وقد مثلت مسألة دعم الكتاب وتدارس الحلول الكفيلة بالنهوض بهذا القطاع، محور جلسة جمعت ممثلين عن اتحاد الناشرين التونسيين بوزير الشؤون الثقافية محمد زين العابدين يوم الاثنين 18 سبتمبر2017. فهل جاء هذا الاجتماع بالجديد؟
اجتماع شهري بين الوزير واتحاد الناشرين في مجال الكتاب
عن فحوى الاجتماع بوزير الشؤون الثقافية، كشف رئيس اتحاد الناشرين التونسيين في تصريح لـ«المغرب» أن من أهم المحاور التي حظيت بالنقاش هي لجنة الشراءات حيث اشتكى الاتحاد من غياب آليات واضحة لعمل هذه اللجنة مطالبا ببعث لجنة مختصة تضم أهل الاختصاص في كل مجال من مجالات الكتابة على غرار أدب الطفل والفلسفة واللسانيات ...لمزيد الشفافية والمصداقية، وقد حظي هذا المطلب بموافقة الوزير. ونظرا للتأخير هذه السنة في انطلاق عمل لجنة الشراءات التي من المفروض أن تنعقد مرتين في السنة، اقترح اتحاد الناشرين أن تكون هذه اللجنة مفتوحة بمعنى أن تنعقد في كل شهر للنظر في الإصدارات الجديدة ...
ومن بين أبرز مطالب اتحاد الناشرين التونسيين هي أن يكون ممثلا صلب الصندوق الوطني للتشجيع على الإبداع حيث صرّح الناشر محمد صالح معالج بالقول:» نصيب الكتاب من هذا الصندوق تقدر بـ 7 % أي حوالي 450 ألف دينار، ولم يتبق من هذا المبلغ سوى 200 ألف دينار دون أدنى فكرة عن آليات صرفه! وقد وافقت الوزارة على مقترح إدراج الاتحاد وضمّه للصندوق لتمكين الناشرين من الإحاطة بآليات عمل هذا الصندوق وحسن الاستفادة منه...».
كما دعا اتحاد الناشرين التونسيين إلى ضرورة إسراع الوزارة في الإعلان عن هوية مدير معرض تونس الدولي للكتاب حتى تكون الدورة 34 في مستوى الانتظارات والتطلعات ...
وأمام حزمة من المطالب العاجلة والحاجيات الملحة للكتاب تم الاتفاق على عقد اجتماع شهري يجمع وزير الشؤون الثقافية باتحاد الناشرين التونسيين لمتابعة مدى تنفيذ المقترحات المنبثقة عن هذه الجلسة و كل شؤون النشر والكتاب.
«تونس مدن الآداب والكتاب»في 2018
بعد مدن الفنون ومدن الحضارات أعلن وزير الشؤون الثقافية عن بعث تظاهرة مدن للكتاب وساحات الكتاب في كل الجهات انطلاقا من شهر أكتوبر المقبل. وأفاد بأن هذه المناسبة ستكون مناسبة للتحسيس بقيمة الكتاب والمطالعة والمكتبات العمومية. وأوضح الوزير، أن هذا المشروع الوطني سيساهم في دعم قطاع النشر الذي وصفه بـالقطاع المنكوب، على حد تعبيره.
وأضاف أن قطاع الكتاب عموما يتطلب رصد إمكانيات أكثر ودعما ومتابعة ومراجعات تشريعية، لاسيما أنه يحظى بميزانية ضعيفة مقارنة بميزانيات بعض القطاعات الثقافية الأخرى كالموسيقى والسينما وغيرها، وهو ما خلق نوعا من الاختلال لا يمكن المواصلة فيه، وفق تقديره.
وفي هذا السياق اعتبر رئيس اتحاد الناشرين التونسيين محمد صالح معالج إعلان وزير الشؤون الثقافية أن سنة 2018 ستكون سنة «مدن الآداب والكتاب» هي بمثابة الفرصة السانحة لبث الحيوية في مجال الكتاب وخلق ديناميكية في قطاع النشر وإيصال إبداعات الكاتب التونسي إلى القراء في كل مكان... مشددا على أن حلّ أزمة الكتاب التونسي رهين إقرار خطة وطنية للنهوض بالكتاب.
مشروع الوزارة أم الجامعة الوطنية لجمعيات أحباء المكتبة والكتاب؟
على هامش إعلان وزير الشؤون الثقافية عن بعث تظاهرة «تونس مدن الآداب والكتاب» أصدرت الجامعة الوطنية لجمعيات أحباء المكتبة والكتاب بيانا اعتبرت فيه أن مشروع الوزير مماثل لمشروع سابق من إعدادها كانت قد تقدمت به إلى الوزارة مطالبة بتشريكها في «مدن الآداب والكتاب». وقد ورد في البيان ما يلي :» لقد تقدمت الجامعة منذ سنة إلى وزارة الشوؤن الثقافية ببرنامج ثقافي شامل للمساعدة على التمويل ويهدف المشروع إلى تيسير ترويج الكتاب والتشجيع على القراءة والتحسيس بدور المكتبات بمختلف أصنافها. لتفاجأ اليوم بإعلان الوزارة نيّة تنفيذ هذا المشروع الذي قدمته الجامعة الوطنية لجمعيات أحباء المكتبة و الكتاب منذ مارس 2017 للنظر في إمكانية تمويله من قبل الوزارة، و لم تتلق الجامعة إلى حد الآن أي رد».
ومن أهم محاور مشروع الجامعــة الوطنيــة لجمعيـــات أحبــــاء المكتبـــة والكتــاب:
تنظيم معارض للكتاب في كامل ولايات الجمهورية وفي أغلب المناطق السكانية (معتمديات وبلديات)، وعقد لقاءات فكرية يؤطرها كتاب ومثقفون، وبعث ورشات للترغيب في الكتاب والحث على المطالعة في الساحات والحدائق العامة، وتنظيم محاضرات متخصصة في عديد المجالات يؤطرها أساتذة جامعيون ومربون ومفكرون تنتظم في خيام في وسط المدن ...