سلّم سفير فلسطين بتونس»هائل الفاهوم»، نيابة عن رئيس بلاده محمود عباس، أول أمس الاثنين، وسام «الوشاح الأكبر» (نجمة فلسطين) إلى الأستاذ الشاذلي القليبي اعترافا بدوره في خدمة القضية الفلسطينية عندما كان أمينا عاما لجامعة الدول العربية( 1979_1990).
الوسام الأعلى في فلسطين
وفي كلمة له بمناسبة حفل توسيمه بالوسام الأعلى في فلسطين احتضنته جامعة الدول العربية بالعاصمة لم يفوّت الأستاذ الشاذلي القليبي الفرصة دون التذكير بموقف الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة من القضية الفلسطينية، قائلا: «وإذ أذكّر في هذا الملإ بالزعيم الحبيب بورقيبة، فمن الواجب أيضا أن أؤكّد أنّه هو الذي وجّه كفاح التحرير، في تونس، إلى النهج السياسي المقترن بكسب تأييد الرأي العام الدولي، وهو أيضا الذي أضفى عليه مسحة أخلاقية، إذ أعلن أنّ الكفاح من أجل الاستقلال إنّما هو كفاح في سبيل قيم إنسانية عالية، تجتمع شعوبنا المكافحة ّ، تحت مظلّتها ، مع سائر الشعوب العالم، المستقلّة منها والمولّى عليها. فكان من اجتهاداته، التي اشتهر بها، أنّه ما فتئ يوصي القادة الفلسطينيين بالتوجّه إلى الرأي العام الدولي، لإقناعه بمشروعيّة كفاحهم، من أجل إقامة دولة مستقلة – حسب ما جاء به قرار الأمم المتحدة، رغم ما انطوى عليه من ظلم، في حقّ الشعب الفلسطيني.ولكن الظروف العربية لم تكن، إذاكّ لتجعل الإخوان الفلسطينييّن يتجاوبون مع هذه النظرة « البراقماطية» الأمر الذي أدّى إلى مضاعفات، مكنّت إسرائيل من إحكام سيطرتها على أغلب التراب الفلسطيني».
الارتقاء الحضاري سلاح المرحلة
كما أكد أوّل وزير للثقافة في تونس بعد الاستقلال ضرورة الارتقاء الحضاري كسلاح نافذ المفعول في كل الظروف وفي ظل التطوّرات الجديدة ...وأضاف الأستاذ الشاذلي القليبي:»أهيب بكل مجتمعاتنا أن توثق التعاون بينها، من أجل إحياء مكارم حضارتنا العربية الإسلامية، باعتبارها هي التي أسست لكرم بني آدم- في قوله تعالي:»ولقد كرمنا بني آدم» وهي التي وضعت النموذج الحضاري للتضامن بين الأمم: ففتحت أبواب الاجتهاد، وأعلت دور العقل، وأمرت بطلب العلم، وأوصت بإقامة الشورى لتمكين الشعب من أن يقول كلمته وجعلت العمل في سبيل التضامن بين فئات المجتمع من أوكد أسباب المناعة الوطنية . فأقامت بذلك القدوة على تظافر الجهود الأممية لإبداع حضارة في خدمة الإنسان تعنى بإعلاء الحق، وفتح طاقات الفكر، وبث أنوار الثقافة».
ويعتبر الأستاذ الجليل الشاذلي القليبي من أبرز أعلام الفكر والثقافة في تونس حيث اقترن اسمه بالتأسيس والانجازات الكبرى في قطاع الثقافة منذ توليه حقيبة وزارة الشؤون الثقافية سنة 1961 . ويشهد التاريخ بأن الأستاذ الشاذلي القليبي كان فلتة من فلتات العصر في تسيير وزراة الثقافة وشؤون الإبداع ...