مارس 2018 في رمزية لأبعاد عيد الاستقلال الوطني.
إن مثّل مشروع مدينة تونس الثقافية هاجسا يؤرق الحكومات المتعاقبة ووزارات الثقافة المتلاحقة فقد رصدت الحكومة الحالية ميزانية تقدر بحوالي 80 مليون دينار حسب وزير التجهيز والإسكان والتهيئة الترابية محمد صالح العرفاوي من أجل استكمال هذا المشروع الوطني.
استقطاب لأسماء مهمة وانفتاح على الجهات
بعد 5 سنوات من توقف الأشغال وتعطل المسار، استأنفت في شهر أفريل 2016 أشغال مدينة تونس الثقافية بعد أن تسلمت شركة مقاولات تونسية المشروع خلفا للمقاولة التشيكية التي عجزت عن إتمام المهمة في الآجال المضبوطة بالرغم من تمديد مدّة الاتفاق لأكثر من مرّة. ومن المنتظر أن يكون افتتاح مدينة تونس الثقافية بداية العام المقبل وتحديدا في شهر مارس 2018.
وقد ارتأى وزير الشؤون الثقافية محمد زين العابدين تسيير مدينة تونس الثقافية وفقا لفلسفة الأقطاب الثقافية المستقلة من خلال تجزئة فضاءاتها إلى ثلاثة أقطاب ثقافية تتمثل في قطب المكتبة السينمائية وقطب الأوبرا وقطب متحف الفنون الحديثة والمعاصرة مع استقلالية كل قطب عن الآخر إلى جانب الاستغلال التجاري لعديد المحلات التجارية وبرج الثقافة والعديد من الفضاءات الأخرى بمدينة تونس الثقافية.
وعن آخر التحضيرات لافتتاح مدينة تونس الثقافية، أفاد المدير العام لوحدة التصرف بمدينة الثقافة محمد الهادي الجويني في تصريح لـ «المغرب» أن الاجتماعات كثيفة ومتواصلة والتربصات والدورات التكوينية عديدة ومتنوعة والاستعدادات على أشدها من أجل كسب الرهان والتحضير لافتتاح يليق بهذا الموعد التاريخي. وأشاد محمد الهادي الجويني بالتقدم المسجل على مستوى الإعداد الفني واللوجستي لمدينة تونس الثقافية مشيرا إلى الحرص على استقطاب أسماء مهمة من المختصين والفنانين من أجل إدارة مختلف الأقطاب والمجموعات الفنية، إلى جانب الانفتاح على الجهات والولايات الداخلية...
ونوّه المدير العام لوحدة التصرف حسب الأهداف بمدينة تونس الثقافية بالقيمة الثقافية والحضارية لهذا المشروع الذي سيساهم في إشعاع تونس وإبراز خصوصياتها الفنية في مجالات المسرح والسينـما والرقـص والموسيقى والرسم.. .
بعث مركز تونس للاستثمار الثقافي
يعتبر الاستثمار الثقافي بوابة للتنمية وقوّة اقتصادية ناعمة... إلاّ أن الإقبال على هذا المجال لا يزال محتشما وخجولا بالرغم من وجود إطار جبائي ملائم لتشجيع القطاع الخاص على الاستثمار في القطاع الثقافي. وفي هذا السياق كشف المدير العام لوحدة التصرف بمدينة الثقافة محمد الهادي الجويني عن بعث مركز تونس للاستثمار الثقافي صلب مدينة تونس الثقافية حيث تم تركيز خليّة في الغرض من أجل ضبط إستراتيجية لدفع عجلة الاستثمار في القطاع الثقافي وتطوير الصناعات الثقافية في تونس...
إعداد للمشروع الأساسي لمدينة تونس الثقافية
في سياق الإعداد لافتتاح مدينة تونس الثقافية وضبط إطارها القانوني أشرف وزير الشؤون الثقافية محمد زين العابدين مؤخرا على جلسة عمل خصصت للنظر في مشروع القانون الأساسي لمدينة تونس الثقافية باعتباره «يؤسّس لفضاء ثقافي رائد يستجيب لمختلف التحولات الكبرى التي تشهدها تونس ثقافيا كما من شأنه أن يسهم في تطوير الحركة الثقافية المحلية والوطنية والدولية وإدماجها في الدورة الإقتصادية».
وقد أفادت الوزارة أن مختلف الأنشطة المزمع بعثها بمدينة تونس الثقافية ستكون «تجسيدا لمنهج تشاركي وتكاملي بين القطاعين العام والخاص على مستوى المنتوج الوطني الثقافي الإبداعي، ولعل ذلك سيكون بداية فاتحة لمرحلة الصناعات الثقافية التي هي مطلب وطنيّ ملح ...».
وللتذكير فإن مدينة الثقافة تمتد على مساحة 52 هكتارا بقلب العاصمة، في مكان معرض تونس الدولي سابقا على شارع محمّد الخامس، وتحتوي على جملة من الفضاءات للعروض الحيّة: فضاء عام لاستقبال الجمهور، ثلاث قاعات عروض (1800، 700 و300 مكان) و7 استوديوهات إنتاج، مكتبة سمعية بصرية، مكتبة سينيمائية فيها قاعتي عرض بطاقة استيعاب : 150 و350 كرسي، دار للفنّانين، رواق عرض فنّي وطني تتكوّن من ثلاث قاعات عرض مزوّدة بفضاء حفظ للقطع الفنيّة، إدارة عامّة للمدينة، فضاء للأنشطة التجارية، و»برج للثقافة»، مآوي سيّارات. إضافة إلى متحف للحضارات تُقدّر كلفته بمائة مليون دينار.