وحوار الأنبياء مع الملائكة، كما في قصة إبراهيم -عليه السلام-: ولَمَّا جَاءَت رُسُلُنَا إِبرَاهِيمَ بِالبُشرَى قَالُوا إِنَّا مُهلِكُوا أَهلِ هَذِهِ القَريَةِ إِنَّ أَهلَهَا كَانُوا ظَالِمِينَ * قَالَ إِنَّ فِيهَا لُوطًا قَالُوا نَحنُ أَعلَمُ بِمَن فِيهَا لَنُنَجِّيَنَّهُ وأَهلَهُ إِلَّا امرَأَتَهُ كَانَت مِنَ الغَابِرِينَ العنكبوت: 31 - 32.
وحوار الأنبياء مع أقوامهم, سواء بشكل عام -كما في حوارات نوح وهود وصالح وغيرهم من الأنبياء مع أقوامهم؛ أو بشكل خاص مع الطغاة والمتجبرين –كحوار إبراهيم مع النمرود، وحوار موسى مع فرعون؛ أو خاص من ذلك مع الأقرباء والأرحام -كحوار نوح مع ابنه, وحوار إبراهيم مع أبيه.
هذه النماذج المعروضة في القرآن الكريم تؤكد أن الحوار ليس أمراً عرضياً في المنهج الإسلامي, بل هو سبيل متبع في كافة القضايا، ومع جميع الخلائق.
وفي هذا المقال سأحاول تتبع آيات القرآن الكريم الحوارية مع نوعية معينة من البشر, ألا وهي نوعية المعاندين من الطغاة والجبابرة والمتعنتين، ممن تعالوا على الحق، رغم استيقان قلوبهم وعقولهم به، تماماً كما وصف الله تعالى في كتابه العزيز: وجَحَدُوا بِهَا واستَيقَنَتهَا أَنفُسُهُم ظُلمًا وعُلُوًّا فَانظُر كَيفَ كَانَ عَاقِبَةُ الـمُفسِدِين النمل: 14، لأحاول استخراج سمات هذا الحوار القرآني مع هذه النوعية من الناس, لعل ذلك يدفع المسلمين إلى تتبع آثار طريقة القرآن وأسلوبه في حوار هذه الفئة خصوصاً.