أمام تكرّر الخيبة في كل مرّة لم يتوان البعض عن وصف مدينة الثقافة بـ «مقبرة الثقافة» ولم يتردد البعض الآخر في وصف هذا المشروع بـ «المشروع الستاليني» في حين رفع آخرون راية الاستسلام بعد ملل السؤال عن موعد افتتاح مدينة الثقافة... فهل تصدق أخيرا «النبوءة» بدخول مدينة الثقافة حيّز الاستغلال والحياة بعد انتهاء الأشغال في موفى 2017؟
سنة 2006، انطلقت أشغال مدينة الثقافة على أن تنتهي في سنة 2008. إلا أن الأشغال لم تنته والمشروع لم يكتمل في الأجل المسمى...لينطلق مسلسل التأجيل في كل مرّة إلى أن بلغنا سنة 2017 ومشروع مدينة تونس الثقافية قيد الانتظار !
محمد الهادي الجويني على رأس مدينة الثقافة
بعد 5 سنوات من توقف الأشغال وتعطل المسار، استأنفت في شهر أفريل 2016 أشغال مدينة تونس الثقافية بعد أن تسلمت شركة مقاولات تونسية المشروع خلفا للمقاولة التشيكية التي عجزت عن إتمام المهمة في الآجال المضبوطة بالرغم من تمديد مدّة الاتفاق لأكثر من مرّة.
ومن المنتظر استكمال الأشغال في موفى سنة 2017 لتفتح مدينة الثقافة أبوابها أمام مختلف إرهاصات الحركة الإبداعية والسيرورة الجمالية في تونس.
وفي هذا الإطار، أفادت وزارة الشؤون الثقافية،أول أمس، أنه تمّ تعيين المندوب الجهوي للثقافة بولاية تونس محمد الهادي الجويني مديرا عاما لوحدة التصرف حسب الأهداف لإتمام والإعداد لافتتاح مدينة الثقافة واستغلال فضاءاتها الفنية والتجارية.
وللإشارة فإنّ محمد الهادي الجويني هو خريج المعهد العالي للتنشيط الثقافي والشبابي ببئر الباي. تسلّم في بداية حياته المهنية مهام إدارة دار الثقافة بالكرم الشرقي ثم عُيّن مندوبا جهويا للثقافة ببن عروس ليتوّلى بعدها الإشراف على المندوبية الجهوية بسليانة قبل أن ينتهي به المطاف مندوبا جهويا للثقافة بولاية تونس... ومن المعروف عن محمد الهادي الجويني في الأوساط الثقافية اجتهاده في بعث الديناميكية والحيوية في مفاصل مؤسسات العمل الثقافي والتأسيس لتظاهرات ثقافية جديدة ومختلفة وقريبة من صوت المواطن ونبض الشارع ...فهل سينجح في كسب الرّهان ليكون الرجل المناسب في المكان المناسب؟
أقطاب فنيّة في مدينة تونس الثقافية
بعد توّقف، بعد تعثّر، بعد تأجيل تلو تأجيل... استأنفت الأشغال بمدينة الثقافة على أمل ألاّ تتوقف إلى حين انتهاء المشروع والشروع في استغلال هذا الفضاء الثقافي الأضخم والأشدّ مناورة وتعقيدا ...
وفي هذا السياق اختار وزير الشؤون الثقافية محمد زين العابدين تجزئة مدينة تونس الثقافية إلى أقطاب فنية حتى تسهل السيطرة على .....