في مارس 2014 تم بعث «دار الموسيقي» لتكون ملتقى أهل الفن ومقرا للنوادي الموسيقية وفضاء للتمارين والتربصات والندوات... ولكن بعد حوالي 4 سنوات من تأسيس الدار، أعلن صاحبها الاستسلام أمام الأزمة المالية القاهرة.
صمود... فاستسلام
منذ البداية صرّح الفنان مقداد السهيلي أنه بعث دار الموسيقي من حرّ ماله وأنها في حاجة للدعم حتى تستمر... قائلا: «هي حلمي الذي راودني ولازمني منذ زمان بعيد وظل يلح علي لتحقيقه...فطالما حلمت ببعث فضاء ثقافي يلم شتات أهل الموسيقى من مطربين وفنانين وموسيقيين وملحنين وشعراء غنائيين ... فنحن بحاجة إلى مكان للتلاقي الفني وللتباحث في شؤون الموسيقى ...».
منذ تأسيسها في شهر مارس 2014 إلى اليوم، لم تتخلص «دار الموسيقي» من الارتهان إلى الديون في انتظار الدعم لإنقاذ هذا الفضاء الفتيّ... فتتالت صيحات الفزع التي أطلقها صاحب الدار مقداد السهيلي لحث سلطة الإشراف على المساهمة في إرساء «دار الموسيقي» على بر الأمان.
وبعد استنفاد كل وسائل الصمود أعلن الفنان مقداد السهيلي مؤخرا عن غلق دار الموسيقي بسبب تراكم الديون.
وسبق أن واجهت «دار الموسيقي» في ماي 2015 تهديد الغلق...فطرق صاحبها كل الأبواب لمنع قبر تجربة أول دار للموسيقى في تونس. وكان أن تفاعل عدد من أعضاء مجلس النواب مع نداء «دار الموسيقي» وقاموا بزيارة الدار في مساندة منهم لهذا الفضاء ووعدوا بإيجاد الحلول الممكنة ...
واليوم، لم تصمد المقاومة أمام الواقع المالي الحرج لدار الموسيقي فإذا بصاحبها يعلن رسميا عن غلقها... مصرّحا لـ«المغرب» في مرارة: «ليس من السهل علي التفريط في الحلم الذي حققته بإمكانياتي الخاصة والمتواضعة ويحز في نفسي اليوم أن يتحول هذا الحلم إلى سراب !».
الوزير يعد بالحل
يوم السبت 19 أوت الجاري أعلن مقداد السهيلي عن غلق «دار الموسيقي» و أمس الاثنين 21 أوت أدى وزير الشؤون الثقافية محمد زين العابدين زيارة هي الأولى من نوعها إلى دار الموسيقي بعد تداول خبر غلقها بسبب مرورها بصعوبات مالية.
وعن حيثيات هذه الزيارة صرح مقداد السهيلي لـ«المغرب» قائلا: «لم يخف الوزير إعجابه بمختلف فضاءات دار الموسيقي ومكوناتها الموسيقية والفنية... واصفا إياها بمفخرة الموسيقى التونسية. كما وعد بأنه لن يسمح باستمرار غلق دار الموسيقي متعهدا بإيجاد الحلول المناسبة للخروج من الضائقة المالية.
كما دوّن التزاما أخلاقيا وماديا في دفتر دار الموسيقى ...ونحن في انتظار تحرك الوزير لإنقاذ دار الموسيقي من الاندثار...».