الثقافية والمندوبية الجهوية، والمجلس الجهوي للولاية وشركة فسفاط قفصة، ومائوية احمد التليلي.
ويتضمن البرنامج العام لهذه التظاهرات، سلسلة من الندوات العلمية والمعارض، والزيارات الى المواقع التاريخية والحضارية، تحت عنوان الثقافة والتنمية، التي لا تزال تثير جدلا واسعا في عديد الاوساط، لاسيما خلال السنوات الاخيرة، حيث طفت على سطح الاحداث، عديد المؤشرات السلبية والمعوقات، في المجال الثقافي، الذي كان بالامكان الاعتماد عليه كرافد اساسي للتنمية الجهوية، لا سيما بالمناطق الداخلية ومنها جهة قفصة الضاربة في القدم، والمعروفة بثقافتها العريقة، وحضاراتها وازمنتها التاريخية المتعددة، لكن غياب الارادة السياسية وتراجع الميزانية المخصصة للثقافة، وصدور عديد القوانين والاوامر التي انعكست سلبا على المجال الثقافي بصفة عامة، وبالتالي تراجع نسب مساهمته في دعم التنمية الجهوية. وهو ما تسعى الندوة العلمية الاولى الى التطرق اليه، والبحث في السبل الكفيلة بمزيد تطوره، والعمل على ايجاد الحلول للاشكاليات المطروحة، من خلال المداخلات التي يحتضن فعالياتها المركب الثقافي ابن منظور، وتنطلق خلال الفترة المسائية لليوم الأول بعد الاطلاع على مكونات المعارض المختلفة، والافتتاح الرسمي.
في حين تهتم ندوة اليوم الثاني، الخميس 27 افريل، بمحور: تهيئة وتطوير الموروث المنجمي، بشريا وفنيا وصناعيا. والتي ستكون مناسبة لاستقراء ذاكرة جهة قفصة، والنبش في ثقافة وتاريخ هذه المنطقة التي لا تزال تحتفظ ببعض اسرارها، باعتبار ان عديد الوثائق والمراجع المتعلقة بالحياة اليومية والثقافية والاقتصادية، وبجوانب هامة من الاحداث التي شهدتها الجهة، انطلاقا من سنة 1885، ابان اكتشاف مادة الفسفاط. حيث سيقدم الاستاذ محمد عمار شعابنية، مداخلة اولى بعنوان: مناجم الفسفاط الاكتشاف والمراحل، وهو الباحث في هذا المجال من خلال كتابه (قصة الفسفاط 1885 - 1940).
ثم مداخلة ثانية بعنوان: العروشية في الحوض المنجمي بين القديم والحاضر: للاستاذ مصطفى التليلي. وتحمل المداخلة الثالثة عنوان: المحيط المنجمي والتاريخ النقابي: تقديم الاستاذ محمد المهدي الدالي. في حين يتطرق الاديب ابراهيم درغوثي في مداخلته الى موضوع: الثقافة المنجمية، والفنون الروائية والشعر. و تختتم الندوة العلمية الثانية بمداخلة: المتحف الوطني للمناجم: الذاكرة المنجمية: للاستاذ رضا التليلي أستاذ التاريخ المعــاصر والذاكرة الوطنيـــــة. وتخصص الفترة المسائية لليوم الثاني لندوة: تنويه وتأهيل الصناعات التقليدية والتي تتميز جهة قفصة بنماذج منها، مختلفة عن بعض الجهات الأخرى، أصبحت اليوم مهددة بالاندثار وتستدعي تدخل عديد الاطراف للحفاظ عليها وصيانتها، لا سيّما النسيج اليدوي في القرى الجبلية، كالمرقوم والكليم القفصي، وغيرهما من الصناعات الحجرية، كصناعة الرحي، والصناعات المشتقة من الحلفاء، والصناعات الغذائية، وصناعة مواد التجميل التقليدية.
وتتواصل خلال اليوم الثالث بقية فعاليات تظاهرة الثقافة والتنمية بجهة قفصة، بجملة من الانشطة الفكرية، في اطار برنامج الثقافة العمالية بالتعاون مع الاتحاد التونسي للشغل، والمندوبية الجهوية للشؤون الثقافية.
وفي هذا السياق صرح «لخضر عرعاري» رئيس جمعية ملتقى قفصة لحضارات ما قبل التاريخ لـ»المغرب» بالقول:» تندرج هذه التظاهرات، في اطار سلسلة الملتقيات التي دأبت الجمعية على تنظيمها منذ سنة 2002، واهتمت بعديد المواضيع الثقافية والحضارية والعلمية، وقادت عديد الرحلات والزيارات الى المواقع الاثرية والسياحية الهامة، وهذه الدورة السادسة تعد اطارا تحضيريا لاربع ملتقيات اخرى لسنة 2017، حول المحاور المذكورة سابقا، ليكون الاختتام بملتقى تقيمي خلال شهر ديسمبر القادم وبالتالي فان مجمل المحامل الحضارية موضوع الدرس تنتظر توظيفها في تنمية مستدامة، وانجاز برامجها المعطلة لاسيما في المجال الثقافي والتاريخي، ومنها مركب المناجم الذي تم اقراره سنة 1993، وهو متحف وطني ذو خصوصية دولية، في علاقة مع الدول المنجمية، وايضا المشاريع والبرامج الاخرى المتعلقة بتنمية وتأهيل المجالات الفنية والثقافية والسياحية».