في الإعلان عن القائمة القصيرة لجوائز معرض تونس الدولي للكتاب: منافسة في الرواية ...إبداع في الشعر ... خيبة في القصة القصيرة

ليس بعث جوائز للإبداع الأدبي والفكري ضمن فعاليات معرض تونس الدولي للكتاب بالنبإ الجديد. ولكن التجديد في دورة هذا العام يكمن في تسمية فروع الجائزة بأسماء أعلام تونسية برعت في الشعر والأدب والبحث... وقد تم ،أمس، الإعلان عن القائمة القصيرة لمختلف

جوائز المعرض قصد التشويق وحفز جمهور القراء على التفاعل مع العناوين المرشحة للصعود على منصة التتويج. وقد اعتبر مدير معرض تونس الدولي للكتاب الدكتور شكري المبخوت أن الحصول على الجائزة وإن كان دليلا على الأعتراف بـ«عبقرية» صاحبها فليس معناه الأفضلية المطلقة...

يوم 20 جانفي 2017 تم غلق باب الترشحات لجوائز الإبداع الأدبي للدورة 33 من معرض تونس الدولي للكتاب التي ستلتئم من 24 مارس إلى 2 أفريل 2017 ليكون الإعلان عن القائمة القصيرة لفروع الجوائز الخمسة يوم أمس 3 مارس خلال لقاء إعلامي. وسيكون الإعلان عن أسماء الفائزين بمختلف أصناف الجوائز يوم 24 مارس الجاري أثناء حفل الافتتاح الرسمي لمعرض تونس الدولي للكتاب الذي سيشهد إضافة إلى تتويج الفائزين تكريما لثلة من أعلام الأدب والفكر في تونس وخارجها ...

إقبال على جائزة البشير خريّف للرواية
28 رواية من مختلف الكتابات والأجيال ترشحت لجائزة البشير خريّف للإبداع الأدبي في جنس الرواية التي تبلغ قيمتها المالية 15 ألف دينار. وقد تم الاتفاق على ترشيح ثلاث روايات للقائمة القصيرة للجائزة كالآتي: رواية «أنا والشيطان...والوطن» لأستاذ اللغة العربية طارق الشيباني باعتبارها «عمل سرديّ لا يخلو من طرافة في فكرته المولّدة لعوالمه التخييليّة استعاد فيه صاحبه جزءا من مدوّنة الأساطير بطريقة لا تخلو من جرأة لتناول موضوعات معاصرة جادّة. وأيضا رواية «مكينة السعادة» لأستاذ الفلسفة كمال الزغباني نظرا لأنها «رواية تدلّ على جهد في البناء السرديّ لتشريح مرحلة من تاريخ تونس المعاصر مليئة بالأسئلة الحارقة والتحوّلات المذهلة اعتمادا على تقنيات متعدّدة تناسب مستويات الواقع الذي يعيد الروائيّ بناءه سرديّا.» أما الرواية الثالثة المرشحة فتحمل عنوان «شارع مرسيليا» للروائي والناقد الأدبي «محمد الباردي» وقد وقع اختيارها لأنها «رواية محكمة البناء تتناول واقعنا التونسي سرديّا على نحو استخدم فيه صاحبها نضجه الفنّيّ وتملّكه لأدوات الفنّ الروائيّ فجاءت روايته طريفة وعميقة».

