«مغرب الكتب» مناسبة سنوية تعتني بالتعريف بالمنشورات التي تهتم بالشأن المغاربي – الفرنسي في الأساس و لكن تعرض أيضا كتبا تساهم في المسائل المتعلقة بالإسلام و بقضايا الشرق الأوسط. وهي آثار أدبية و علمية و فنية وبحوث أكاديمية و صحفية و كتب للأطفال ودوريات. و تساهم التظاهرة بتنظيم حلقات نقاش حول مسائل تتعلق بالمسائل الراهنة التي تهم المجتمع الفرنسي في علاقته مع المغرب العربي و العالم العربي.
تكريم لشخصيات بارزة
كرمت الدورة، عبر حلقات نقاش، أربعة شخصيات رحلت هي مالك شبل (الجزائر) الكاتب و الباحث في أنثروبولوجيا الديانات و فاطمة مرنيسي(المغرب) الكاتبة و الباحثة النسوية في الشأن الإسلامي و ستيفان هيسل (فرنسا) الكاتب و الدبلوماسي وأرزكي إيدجارويدان (الجزائر) رجل الأعمال الداعم للفن و الإبداع. و كانت مناسبات لتخليد ذكرى هذه الشخصيات والوقوف على مساهماتهم في تقدم البحوث في مجال اختصاصهم.
ونظمت جمعية «ضربة شمس» طاولات مستديرة لنقاش مسائل هامة تتعلق بالمغرب العربي مثل موضوع هجرة الأدمغة الذي شاركت فيه العالمة التونسية وكاتبة الدولة السابقة فوزية فريدة الشرفي، وكذلك موضوع الانتخابات في «الضواحي» الذي يهم المواطنين الفرنسيين من أصل مغاربي والذي يتعلق بالانتخابات الرئاسية والتشريعية القادمة في فرنسا.و تم الاحتفاء بمدينة مستغانم الجزائرية كمدينة «راية للمسرح الجزائري».
مشاركة تونسية متواضعة
لم تكن مشاركة الجانب التونسي في مستوى الحدث إذ لم يتنقل سوى عشرة كتاب كانوا حاضرين في قصر بلدية باريس بأعمالهم التسعة. وقدم الكتاب التونسيون الحاضرون مؤلفاتهم الجديدة: عبد الكريم العلاقي بكتاب «اليهود و المسلمون في تونس» و هادية بركات و ألفة بلحسين بكتاب «هذه الكلمات التي تصنع تونس» والطاهر البكري ب»كتاب التذكار» وفوزية الشرفي بكتاب «أسئلة ... من أجل إسلام لهذا الزمن» و زين العابدين حمدة الشريف بكتابه «الإسلام السياسي في وجه المجتمع التونسي» و فوزي ملاح ب كتاب «يا خيل سالم» وهالة وردي بمؤلف «الأيام الأخيرة لمحمد» و هالة يوسف بـ «سبع مجادلات في الإسلام» وفوزية الزواري بروايتها «جسد أمي».
ولم تشارك سوى أربعة دور نشر تونسية ، عبر تواجد كتابها، هي «سيراس» (كتاب واحد) و«نيرفانا» (كتاب واحد) و«إليزاد» (3 كتب) و«ديميتير» (كتاب واحد)، وغابت بقية دور النشر بالرغم من أهمية ما نشر في تونس في العام الماضي من قيمة هذه التظاهرة الفكرية التي تعتبر منبرا هاما يجمع أهل الأدب و الفكر مرة في السنة في باريس للتعريف بإبداعات الكتاب والمفكرين و الباحثين من مختلف البلدان المتوسطية. «مغرب الكتب» هو في الحقيقة منبر فكري و ليس سوقا لبيع الكتب بالرغم من وجود مكتبة ضافية لكل ما نشر في السنة الماضية توفر المنشورات للزوار. لكن لا بد للناشرين التونسيين الذين ساهموا في نشر عشرات الكتب و المؤلفات في تونس من دعم حكومي لتمكينهم من إيصال صوت التونسيين للخارج . لأن دعم الناشرين للوصول إلى الأسواق الخارجية هو ،في الحقيقة، عمل لفائدة إشعاع تونس في الخارج.
«مغرب الكتب» يعتني كل سنة بدولة مغاربية بالتناوب. بعد المغرب و الجزائر من المفروض أن يأتي دور تونس في العام المقبل ولا بد لوزارة الثقافة و لإدارة الأدب أن تتحرك سريعا في اتجاه اقتراح مضمون تونسي للدورة 24 لمغرب الكتب تكون تونس فيه حاضرة بإبداعاتها العديدة في مجال الأدب و الفن والبحوث. فالاستثمار الحكومي في هذا المجال لا يقل قيمة من الدعم المخصص للسياحة التونسية.