وفي فلك عدد من قضايا الوطن التي يتماهي فيها الثقافي بالسياسي بالاجتماعي ...سبحت الحلقات الأولى من «جمهورية الثقافة» لتلامس مواضيع من الواقع ومن نبض الشارع على غرار: صورة التونسي اليوم، التوبة، العنف، العنصرية ...
وأنت تطرق أبواب «جمهورية الثقافة «لا تحتاج إلى انتعال حذاء رياضي لتسارع الركض والفرار متى لم تعجبك الإقامة بأرض الديار، كما لا تحتاج إلى الالتحاف برداء الحذر والسفر متى لم يرق لك المكوث بهذه الرياض... ففي «جمهورية الثقافة» يحلو المقام وتهنأ الاستراحة على ضفاف البحث والفحص والتدقيق وإعمال العقل.
حين تقصدون ربوع «جمهورية الثقافة» فـ»ادخولوها بسلام آمنين» دون خوف من إضاعة الوقت في سفاسف الأمور ودون ضجر من «ثرثرة عقيمة تلتهم لحظات العمر..واستعدوا لمتعة رائقة وهادئة يهدهدها الفكر والطرح العميق في خطاب العقل إلى العقل دون تعقيد على أصحاب الفكر البسيط ودون السقوط في فح الابتذال وثقافة «البوز» الرخيصة ...
في «جمهورية الثقافة» يتربع أهل الفن والثقافة على منصة الاحترام والتقدير في تعطش لسماع آرائهم والاستئناس بقراءتهم دون استنقاص من قيمتهم وجرّهم إلى سرك «المهرّجين»...
في «جمهورية الثقافة» ليس المهم إرضاء كل الأذواق، بل الأهمّ امتلاك شجاعة المبادرة حتى ولو أثارت النقاش والجدل... فعلينا أن نتعظ من دروس الماضي التي أثبتت بالدليل والبرهان أن تهميش الثقافة وتقزيم دور المثقف يقدم الفرصة على طبق من ذهب للفكر
المتطرف في السيطرة على الفضاء العام وتفريخ ثقافة التشدد الرافضة لكل اختلاف...
كم نحن في حاجة إلى «جمهورية الثقافة» لتحررنا من «جمهورية الحمقى» (إصدار جديد لعبد الحليم المسعودي)، كم نحن في حاجة إلى مبدعينا، إلى مثقفينا، إلى فنانينا، إلى مفكرينا ... ونحن ننظم قصيد الوطن وننضد بيت البلد حتى تكون لنا الأرض والحياة !