العامة بمدينة صفاقس...» وفي المقابل ردت بلدية صفاقس بأنها لم تقص أي طرف بل سبق وأن عقدت جلسات حوار بشأن الموضوع ذاته...
إن أكدت بلدية صفاقس سعيها إلى تجميل المدينة والمفترقات الدائرية بها بتركيز مجسمات تعكس الثراء التاريخي للجهة وتعرف بأعلامها ورموزها على غرار حمادي العقربي وفرحات حشاد والهادي شاكر... فإن ثلة من الفنانين والمختصين بالجهة لم يستسيغوا تصرّف البلدية في الفضاء على مستوى الأبعاد الجمالية للفضاء العام ومشهدية المدينة .
مطالبة بتشريك المعهد العالي للفنون والحِرف
«سفينة قديمة، قنديل قديم، مدفع قديم... هذه نماذج من مشاريع بلديّة صفاقس لتجميل الفضاء العام ومفترقات الطرق... النّتيجة، غياب الطّرح الفني والخيال المبدع والطلائعي والمستقبلي نظرا لعدم تشريك المبدعين التونسيّين والخرّيجين الشباب، من فنانين ومصمّمين، في صياغة سيميولوجيا الشارع وجماليّة الفضاء العام وتجسيد الفكر الإبداعي الخلاّق... عودة إلى الرّمزيّة السطحيّة والركيكة والفولكلور الفجّ سيّء التّمثل والتقديم... وتكريس الذائقة المباشرتيّة الكسولة.» هكذا علّق الفنان والناقد وأحد الممضين على البيان خليل قويعة على مشروع بلدية صفاقس في تجميل المدينة.
وقد عبّر الممضون على نص البيان عن « امتعاضهم من وضع بلديّة صفاقس لقطعة عسكريّة أثريّة أمام باب الديوان بشكل يفتقر إلى شروط العَرض الفني وتقنيات التّنصيب، وهو ما لا يستجيب لتطلّعات المواطن وما بلغته الثقافة الفنيّة والتشكيليّة بربوعنا التونسية من محطات في اتجاه خدمة الذائقة الجماليّة.»
كما استنكروا «سلوك بلديّة صفاقس في إقصائها للخبراء والمختصّين في تصوّر برنامجها التجميلي وتنفيذه، معبرين عن تخوّفهم من مغبّة افتقار هذا البرنامج إلى أبجديات المعرفة الجمالية المتعلقة بالفضاء العام وخصوصيّاته».
وطالب أصحاب البيان «بلديّة صفاقس بضرورة تشريك المعهد العالي للفنون والحِرف على نحو رسميّ، بوصفه المؤسسة الأكادمية المعنية بإبداء الرأي في مثل هذه البرامج طبقا لقيم الانفتاح المتبادل ما بين الجامعة والمحيط، وبضرورة تشريك المجتمع المدني وهياكله المعنية بوصفها قوّة اقتراح، وذلك فيما يتعلّق بمختلف التّصوّرات التي تتعلّق بمشهدية المدينة وجمالية الفضاء العام، بعيدا عمّا وقع تكريسه لعقود من الزمن من استئثار بالأمر واعتداد بالرأي دون مشورة.»
ماذا في رد بلدية صفاقس؟
بعد صدور بيان ثلة من الفنانين والمختصين لـ»استنكار سلوك بلديّة صفاقس في إقصائها للخبراء والمختصين في تصوّر برنامجها التّجميلي وتنفيذه»، اتصلت «المغرب» ببلدية صفاقس لمزيد التوضيح حول الموضوع حيث أوضح رئيس النيابة الخصوصية لبلدية صفاقس عماد السبري أن «بلدية صفاقس قامت بعقد جلسات عمل مع عدد من الأساتذة الذين يدرسون بالمعهد العالي للفنون والحرف بصفاقس وتم التحاور معهم منذ شهر جوان 2017 بقصر البلدية وقبلها بمصالح الولاية في إطار الإعداد لتظاهرة صفاقس عاصمة للثقافة العربية حول مشاريع تجميل المفترقات وذلك بحضور ممثلي عدد من الجمعيات وكذلك عدد من متابعي الشأن العام وتم اخذ رأي الحضور والتنسيق مع هؤلاء الأساتذة في هذه العملية بالتنسيق مع إدارة حماية التراث بالجهة.»
وردا على بيان الفنانين وأساتذة المعهد العالي للفنون والحرف، أصدرت بلدية صفاقس بدورها ،أمس، بيانا توضيحيا أكدت فيه «عدم استثناء أي طرف في إبداء رأيه حول تجميل المفترقات أو بخصوص أي شأن يهم الفضاءات الخارجية..»
كما ورد في نص البيان أن «البلدية اتصلت بعديد الأطراف لمساعدتها على تنفيذ هذا المشروع غير أنها لم تحض بأي مبادرة أو مقترح من أي طرف ( مؤسسات عمومية وخاصة) وأنها تبقى منفتحة على أي مقترح يُقدّم في مجال تجميل المدينة وفي كل المجالات التي تهم الشأن البلدي بمدينة صفاقس».
الممضون على البيان
حسّان بن معلّم- محمد الهادي دحمان- أنيس بن سالم- لطفي معلّى- سامي القليبي- محمد بن حمودة- إقبال االشرفي- أمير العيادي- إبراهيم القسنطيني- حلمي الجريبي- صفوان علولو- نجوى عبد الكافي- مهى المكشر- ريم معلّى- صالح بن عمر- يسري الغرياني- أمين محسن الغرياني- سحر بوجلبان- منذر مطيبع- كمال عبد الله- محمد الرّقيق- نزار طريشلّي- الطاهر عبيد- فاتح بن عامر- برهان بن عريبيّة - خليل قويعة.