مغازلة لجائزة أولاد أحمد للشعر
في مجال الشعر تحمل جائزة معرض تونس الدولي للكتاب اسم شاعر تونس الكبير محمد الصغير أولاد أحمد ولم تخف لجنة انتقاء الجائزة انزعاجها من بعض الترشحات «الهزيلة» التي لا ترتقي إلى قيمة الجائزة المهمة. ومن ضمن 23 مجموعة شعرية أغلبها نظمت باللسان العربي واثنتان فقط منها باللغة الفرنسية اختارت اللجنة ثلاث دواوين شعرية لكل من محمد الخالدي ويحمل ديوانه العنوان التالي: «الرّافل في أسمائه» لتضمنه على عالما شعرياّ إشراقيّ المآتي يرتاد فيه الشاعر آفاقا روحيّة نحو مطلق كونيّ يؤلّف بين الشرق والغرب و الماضي و الحاضر بلغة تهفو إلى استكشاف ما يخفيه الواقع من جمال”. وأيضا الشاعر حسين القهواجي عن ديوان «فجر وراء الزّيتون ينهض» الذي يبحث فيه الشاعر عن إيقاع جديد خارج أنساق التفعيلة وممكنات قصيدة النّثر، عابرا مسالك رمزيّة من التراث وخائضا تجارب صوفيّة نورانيّة ليحتضن الحاضر ورحابة العالم». كما تم ترشيح ديوان «فوق رصيف بارد» للشاعر رضا العبيدي المقيم بألمانيا لتوفره على «قصائد اعتمد فيها الشاعر التكثيف وسعى إلى اكتشاف الشعريّ في تضاعيف المبتذل اليوميّ وولّد صورا فاتنة مدهشة اقتفى فيها خطاه الماضية وبنى معمارا متقنا موحيا».
وتبلغ قيمة جائزة أولاد أحمد للشعر 15 ألف دينار.

اهتمام بجائزة الطاهر الحداد في الدراسات الإنسانية والأدبية
بخصوص جائزة الطاهر الحداد في الدراسات الإنسانية والأدبية التي تبلغ قيمتها 15 ألف دينار تلقت لجنة الانتقاء 26 دراسة أو كتابا تناولت مواضيع شتّى ليستقر قرار اللّجنة على ترشيح ثلاث دراسات للقائمة القصيرة. وتحمل هذه الأعمال المختارة العناوين التالية: « التفكير في الانتقال رفقة غرامشي» للباحث بّكار غريب وهو أستاذ جامعي وعميد كلية العلوم القانونية والاقتصادية والتصرف بجندوبة. وقد جاء اختيار هذه الدراسة باعتبارها «كتاب فريد في باب الكتابات عن الثورة التونسية تدبّر فيه صاحبه مرحلة الانتقال الديمقراطي من زاوية معرفية فقدم رؤية متناسقة استفاد فيها من بعض مقولات أنطونيو غرامشي التي وظفها على نحو مقنع لفهم خصائص الحالة التونسية».
كما تم ترشيح كتاب «تونس: ثورة في بلد إسلاميّ» لأستاذ القانون الدستوري عيّاض ابن عاشور نظرا لتقديمه «مقاربة عميقة متأنّية لما حفّ بمرحلة فارقة من تاريخنا الراهن أعاد فيها المؤلف تشكيل مشهد الثورة التونسيّة واستخراج خصوصيّاتها على نحو موثّق توثيقا حسنا.»

أما الدراسة الثالثة المنتقاة ضمن القائمة القصيرة فتحمل عنوان «دولة الهواة، سنتان من حكم الترويكا في تونس» لأستاذ التاريخ المعاصر بجامعة صفاقس بجامعة صفاقس فتحي ليسير باعتبارها «بحث معرفيّ يندرج في باب التاريخ الراهن جمع بين المقاربة المعرفيّة في مجال العلوم السياسية والمتابعة الاستقصائية لما يجدّ من أحداث فصاغ من خلال ذلك كلّه قصصا صغرى صنع منها بالتراكم كتابة تاريخيّة نافذة.»

