من تنظيم أكاديمية بيت الحكمة و الجامعة المفتوحة: مواعيد قرطاج للتاريخ

تنظم الجمعية التونسية للجامعة المفتوحة بالتعاون مع أكاديمية بيت الحكمة لأول مرة في تونس تظاهرة «مواعيد قرطاج مع التاريخ». وهي مناسبة تركز على قراءة التاريخ من قبل مؤرخين من تونس و العالم العربي و أوروبا و تهدف إلى المساهمة في إعادة بناء الذاكرة الوطنية.

تهتم الدورة الأولى لهذه التظاهرة بموضوع «من الكتابة التاريخية الرسمية إلى التاريخ».

«مواعيد قرطاج مع التاريخ» تقترح التركيز على موضوع واحد يدرس على مراحل و في «مواعيد» مختلفة طوال السنة بالتعاون مع المؤرخين والخبراء و الباحثين في ميادين التاريخ من وجهات نظر مختلفة تهتم بالعلوم الإنسانية و تشرك كفاءات متعددة في ميادين البحث الأكاديمي والعلمي. الدورة الأولى الإفتتاحية تنظم يوم الجمعة 17 فيفري 2017 بدار الحكمة بقرطاج تحت عنوان «من الكتابة التاريخية الرسمية إلى التاريخ».

التاريخ العربي تحت المجهر
تذكر الجامعة المفتوحة في بيان لها بمناسبة هذه التظاهرة أن «مواعيد قرطاج للتاريخ» هي فرصة للتفكير في تاريخ تونس و العالم العربي بالأخذ بعين الاعتبار الماضي و المستقبل في علاقة بالمحيط الجغراسياسي للمنطقة. وتعتبر المنظمة أن العالم العربي المعاصر في تشكيلاته المختلفة (دول و نظم سياسية و مجتمعات و شعوب) خضع لكتابة للتاريخ من قبل الطبقات السياسية و الفكرية لم تحترم في كل المناسبات مراحل التاريخ الحقيقية. بل، في جل البلدان العربية، تم تحريف التاريخ و التلاعب به و استخدامه لفائدة أنظمة سياسية استبدادية من قبل فاعلين محليين ودوليين . السرديات التاريخية العربية كانت مرتعا للمصالح السياسية والفئوية والدينية والعرقية. كتابة هذه السرديات لم ترتكز في المغرب العربي والمشرق على اللجوء إلى التاريخ الحديث.

اليوم الإفتتاحي يخصص لبلدان المغرب العربي على أن تتم دراسة منطقة الشرق الأوسط في الموعد القادم ثم تختم السنة بدراسة «سرديات حركات التحرر الوطني وصولا إلى الثورات العربية».

وصرحت السيدة كلثوم السعفي، رئيسة الجامعة المفتوحة، لـ«المغرب»: «بعد الربيع العربي»، وفي الأجواء الثورية المتقلبة، حان الوقت لإعادة طرح الأسئلة الأساسية التي تشكل التاريخ المعاصر للعالم العربي والشروع في «إعادة قراءة السرديات الوطنية العربية». في هذا المجال فإن المهم ليس تقديم أجوبة بل طرح الأسئلة، وتمكين المؤرخين من التفكير في السرديات التاريخية المفبركة وإعادة تفكيك التراث التاريخي لأنظمة سياسية لفظتها الشعوب قصد الوصول إلى التاريخ الحقيقي للمنطقة».

تاريخ المنطقة العربية المعاصر لا يزال يحرك العالم: أسس بالية، اقتحام الحداثة، استعمار و إمبريالية، حركات التحرر الوطني، تكوين دول قومية و تقسيم ترابي، نزاعات حدودية و عرقية و دينية. كل هذا واكب بروز المواطن الفرد الذي ساهم في نحت حاضر ومستقبل المنطقة. وجب اليوم الابتعاد عن الخطاب الموجه وإعادة قراءة تاريخ العالم العربي باللجوء لوسائل علمية تندرج في إطار البحوث التي تعتني بالإنسان و بالمجتمعات وتأخذ بعين الاعتبار تداخل التاريخي والسياسي والديني في كتابة التاريخ.

منظمة الجامعة المفتوحة تقدم للجمهور تظاهرات تعنى ببث المعارف وثقافة التنوير عبر تظاهرات دورية مثل «مهرجان كل المعارف» و «تونس العلم محفلها» و «الجامعة الصيفية». تظاهرة «مواعيد قرطاج مع التاريخ» لبنة جديدة في صرح العمل الثقافي الجاد الذي يهدف إلى مساهمة المجتمع المدني في طرح الأسئلة الحارقة قصد إعادة بناء الذاكرة الوطنية على أسس علمية.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115