المدهشة، المؤثرة ...التي منحته جواز سفر مفتوح نحو قلوب الجماهير العريضة من المحيط الهادر إلى الخليج الثائر...
من بين دفاتر شعره يفوح عطر الشعر السلس، المتين والبسيط ، القوّي...ومن بين سطور قصائده تنبعث موسيقى عذبة وساحرة ونافذة إلى القلوب والعقول... ولأنه علامة فارقة في سجل الشعر المصري خصوصا والعالم العربي عموما فقد كان خبر رحيل الشاعر الكبير سيد حجاب مساء أول أمس الأربعاء بحجم الفاجعة في القاهرة وفي كل الأوطان العربية التي عشقت أشعاره الحلوة وقصائده المغنّاة...
قصة كفاح وحكاية نضال
بعد صراع طويل مع المرض تسبب في دخوله المستشفى خلال الفترة الأخيرة وظل هناك حتى توفيّ رحل شاعر مصر الشهير سيد حجاب عن عمر يناهز 77 عاما.
وقد اقترن اسم حجاب بكتابة الكثير من أغنيات الأعمال الدرامية الضخمة في مصر على غرار «أرابيسك»، «العائلة»، «المرسى والبحار»، «ليالي الحلمية»... كما قدم العديد من الكلمات للفنان علي الحجار ومحمد منير وسميرة سعيد ...
ولم تكن كلمات سيد حجاب تسبح خارج التيار أو تحلق في سماوات الأبراج العاجية بل كانت في عمق النضال وفي قلب قضايا المجتمع وهو المواطن الغيور على وطنه وصاحب الموقف السياسي الواضح والحازم، فمنذ سن الحادية عشرة كتب سيد حجاب وهو طفل شعرا ضد الاحتلال الإنجليزي لمصر ليتواصل المشوار إلى ما بعد ثورة 25 جانفي 2011 بمصر ليستحق شرف كتابة ديباجة دستور 2014 والتي قال: «هذه مصر وطن نعيش فيه ويعيش فينا...نحن المواطنات والمواطنين، نحن الشعب المصري، السيد في الوطن السيد، هذه إرادتنا، وهذا دستورنا».
وقد حصل صاحب القصيدة الرائعة «هنا القاهرة» على العديد من الجوائز كان أبرزها جائزة «كفافيس» الدولية في الشعر عام 2005 عن مجمل أعماله، كما كرّمه معرض تونس الدولي للكتاب في دورته 26 باعتباره أحد رموز الشعر الشعبي في العالم العربي.
قبل وداعه الأخير كان الشاعر الكبير يختزل رسالته وقضيته في إلقاء هذه الأبيات : «ولا حدّ يقدر يوقف بكرا في السكة ...ولا حدّ يقدر يرجع بكرا لمبارح ...شبابنا طالع وباقي على الظلام تكة...والظلمة تنزاح ونرتاح من زمان آرح».