غمراسن تحتفي بعرسها... «عيشوا العرس» احتفاء بالموروث التقليدي من خلال المسرح والموسيقى والرقص

«سيد القوم» يناديكم، لتكتشفوا تراث المدينة الجبلية وسحر منظرها، سيد القوم يدعوكم لزيارة قصر بوغالي و قصر المرابطين وابن عرفة و قصر الحدادة، وادي الخيل، الواحة و الزهور و القرضاب والفرش و قرماسة، ، سيد القوم يشير الى الطبل كآلة للفرح ويدعوكم لتدقوا طبول الفرح والحياة في المدينة الجبلية الشامخة، سيد القوم يخبركم ان الحياة دون موسيقى كذبة ويدعوكم للاستمتاع بالعرس.

وسيد القوم هو الاسم القديم لمدينة غمراسن، عروس الجبل ستحتفي بمهرجانها السنوي وتحتفي بالة الطبل في تظاهرة عرس الطبل ايام 28 و 29 و 30 اكتوبر، تظاهرة تنظمها جمعية صيانة مدينة غمراسن للتعريف بالموروث الثقافي للجهة.

الصورة عنوان لذاكرة حية ومتقدة
غمراسن عروس الجبل كما يحلو لأبنائها تسميتها، مدينة جبلية حافظت لأجيال على موروثها وتراثها المادي واللامادي، هناك مدينة صغيرة تبعد 16كلم عن مدينة تظاوين و 40كلم عن الجارة مدنين، غمراسن الهادئة مدينة الخبز والخبازين، مدينة لها حكاياتها وقصص كتبت في اغاني الجدات وفي رقصات الرجال، حكايات ستكون الطبلة مطية لاكتشاف خبايا هذه القرية الجبلية الصامدة، يفتتح المهرجان فعالياته صبيحة السبت 28اكتوبر في التاسعة صباحا مع النشيد الوطني التونسي، ثم تركيز لمعرض للصناعات التقليدية لاكتشاف ذاكرة المكان وحرفة نسوته، فموعد مع الصورة الفوتوغرافية في معرض للصورة التراثية عنوانه «حكايات ترسم، ورسوم تحكي» للفوتوغرافي شكري السلامي.
وللفكر حضوره في اليوم الاول من خلال ندوة علمية وموضوعها «الموسيقى المحلية والتنمية الثافية» تقوم على ثلاث مداخلات الأولى لمنصور بوليفة «الثقافة والخطاب التنموي: مقاربة تاريخية» والثانية عنوانها « الموسيقى الشعبية والثقافة المحلية على تخوم الصحراء الافريقية» يقدمها الهاشمي حسين ثم مداخلة ثالثة وأخيرة لمحمد المصمودي «مميزات الشعر والرقص في تراث طوائف غبنتن».

وتتواصل فعاليات اليوم الاول مع ورشة توثيقية حول الموروث الشفوي بجهة الجنوب، ومداخلات بخصوص تقدم انجاز المرحلة الثانية من مشروع حماية الرسوم الجدارية المنجز من طرف جمعية صيانة المدينة.
وفي اليوم الثاني تتواصل فعاليات الورشات التوثيقية حول الموروث الشفوي بالجنوب الشرقي. فالتراث هو كل ما تتلقفه الأجيال عن الأجيال التي تسبقها، وكل ما ستورثه هذه الأجيال إلى الأجيال التي ستأتي بعدها،التراث هو الكتب، والأفكار، والمعتقدات والملابس، والأدوات المستعملة، والفنون، والآداب، والقيم، والأقوال المأثورة، والمناسبات العامة، والاحتفالات، والحكايا، والرقص، والألعاب، والأبنية والعادات والتقاليد والكثير من الأمور الأخرى... التراث يكتسب صفة التراكم، وليس الحذف، فالجديد يبنى على ما هو قديم، ولا يهدمه... وهذا هو أساس المعرفة.

