين على الموسم الثقافي الجديد
على هامش هذه التظاهرة انعقد يوم السبت المنقضي وبنفس الفضاء، المجلس الوطني الثالث للجمعية بمشاركة رؤساء الفروع الجهوية وأعضاء المكتب الوطني والهيئة الاستشارية التي تضمّ نخبة من الفنانين والمبدعين والإعلاميين ،هذا واهتم المجلس بمحاور كبرى على غرار البرامج المستقبلية حيث تم الاتفاق على محطات كبرى تتمثل في تواصل تظاهرة «شوارع الفنون والسلام» خلال الموسم الثقافي الجديد بأربع ولايات ، تنظيم ندوة وطنية أو دولية سنوية يتحدد محور اهتمامها لاحقا، حفل أو حفلات سنوية كبرى يؤثثها فنانون كبار من الجمعية و برمجة دورات تكوينية في عديد المجالات ..كذلك موضوع الإعلام والتواصل وبرامج وتظاهرات الفروع التي ستنطلق من مميزات كل جهة مع الانفتاح على باقي مكونات المجتمع المدني، هذا وحظي مشروع اتفاقية الشراكة باهتمام المجلس باعتبار أن الرهان اليوم ينكبّ على فئة الشباب خاصة من التلاميذ كما بيّن ذلك عضو المكتب الوطني لطفي الشابي في حين اختتمت فعاليات المجلس بعرض حول البرنامج الثقافي «تفنن» قدمه الأستاذ لسعد العرفاوي واهتم بالجوانب البيداغوجية والتقنية فضلا عن الجانب المادي وكذلك كيفية الانخراط في هذا المشروع جهويا ووطنيا.