بدعوى ترويجها للعلمانية والإباحية: مصادرة كتب نجيب محفوظ والماغوط ونيتشه ... في ليبيا

«القبض على دواعش بالـ«مرج» من ضمن المقبوض عليهم: شياطين دويستوفيسكي وبروتوكولات حكماء بني صهيون ودان براون، والأخطر سأخون وطني لمحمد الماغوط. إننا نخوض في نفق الجهل والظلام بخطى مبهرة»... كانت هذه الكلمات من أبلغ التعاليق وأطرف

ردود الفعل الغاضبة والمنددة بمصادرة عشرات الكتب لأدباء عالميين وعرب في شرق ليبيا بدعوى دعوتها للعلمانية والإباحية والإلحاد ..

يحدث في عالم «مجنون» أن يزّج بالكتب في ساحة الإعدام شأنها شأن الإرهابيين وأعداء الحياة والسلام ! فمنذ أيام في ليبيا صادرت دوريات قسم البحث الجنائي ببوابة المدخل الغربي للمرج شاحنة محملة بعشرات الكتب كانت في طريقها من مدينة طبرق إلى مدينة بنغازي بحجة أنها «كتب تخصّ الشيعة واليهودية وتنظيم داعش، وكتب تخص السحر والشعوذة ودواوين شعر صوفية وكتب إخوانية، ومصاحف لا تعرف جهات طباعتها وكتب إباحية وعلمانية».

مصادرة... وقائمة سوداء
في الوقت الذي تعدّ فيه دول العالم قائمة سوداء للإرهابيين والمجرمين الخطيرين والمارقين عن القانون... يبدو أن ليبيا اهتمت في قائمتها السوداء بإدراج عناوين كتب وأسماء كتّاب عرب وغربيين على غرار روايات الأديب المصري والعربي الوحيد الحائز على جائزة نوبل للآداب نجيب محفوظ ومؤلفات الأديب السوري الكبير محمد الماغوط وروايات الكاتب الأمريكي دان براون وأعمال الفيلسوف الألماني فريدريك نيتشه ورواية «حبيبي داعشي» للكاتبة المصرية هاجر عبد الصمد الصادرة عن دار النشر»منشورات كارم الشريف « بتونس...

وقد نشرت مديرية أمن المرج مقطع فيديو أكدت فيه أنها صادرت شاحنة كتب بحجة دعوتها «إلى الشيعة واليهودية والنصرانية والصوفية والإخوان المسلمين والعلمانية والإباحية والإلحاد»...
وقد انتفض الشارع الليبي وتحديدا الوسط الثقافي على مصادرة عشرات الكتب القيّمة والمرجعية معتبرين أنها عنوان لـ «معاداة كل ما هو معرفي وثقافي دون تمييز أو حتى إدراك، في تذكير بمنتصف الثمانينات، يوم أن أحرق نظام القذافي بعنجهيته الآلات الموسيقية وفي الفترة نفسها أحرق النظام المصري آلاف النسخ من الكتاب الأدبي التراثي ألف ليلة وليلة».

انتفاض كتّاب ليبيا واحتجاج «باولو كويلو»
« لا يمكن أن أجلس مكتوف اليدين عندما تحرق كتبي» هكذا علّق الروائي البرازيلي العالمي باولو كويلو على مصادرة سلطات الأمن في شرق ليبيا لعشرات الكتب لروائيين من جميع أنحاء العالم بما في ذلك روايته «الجاسوسة» التي تنقل سيرة واحدة من أكثر نساء العالم شهرة، وهي الجاسوسة الهولندية إبان الحرب العالمية الأولى ماتا هاري...وقال « باولو كويلو» على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك إن «الإسلام دين يستحق احترامنا، والشعب الليبي يستحق احترامنا ولا يمكننا الحكم على المسلمين بناء على ما يفعله المتشددون».

وفي ليبيا، ندّد كتّاب ومفكرو ليبيا في بيان لهم بمصادرة عشرات الكتب «مهما كانت المبررات...من موقف مبدئي يرفض مصادرة الكتاب والحجر على الرأي والتضييق على الفكر».
واعتبر الموّقعون على البيان أن هذه المصادرة هي «نوع من الإرهاب الفكري، وجزء من الإرهاب بمفهومه العام».
وإن كان تأليف الكتب على مرّ الزمان من أجل القراءة لا المصادرة فإنها لم تسلم في كل حقبات التاريخ من البطش والحرق لسبب أو لآخر...ألم يقل أحدهم: «النص الذي يقول ما يعرف العالم كله أنه باطل، سيظل يقول هذا البطلان للأبد، ولهذا ظهرت فكرة حرق الكتب.»

كتب «بريئة» في قفص الاتهام
من بين عناوين عشرات الكتب المصادرة في ليبيا والتي يبدو أنها حوُكمت انطلاقا من مجرد العنوان دون التثبت في المضمون، ما يلي:
• «نقيض المسيح» للكاتب فريدريك نيتشه
• «الشيخ الأسود» للكاتب حسن السيد
• «سأخون وطني» لمحمد الماغوط
• «يوسف يا مريم» للكاتب يامي أحمد
• «بروتوكولات حكماء صهيون» لفيكتور مارسدن
• «الجاسوسة» للكاتب البرازيلي باولو كويلو
• «الشياطين» لدوستويفسكي
• «مخطوطة بن إسحاق: مدينة الموتى» للكاتب حسن الجندي
• «حبيبي داعشي» للكاتبة المصرية هاجر عبد الصمد
• «رحلة الدم» للكاتب إبراهيم عيسى
• «أرض الإله» للكاتب أحمد مراد

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115