إن أكد مدير المهرجان نجيب عياد ضرورة العودة بعميد المهرجانات العربية والإفريقية إلى ثوابت التأسيس ومبادئ «سينما المقاومة»...فإلى أي مدى تحضر السينما المناضلة في زمن يتداخل فيه السينمائي بالسياسي؟
مخرج «القضية 23» واتهام التطبيع
من بين 14 فيلما روائيا طويلا يتنافسون على التانيت الذهبي في المسابقة الرسمية لأيام قرطاج السينمائية يمثل لبنان فيلم وحيد يحمل عنوان «القضية 23» للمخرج زياد دويري.
ويصل هذا الفيلم إلى تونس مثقلا بالجدل والتوجس... حيث تم احتجاز المخرج اللبناني زياد دويري في مطار بيروت فور دخول وطنه لبنان لحضور العرض الأول لفيلمه الجديد «قضية رقم 23» وتمت إحالته إلى القضاء العسكرى بتهمة زيارة اسرائيل والتعامل مع ممثلين اسرائيليين في فيلمه السابق «الصدمة».
كما منعت بلدية رام الله منع عرض فيلم «القضية رقم 23» والذي توج بفضله الفنان الفلسطيني كامل الباشا بجائزة أفضل ممثل في مهرجان البندقية السينمائي.
وأوضحت «حركة مقاطعة إسرائيل» في بيان أصدرته أنها «لا تعتبر فيلم المخرج زياد دويري الجديد «قضية رقم 23»، خاضعا للمقاطعة وفقا للمعايير الحالية لحركة المقاطعة، فإنها تدين دون تحفظ التطبيع الصارخ في إنتاج فيلم دويري السابق «الصدمة» . كما استهجنت «استمرار دفاعه عن هذا التطبيع، مما يرش ملحا على الجرح».
وتدور قصة «القضية 23» في أحد أحياء بيروت حيث تحصل مشادة بين مسيحي لبناني و لاجىء فلسطيني..وتأخذ الخصومة أبعادا أكبر من حجمها، مما يقود الرجلين إلى مواجهة في المحكمة. و فيما تنكأ وقائع المحاكمة جراح الرجلين وتكشف الصدمات التي تعرضا لها، يؤدي التضخيم الإعلامي للقضية إلى وضع لبنان على شفير انفجار اجتماعي، مما يدفع بطوني المسيحي و ياسر الفلسطيني إلى إعادة النظر في أفكارهما المسبقة ومسيرتهما في الحياة...
انسحاب مخرج سوري بسبب «مطر حمص»
«مطر حمص» هو الفيلم السوري الوحيد في المسابقة الرسمية للأفلام الروائية الطويلة في أيام قرطاج السينمائية. ويروي هذا الفيلم للمخرج «جود سعيد» قصة خيالية تستند لواقع الحرب لمجموعة من الشخصيات تعيش أزمة حمص القديمة خلال الفترة ما بين فيفري وماي 2014 . وبينما يحاول يوسف وهدى النجاة وخلق الحياة وسط الموت والدمار، برفقة طفلين وشخصيات أخرى... تنطلق عبر الزمان والجغرافيا رواية الأحداث السوريّة وفق مستويات متعدّدة، تحتفي بالأمل و الحياة و الحب.
وبسبب هذا الفيلم السوري أعلن مخرج سوري آخر انسحابه من مهرجان أيام قرطاج السينمائية حيث قرر المخرج سامر عجوري صاحب فيلم «الولد والبحر» الانسحاب من المهرجان احتجاجا على مشاركة الفيلم الروائي الطويل «مطر حمص» للمخرج جود سعيد في مسابقة المهرجان.
وأوضح المخرج السوري سامر عجوري في بيان له أنه «قدّم ملفه منذ حوالي شهر للمشاركة ضمن قائمة الأفلام القصيرة خارج المسابقة ظنا منه بأنّ اختياره كان بناء على محتواه أو قيمته الفنيّة أو السردية وبلا أي سؤال عن سياق المهرجان السياسي ولا عن أية أجندة سياسية. كما وصف هذا المخرج فيلم «مطر حمص» أنه «عمل يُستغلّ فيه بشكل سافر حطام مدينة كاملة دُمرت تحت قصف طائرات الجيش العربي السوري ونيران دباباته ليكون مسرحا لأحداث الفيلم ، بطريقة لا يمكن وصفها إلا بأنّها تمثيل وتشنيع بجثة حمص». وفي السياق ذاته نعت المخرج السوري المنسحب صاحب الفيلم السوري «مطر حمص» المرشح لمسابقة الأفلام الروائية الطويلة بـ «مخرج النظام السوريّ وبـجوزيف غوبلز القصر الرئاسي».
كما اعتبر المخرج سامر عجوري أنّ «وجود هذا الفيلم على قائمة أفلام المهرجان هو تصريح من إدارة مهرجان قرطاج بدعم رواية النظام السوريّ وبروباغندا بشار الأسد ...».
«أمينة فيمن» بطلة فيلم «في الظل»
«كسكسي حبوب الكرامة» للمخرج حبيب العايب و»قفصة عام الصفر» للمخرجة ناجية بن مبروك و»في الظل» للمخرجة ندى مازني هي 3 أفلام وثائقية طويلة من تونس في قائمة الأفلام المترشحة لجوائز المسابقة الرسمية في أيام قرطاج السينمائية.
وقبل اكتشاف هذه الأفلام على شاشة المهرجان، من المتوقع أن يثير الفيلم الوثائقي «في الظل» للمخرجة ندى مازني حفيظ الجدل بسبب تناوله موضوع المثلية الجنسية في المجتمع التونسي بصفة صريحة وكاميرا مباشرة وهو ينقل يوميات أمينة السبوعي المعروفة بـ»أمينة «فيمن». كما يعرض الفيلم شهادات لعدد من المثليين أمام رفض العائلة ونبذ المجتمع.
وقد سبق لمخرجة الفيلم أن تعرضت لموجة من الانتقاد والتنديد وحملة مقاطعة ومطالبة بإيقاف مسلسلها التلفزي «حكايات تونسية» الذي عُرض على شاشة الحوار التونسي في رمضان2015.
وإن سبق لمدير أيام قرطاج السينمائية نجيب عياد التأكيد على «استرجاع أصل المهرجان انطلاقا من الشعار مرورا بالمضمون وصولا إلى الجمهور»...فهل هذا ما ستكشفه قريبا الدورة 28 من أيام قرطاج السينمائية؟