رأس إدارة بيت الشعر التونسي في زمن يحتاج فيه هذا البيت إلى استفاقة وانتعاشة ليكون شاهدا حقيقيا وحاضنا فعليا لإرهاصات التجربة الشعرية التونسية.بقرار من وزير الشؤون الثقافية محمد زين العابدين تم، مؤخرا، تعيين الشاعر أحمد شاكر بن ضيّة على رأس «بيت الشعر» ليكون رابع مدير لهذه المؤسسة الثقافية التي تولى إدارتها كل من الراحل أولاد أحمد ومنصف المزغني ومحمد الخالدي .
«بن ضيّة» شاعر الفصحى والعامية
تنحدر أصول المدير الجديد لبيت الشعر التونسي من عاصمة الأغالبة القيروان. وقد درس الشاعر أحمد شاكر بن ضيّة القانون في كلية الحقوق بسوسة، كما اشتغل في مجال البرمجة والتنشيط ببيت الشعر.
نُشرت له قصائد و مقالات في جملة من الصحف و المجلاّت الثقافية التونسية والعربية.وكتب مجموعة رسائل من داخل السجن تحت عنوان «أوراق الزنزانة 2» (في ما عرف بقضية طلبة سوسة 2007)، وقد تم تهريبها ونشرها فتناقلتها الحركة الطلابية في عديد الأقطار العربية خاصة منها: فلسطين و سوريا ومصر و لبنان والمغرب...
وكما أجاد الشاعر أحمد شاكر بن ضية كتابة القصيدة باللغة العربية الفصحى فقد برع في كتابة الشعر باللهجة العامية، فلّحن له عدد من الفنانين التونسيين على غرار نبراس شمام ، وأسامة فرحات، ومحمود التركي...
تحصل أحمد شاكر بن ضية على عديد الجوائز الوطنية في الشعر، كما
أسس عددا من التظاهرات الشعرية أهمها الملتقى الوطني للشعر ببيت الشعر التونسي.وساهم في تأسيس تظاهرات أدبية أخرى من بينها الملتقى الوطني للإبداع الأدبي بالقيروان...
مدير شاب ووعد بالأفضل
تعليقا على تكليفه بإدارة بيت الشعر التونسي، اعتبر الشاعر أحمد شاكر بن ضيّة
أن «تحمّل هذه المسؤوليّة في إدارة أول بيت للشعر في الوطن العربي، هذا البيت الذي أسسه وأداره، واحد من أعظم أيقونات الشعر في وطننا، الشاعر الرّاحل «محمد الصغير أولاد أحمد»، ثمّ تداول على إدارته الشاعران الكبيران المنصف المزغني ومحمد الخالدي، يُثقل المهمة الملقاة على عاتقه ويوسّع أفق المنتظر من شابّ لا خيار له غير التعهد بألا يدّخر جهدا من أجل تطوير أنشطة البيت والعمل على مزيد إشعاعه وطنيا وعربيا وعالميا».
كما توجه المدير الجديد لبيت الشعر التونسي بالشكر للمدير السابق محمد الخالدي معلنا تمسكه بخدماته وبقائه في هذه المؤسسة بصفته مستشارا فنيا، حيث أفاد:»
أشكر الشاعر الفذ والإنسان الراقي محمد الخالدي فلطالما كان صديقا وأخا قبل أن يكون مديرا في العمل، وقد كان، في السنوات الستّ التي عملناها معه، مثالا في التفهّم والإيمان بالتشارك في القرار، وهو ما ساهم ـ رغم محدودية الإمكانيات المادية ـ في استعادة البيت لأهله من شعراء وفنانين، واستقطاب عدد كبير من الروّاد بمختلف أعمارهم وتوجهاتهم الفنية، والنجاح في إنجاز تظاهرات وعروض بروح جديدة وتصورات محيّنة ضمن مشروع ضخم يقوم أساسا على تذويب الحدود بين مختلف التعبيرات الإبداعيّة. وفي هذا الإطار يشرفنا بقاؤه في إدارة البيت والاستمرار في العمل ضمن فريقه مستشارًا فنيّا نستفيد من خبراته ونواصل معه إنجاز المشروع خدمة للشعر والشعراء التونسيين.»
وختم مدير بيت الشعر أحمد شاكر بن ضيّة: «إنّ بيت الشعر التونسي هو بيت للشعراء، ونحن مجرد مسيّرين لشؤونه، ولن يكون عامرا إلا بأهله. وهنا أكرّر نداء الشاعر الراحل أولاد أحمد ضمن الكلمة التي ألقاها خلال افتتاح البيت يوم 25 أكتوبر 1993: «أيّها الشعراء: هذا بيتكم، كونوا أمناء عليه، تكونوا آمنين فيه».
بيت الشعر بين المنشود والموجود
لقد كانت لتونس الريادة في تأسيس أوّل بيت للشعر لكن محصول هذا البيت ظل هزيلا مقارنة بما حققته دور الشعر في العالم العربي والتي وإن تلته في التأسيس فقد تجاوزته في المردود!
في سنة 1992 تم تأسيس بيت الشعر ليكون افتتاحه الرسمي في أكتوبر1993. إلا أن هذا الحلم لم يبلغ مبتغاه الكبير والبعيد حيث بقي بيت الشعر التونسي يتخبط في وضع إداري بائس وميزانية متواضعة وبرمجة مناسباتية... مما تسبب في خمود نشاطه وخفوت ضوئه !
وقد سبق للمدير السابق لبيت الشعر منصف المزغني أن قال :» إذا لم تتغير وضعية بيت الشعر الإدارية والمالية فانه سيظل مجرد بيت مفتوح كإدارة تونسية خجولة وكسولة...» فهل يصالح المدير الجديد بيت الشعر بشعرائه، بجمهوره، بوطنه...؟
ليـلى بورقعة
بعد أولاد أحمد ومنصف المزغني ومحمد الخالدي أحمد شاكر بن ضيّة شاعر شاب على رأس «بيت الشعر»
- بقلم ليلى بورقعة
- 13:16 04/09/2017
- 1195 عدد المشاهدات
بعد أن كان محمد الصغير أولاد أحمد أوّل «الفاتحين» لبابه والجالسين على كرسيه فقد خلفه منصف المزغني ومن بعده محمد الخالدي في إدارة «بيت الشعر». وأخيرا جاء قرار تعيين الشاعر الشاب أحمد شاكر بن ضيّة على