العشر الأواخر من رمضان سلوك وتربية

العنصر الأول: بقي الثلث والثلث كثير:
أمة الإسلام ها هي شمس رمضان قد آذنت بالغروب فلم يبق من شهر الكرم والجود إلا الثلث.
فماذا عملت في الثلثين من خيرات
وماذا أسهمت من قيام وطاعات


وما عساك أنت فاعل في الثلث وما ادرك ما الثلث؟
إنه الثلث الذي من أدركه لله طائعا فقد حلت عليه الرحمات وغفرت له الزلات ورفعت له في الجنة الدرجات.
إنه ثلث العباد.
إنه ثلث القوام.
كان أبو إسحاق السَّبيعي - رحمه الله - يقول: «يا معشر الشَّباب، جدُّوا واجتهدوا، وبادروا قوَّتكم، واغتنِموا شبيبتَكم قبل أن تعجزوا، فإنَّه قلَّ ما مرَّت عليَّ ليلة إلاَّ قرأت فيها بألف آية».
وكان عبدالواحد بن يزيد - رحِمه الله - يقول لأهله في كل ليلة: «يا أهلَ الدَّار، انتبهوا - أي: من نومكم - فما هذه - أي: الدنيا - دار نوم، عن قريب يأكلُكم الدود».
وقال محمد بن يوسف: كان سفيان الثَّوري - رحِمه الله - يُقيمنا في اللَّيل ويقول: «قوموا يا شباب، صلُّوا ما دمتم شبابًا، إذا لم تصلُّوا اليوم، فمتى؟!».
انه ثلث القدر والرفعة
قال أحمد بن حرب: «يا عجبًا لِمن يعرف أنَّ الجنَّة تُزَيَّن فوقه، وأنَّ النَّار تسعَّر تحته، كيف ينام بيْنهما؟!».
العنصر الثاني لماذا العشر الأواخر من رمضان؟
معاشر الصائمين: فإن سألتم لماذا العشر الأواخر من رمضان؟
الجواب بحول الملك الوهاب:
أن الله تعالى جعل للعشر من الخصائص والمزايا ما ليس لغيرها من سائر الليالي وهاك بيان ذلك:
1 - أن فيها ليلة القدر، التي قال الله عنها:  لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ * تَنَزَّلُ الْمَلاَئِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ * سَلاَمٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ  (القدر: 3-5). وقال فيها:  إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ * فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ (الدخان: 3، 4)
2 - أي يفصل من اللوح المحفوظ إلى الملائكة الكاتبين كل ما هو كائن في تلك السنة من الأرزاق والآجال والخير والشر، وغير ذلك من أوامر الله المحكمة العادلة.
يقول النبي: «وفيه ليلة خير من ألف شهر، من حُرمها فقد حُرم الخير كله، ولا يُحرم خيرها إلا محروم». حديث صحيح رواه النسائي وابن ماجه.
قال الإمام النخعي: «العمل فيها خير من العمل في ألف شهر سواها».
الأعمال بالخواتيم:
فمن أحسن في أول الشهر ثم أصابه الفتور و استولى عليه الشيطان فترك قراءة القران و هجر المسجد و صلاة التراويح وكلت نفسه عن الطاعة فهذا من الخاسرين.
ومن اجتهد و جد في العشر الأواخر غفر الله تعالى له ما كان من تقصير فمن افطر قبل الغروب بلحظات فقد فسد صومه و خاب سعيه و من احدث قبل الصلاة فسدت صلاته لان الكريم اجرى سنة في خلقه إن الأعمال بالخواتيم.
وعن الحسن قال: « إن الله جعل شهر رمضان مضماراً لخلقه، يستبقون فيه بطاعته إلى مرضاته، فسبق قوم ففازوا، وتخلف آخرون فخابوا». فالعجب من اللاعب الضاحك في اليوم الذي يفوز فيه المحسنون ويخسر فيه المبطلون.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115