في «الأيام الدراسية لإنقاذ الرصيد الوطني للفنون التشكيلية» ببنزرت المتحف الوطني للفن الحديث والمعاصر... هل هو المنقذ؟

أكثر من 12 ألف عمل فني يعاني الإهمال ويقاوم الاندثار وهو الذي كان متناثرا هنا وهناك في المخازن الندية والأقبية الرطبة. وبعد أن بلغ الخطر مداه في تقويض تاريخ الحركة التشكيلية التونسية وطمس آثار أعلامها وأعمالهم، استفاقت سلطة الإشراف على ضرورة صون الثروة الوطنية من الفنون التشكيلية حتى لا يفسد الزمن والبشر ما تبّقى منها ...

في هذا السياق احتضنت ولاية بنزرت «الأيام الدراسية الخاصة بإنقاذ الرصيد الوطني للفنون التشكيلية» على امتداد يومي السبت والأحد 14 و15 أكتوبر2017.

بعث مركز وطني للفنون التشكيلية
ما بين قصر السعيد ودار الكتب الوطنية ووزارة الشؤون الثقافية، يتوّزع حاليا الرصيد الوطني للفنون التشكيلية على هذه الفضاءات الثلاثة في انتظار الصيانة والجرد والرقمنة.
وقد كانت «الأيام الدراسية الخاصة بإنقاذ الرصيد الوطني للفنون التشكيلية» محور لقاء بين الفنانين التشكليين وإطارات وزارة الشؤون الثقافية والخبراء في المجال... ومن أبرز التوصيات التي رفعها المشاركون في هذه الأيام الدراسية هي ضرورة تنظيم دورات تكوينية بالتعاون مع خبراء أجانب لمزيد تأطير الطلبة التونسيين والمختصين في مجال صيانة الأعمال الفنية وترميمها ...كما أوصى الحاضرون بأهمية إيلاء عناية للبطاقات الفنية المرافقة للأعمال (ذكر المصدر ومالك الأثر والثمن...) والتثبت من وضعية العمل الفني قبل عملية تحويله من مكانه وبعدها. كما دعوا إلى وضع قاعدة بيانات إلكترونية توثق للحركة التشكيلية في تونس.
ونادى المشاركون في الأيام الدراسية لإنقاذ الرصيد الوطني للفنون التشكيلية بضرورة تأسيس مركز وطني للفنون التشكيلية ليضطلع بدور السهر على مراقبة مقتنيات الدولة من الأعمال الفنية التشكيلية وعلى ضمان حسن التصرف في التراث الفني والنهوض به.

أخيرا... متحف الفن بمدينة الثقافة
إن كان إنقاذ الذاكرة الوطنية من الفنون التشكيلية من التلف رهين توفير فضاءات ملائمة تستجيب للمواصفات العلمية في حفظ هذه الثروة الفنية فإن الأمل معلق على متحف الفن الحديث والمعاصر الذي سيكون جاهزا قريبا بمدينة الثقافة لجمع شتات هذا الرصيد المهمل.
ومن المنتظر خلال الأيام القريبة القادمة افتتاح المتحف الوطني للفن الحديث والمعاصر ليصبح قادرا على استقبال التجهيزات المعدة له. ووفقا للدكتور سامي بن عامر المكلف بمهمة إعداد المتحف الوطني للفن الحديث والمعاصر بديوان وزير الشؤون الثقافية فإن هذا المتحف يحتوي على فضاءات عديدة شاسعة وملائمة، تمكنه من ان يكون مركز إشعاع على الساحتين الوطنية والدولية. وتتمثل هذه الفضاءات في خمسة مخازن للأعمال الفنية سيحتفظ بثلاثة منها مساحتها تقدر ب 900 متر مربع، في حين يخصص المخزنان المتبقيان للمعارض. إضافة إلى خمس قاعات للمعارض تمسح 3000 متر مربع.
وعلى امتداد 850 متر مربع توجد 16 قاعة تحتوي على 10 مكاتب إدارية وقاعة لرقمنة الأعمال الفنية ومكتبة ومغازة وقاعة اجتماعات ومحل تجاري لبيع الكتب حول الفن ومنتوجات مشتقة من الأعمال الفنية...وقاعات للصيانة وفضاءات عامة داخلية وبهو رئيسي...
 ومن المقرر أن يفتح المتحف الوطني للفن الحديث والمعاصر أبوابه فعليا للعمل خلال شهر مارس 2018. وسيفتتح نشاطه بمعرض متعدد الوسائط حول مسيرة الفنون التشكيلية بتونس.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115