مهرجان «أثواب» للسينما في مطماطة «نعم مهرجاننا دون دعم...ولكننا سننجح»...

مهرجان دون دعم.. دون دعم وسنبدع.. دون دعم وسنحقق لا مركزية الثقافة فعلا لا قولا.. دون دعم سنمتع أبناء مطماطة وجمهور السينما، هنا دون دعم يمكننا أن ننجح ما دام شعارنا حب تونس والعمل على ايصال الفن الى ابنائها اينما كانوا، هكذا صرّح وليد الدبوني المدير الفني لمهرجان اثواب السينما الذي سينجز في مدينة مطماطة الجبلية.

في مطماطة سيجتمع محبو السينما، هو لقاء بين شباب يؤمن باهمية السينما وقدرة الكاميرا على نقل الحقيقة،لقاءات تقدم صورة مغايرة عن المعهود، فبالسينما يريدون الترسيخ لفكرة ثقافة المقاومة، ثقافة قريبة الى الشعب لا إلى الدولة، ثقافة يقودها تونسيون عشقوا الفن ويريدون تقديم الافضل، لقاءات نتج عنها تبادل الخبرات بين تونسيين يريدون ترسيخ فعل سينمائي مقاوم ومن 26 الى 29 أكتوبر ستكون مطماطة الجبلية حاضنة فعل ابداعي مميز وقوده شباب يريد ان يفرض مقولة «على هذه الارض ما يستحق الحياة»..

نساء كادحات ...بالكاميرا سنعرف حكاياتهنّ
هنّ الامل، هنّ الصادقات، هنّ الانوثة والجرأة، هن نساء تونس، الى اللواتي ينهضن فجرا للعمل والبحث عن لقمة العيش، الى الكادحات الصابرات، الى القويات الشامخات، اليهنّ يقدّم المهرجان عروضه الى نساء الريف، الى المرأة العاملة التي لا تعرف معنى التعب ولا الكلل، الى الام والاخت والصديقة وربة البيت، الى من انسها الجبل وحفظت مساربه وتماهت مع صلابة حجارته، «نساء كادحات» هو محور المهرجان، مهرجان وليد «ستين ساعة سينما» اختار الاسم القديم لمطماطة عنوانا له «اثواب» للعودة الى الاصل وتذكير الجيل الجديد بتاريخ تلك المدينة وجذورها ورمزيتها و شموخ نسوتها، في المهرجان ستسلط الكاميرا اضواءها على النسوة هناك، في مطماطة وتاوجوت والزراوة و القبائل الجبلية المحيطة بالمكان، نسوة تمسكن بالجبل ورفضن مغادرته وان قسى، نسوة ربما تنطبق عليهنّ قولة توفيق زياد:

بأسناني ، سأحمي كلّ شبر
من ثرى وطني
بأسناني .. ولن أرضى بديلاً عنه
لو علقت من شريان شرياني ..
أنا باقٍ .. أسير محبتي لسياج داري
للندى .. للزنبق الحاني
أنا باقٍ .. ولن تقوى عليّ جميع صلباني

الكاميرا ستكون صوتهنّ وعزيمة شباب عاشق للسينما ستكون عنوان لإرادتهن وسيقدمون لجمهور مطماطة مجموعة من الافلام حول نساء مطمامة الكادحات، بالسينما سيعرف الجمهور كيف يعشن، كيف يقضين يومهنّ وكيف حافظت نسوة الجبال على العادات والتقاليد، وكيف تعيش المرأة العصرية أيضا وحدها الكاميرا ستكون عين المتفرج وصوت نسوة اثواب او مطماطة وكل القرى الجبلية المحيطة بها.

في «أثواب» سيكون الموعد مع الحلم الذي اصبح فكرة، والفكرة التي ولد منها مشروع سينمائي اختار النساء كبداية له لانهنّ رمز الحياة والأمل المتجدد، فالكاميرا اثنى والسعادة انثى و«أثواب» تعني أرض السعادة والامل.
دون اموال...سننجز المهرجان

مهرجان اثواب للسينما سيرسخ فكرة انتاج السينما البديلة، السينما التي تؤمن بالانسان وتسلط الضوء على مشاكله ويومياته دون الانحياز الى مفهوم المادة، في مهرجان اثواب يكون اللقاء مع سينما حقيقية، تنبع من ارادة شباب يؤمن بقدرة الفنون على التغيير، شباب يؤمن بأهمية الفعل الثقافي وقدرته على نحت مسار ديمقراطي وايصال مفهوم المواطنة الى الاطفال خاصة، مهرجان اثواب السينما كلفته26الف دينار مهرجان سينجز دون دعم.

وكلمة «دون دعم» ازعجت مندوبية الثقافة بقابس فتكفلت بدعم المهرجان بثمن المطبوعات أي 300 دينار كاملة خصصتها للمهرجان، ثلاث مائة دينار كاملة قدمتها المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية بقابس بعد ان انزعجت من كلمة «دون دعم»، فهل 300 دينار تنجز مهرجانا. و ماقيمة هذا المبلغ من 26 ألف دينار القيمة الجملية للمهرجان؟ ويمكن التساؤل اهكذا تدعم التظاهرات الثقافية في الجهات؟ وهل بهذه الطريقة ستحقق لا مركزية الثقافة؟.

في مطماطة سيكون الموعد مع شباب ينجزون أفلاما في مدة ستين ساعة فقط، أي في يومين ونصف يصورون ويقومون بالمونتاج ثم تعرض الافلام، ستين ساعة قد تبدو قليلة ولكن اثبتت التجربة انها فكرة جد مميزة، فكرة انطلقت من بني خداش وجابت ربوع توزر وتطاوين فالكاف و مطماطة، تجربة تهدف الى نشر ثقافة بديلة ثقافة مقاومة ثقافة يقودها شباب يعشق الكاميرا اختار ان يكون صوت الحق وصورة الثقافة الحقيقية لا ثقافة «الفترينة» وفي مطماطة سيجتمعون مرة اخرى حاملين قبس المقاومة بالكاميرا.

المهرجان لن يقتصر على مسابقة «الستين ساعة سينما» بل سيقدم الى الجمهور مجموعة من العروض الموسيقية والسينمائية، فالافتتاح يوم 26اكتوبر سيكون في قرية مطماطة بعرض فلكلوري يعرّف بالجهة وبعاداتها وتقاليدها، قبل انطلاق المسابقة، وصبيحة 27 أكتوبر يكون اللقاء مع ندوة علمية بخصوص « صورة المرأة الريفية في السينما التونسية» تليها حلقات نقاش بهذا الموضوع، جميع السهرات الليلية ستكون سينمائية ومن الافلام التي ستعرض نذكر فيلم «ديفين» للمخرجة المغربية هدى يمين فيلم نال عدة جوائز عالمية ولقى اعجاب جمهور ايام قرطاج السينمائية في الدورة الفارطة، اما يوم 28 أكتوبر فالموعد سيكون في القرية الجبلية تاوجوت، ويقدم المهرجان لرواده ورشتين اولى في تقنيات الصورة السينمائية وثانية في الحكاية.

مهرجان «أثواب للسينما» لبنة أولى لترسيخ فعل سينمائي مقاوم في قرية جبلية عاندت قساوة الطبيعة والجغرافيا، مهرجان سيعلم الاطفال حب قريتهم والبحث عن مكامن الجمال فيها لابرازها الى الضيوف، مهرجان يعيد طرح السؤال، متى سينفذ مخطط المسلك الثقافي الجبلي؟ الذي صادق عليه رئيس الحكومة الاسبق؟.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115