التاريخ حامل للموسيقى والقصور فضاءات للإبداع
التراث هو الذي يعطي لشعب من الشعوب هويته الخاصة التي تميزه عن الشعوب الأخرى، والتي بدورها تضع هذا الشعب في مصاف الشعوب التاريخية التي لها تاريخ عريق تحتفي به... والأجمل هو أن يكون هذا التاريخ العريق قد أسهم في تطوير الشعوب الاخرى ولا يزال، وغمراسن مدينة للتراث وللتاريخ وبامتياز، مدينة لازال اهلها يحافظ على ذاكرة الاجداد وبالموسيقى سيعبرون عن موروثهم وخصوصياتهم، في غمراسن فضاء العروض الموسيقية سيكون جد مختلفا، إذ لن تقدم العروض في فضاءات عصرية بل في فضاء «القصر» بكل ما يحمل القصر من معنى في ذاكرة كبار المكان وصغاره...
فعاليات اليوم الاول ستكون في قصر بوغالي او قصر الفنون كما ارادوا تسميته سيكون فضاء للموسيقى، فضاء لتلاقح الخبرات وتبادل الثقافات بين موسيقيين يقدمون التراث وآخرين يقدمون الموسيقى العصرية، اللقاء في القصر يكون في العاشرة مساء للتعريف بمكونات المشروع المنجز ممن قبل جمعية صيانة المدينة ومحاولة تسليط الضوء على الانتهاكات التي سبق أن تعرض لها القصر، فلقاء اول مع مشهدية «الرّمال المتحركة» انتاج مركز الفنون الرّكحية والدرامية بمدنين اخراج علي اليحياوي، مشهدية تحاكي الصحراء وحكاياتها وتقدم صورة موجزة عن تطور الحياة والحضارة في الجنوب عموما.
ثم لقاء مع حكايات الصحراء التي ستنقلها اجساد الراقصين، عرض تحل فيه الحركة محل الكلمة، وحدها الموسيقى والجسد يتحدثان عن صراع الحضارة والمدينة، بأجسادهم سيقدمون لأبناء غمراسن قصة حيوانات الصحراء، صراع الصقر و الافعى والنّعامة، صراع ساكن الصحراء مع اسفلت المدينة، عرض عنوانه «عروق الرمل» لحافظ زلّيط يقدم عروق الصحراء وحكاياتها.

ولأن الجنوب عنوان للابداع في الشعر الشعبي تختم فعاليات سهرة قصر بوغالي بمداخلة غنائية شعبية من تقديم مجموعة اولاد الشيخ.
من قصر بوغالي الى قصر الفرش، الذي سيحتضن سهرة «المحفل» سهرة تقوم على مجموعة من العروض الفلكلورية التي ستقدم فقرات موسيقية تراثية بالاساس ويكون اختتام التظاهرة في فضاء عصري هو الملعب الفرعي بغمراسن مع سهرة الموقف بمشاركة رضا عبد اللطيف وبشير عبد العظيم ومحمد بوكراع ومنير اللطيفي وعادل الجيراني وعلي سرحان وفتحي الجوادي و حسين الزمزمي.

الثقافة والسياحة وجهان لجمال غمراسن
مهرجان عرس الطبل لا تقتصر عروضه على الموسيقى والتعريف بالموروث الثقافي للجهة بل يحاول القائمون عليه التعريف بالمخزون الحضاري والسياحي لمدينة غمراسن فالسياحة والثقافة وجهان لعملة واحدة هي التعريف بغمراسن وموروثها، ويقدم المهرجان لضيوفه موعدين سياحيين الاول يوم الاحد 29 اكتوبر وجولة في المسلك السياحي الجبلي الجيولوجي وزيارة شعبة انسفري و شعبة المعركة و بني غذير ووادي الزعفران، أاما الموعد الثاني فيكون الاثنين 30اكتوبر ومخصص لزيارة المسلك السياحي الثاني والقصور الصحراوية السهلية و الجبلية وهي قصر الحدادة و بني غدير و القرية الجبلية بقرماسة و قصر المرابطين.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115