3 ترشحات في جائزة الصّادق مازيغ في الترجمة
تحت عنوان جائزة الصّادق مازيغ في الترجمة، تم ترشيح ثلاثة أعمال ضمن القائمة القصيرة للجائزة التي تبلغ 10 آلاف دينار. ويتمثل العمل الأول في كتاب الحبيب بولعراس «تاريخ تونس: أهّم التواريخ والأحداث من عصور ما قبل التّاريخ حتّى الثورة». وقد قام بالترجمة الأستاذ الجامعي الصادق بن مهنّي حيث «تتأتّى أهمية الكتاب المترجم من جهة أنّه يقدّم لعموم القراء، بصيغة تأليفية ميسّرة، أهم ما شهده تاريخ بلادنا من أحداث و تحوّلات طيلة ثلاثين قرنا وكانت الترجمة أمينة، سلسلة الأسلوب.»
أما الكتاب الثاني فعنوانه «الأعمال اللّغوية: بحث في فلسفة اللّغة» من تأليف جون سورل وترجمة أستاذة اللغة العربية أميرة غنّيم. وقد اعتبرت اللجنة أن الكتاب المترجم له دور تأسيسّي في بعض المباحث اللّغوية المعاصرة وهو مفيد لقرّاء العربيّة على اختلاف اختصاصاتهم وجاءت الترجمة دالّة على خصال كثيرة في اللّغة والأسلوب.

كما اتفقت لجنة جائزة الصادق مازيغ للترجمة على ترشيح كتاب بورقيبة والمسألة الدّيمقراطية (1956 - 1963) للكاتبة نورة بورصالي وترجمة الأستاذ محمّد عبد الكافي المقيم باسبانيا نظرا لمساهمة «الكتاب المترجم في معرفة فترة دقيقة من فترات تاريخ تونس المعاصر إذ اهتمت مؤلفته بالسنوات التالية للاستقلال وركزت على جوانب حُجبت من التاريخ الرسمي».

ترشحات ضعيفة لجائزة على الدوعاجي للقصة القصيرة
على عكس الترشحات لجلّ جوائز معرض تونس الدولي للكتاب التي تسببت في حيرة لجان الانتقاء أمام صعوبة الاختيار فإن الترشحات لجائزة علي الدوعاجي في القصة القصيرة كانت مخيبة للآمال على مستوى الكم الذي لم يتجاوز 17 مجموعة قصصية وأيضا على مستوى الكيف الذي امتاز بالضعف إلى حدّ طلب بعض أعضاء اللجنة حذف الجائزة. وفي الأخير تمّ الاختيار على ثلاث مجموعات قصصية لترشيحها للجائزة التي تبلغ 15 ألف دينار. وقد وقع ترشيح المجموعة القصصية «قهوة إكسبريس» للروائية حفيظة قارة بيبان بفضل توفرها على «لغة موحية وعوالم سرديّة محكمة البناء وحسن استثمار للحظات تنوير ومعالجة لقضايا من واقعنا الرّاهن». وأيضا المجموعة القصصية «جلّ ما تحتاجه زهرة قمريّة» للكاتب محمد فطّومي. وفي هذه المجموعة «تكثيف في البناء وقفلات طريفة ولغة شعريّة ومعالجة فنّية لجوانب مختلفة من واقعنا التونسي وخوض في بعض قضايا الوجود».
أما الترشيح الثالث فكان للمجموعة القصصية «الرجل الذّي ..» للشاعر والقاص وليد أحمد الفرشيشي باعتبار أن في هذه المجموعة «عوالم متخيّلة يتجاذبها العجائبي والواقعي وسرد يشّد القارئ إليه شدّا ومعالجة لقضايا من واقعنا التونسي ومسائل إنسانية عامة».

الأسماء الأدبية والفكرية المرشحة لجوائز المعرض
• في الرواية :محمد الباردي - طارق الشيباني - كمال الزغباني.
• في الشعر: محمد الخالدي - حسين القهواجي - رضا العبيدي.
• في الدراسة: بكار غريب - عياض بن عاشور - فتحي ليسير.
• في الترجمة: محمد عبد الكافي - الصادق بن مهنّي - أميرة غنيم.
• في القصة القصيرة: حفيظة قارة بيبان - محمد فطومي - وليد الفرشيشي.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115