سمير السلامي رئيس «هيئة صفاقس عاصمة الثقافة العربية 2016» لـ المغرب: لن أستقيل ... وسنكون جاهزين في الموعد التاريخي

«الثقافة توّحدنا وصفاقس تجمعنا»... هكذا كان شعار تظاهرة صفاقس عاصمة للثقافة العربية 2016، لكن يبدو أن معطيات الواقع قد حادت عن مضمون الشعار. ففي صلب هيئة التظاهرة استقالات واحتجاجات وحديث عن تجاوزات وخلافات واتهام بارتكاب إخلالات وإخفاقات ...

ومن هنا وهناك، برزت التساؤلات والاستفسارات عن مدى جاهزية صفاقس لتسلم لقب عاصمة الثقافة العربية بعد أربعة أشهر فقط من حلول الموعد المنتظر. كل هذه المعطيات والاستفهامات طرحتها «المغرب» على سمير السلامي، رئيس هيئة صفاقس عاصمة الثقافة العربية، فكان الحوار التالي :

• موجة من الاستقالات سُجلت في الأيام الأخيرة في صفوف أعضاء هيئة تظاهرة صفاقس عاصمة للثقافة العربية، فهل أن الوضع فاق الاحتمال، فاختار البعض الانسحاب قبل إكمال المشوار ؟
لا بد من التوضيح أنه على المستوى الهيئة التنفيذية لم نسجل سوى اثنين من الاستقالات، الأولى كانت من قبل «مراد سيّالة» منذ أشهر وفي بداية الطريق والثانية كانت بإمضاء نائب رئيس هيئة صفاقس عاصمة للثقافة والناطق الرسمي باسم الهيئة عبد الواحد المكني . أما بقية الاستقالات فقد سجلت في صفوف أعضاء لجان التظاهرة، إذ استقال حوالي 7 أعضاء من جملة 124 عضوا موّزعين على 13 لجنة. وإن كنت أحترم قرار المستقيلين من الهيئة، فأعتقد أن تحمس كل عضو للأخذ بمقترحاته والعمل بها والانتظار الممل لبدء تنفيذ تصورات ومشاريع التظاهرة قد دفع بالبعض إلى الانسحاب...

• وما الذي دفع الفنان منصف ذويب، المدير الفني للتظاهرة للتفكير في الانسحاب بعد شهر واحد من تاريخ تعيينه؟
لاشك أن الفنان منصف ذويب قادر على تقديم الإضافة وتحقيق الفائدة المرجوة في إضفاء الجانب الفني على برنامج التظاهرة... وأعتقد أنه بالإمكان إقناعه بالعدول عن موقفه والانضمام مجددا إلى فريق عمل تظاهرة صفاقس عاصمة للثقافة متى تجاوزنا الخلافات الداخلية وترفعنا عن الاختلافات الجانبية وهيأنا الأرضية الملائمة للعمل ثم العمل.

• هناك حديث في الخفاء والعلن عن شبهة فساد مالي وإداري صلب الهيئة خصوصا على مستوى إسناد دراسات المشروع إلى مكاتب معينة في فرنسا وروما دون إجراء طلب عروض وطني، ما تعليقك ؟
لا بد من التأكيد على أن مشروعا ثقافيا ضخما بحجم تظاهرة صفاقس عاصمة للثقافة العربية لن يكون بمعزل عن الرقابة القبلية والبعدية. أما بخصوص إسناد مهمة إنجاز الدراسات مباشرة إلى مكاتب معيّنة في الخارج، فإن أصحاب هذه المكاتب هم تونسيون شرفوا تونس في أكبر بلدان العالم وقد تم الالتجاء إلى هذا الإجراء ربحا للوقت ومراعاة للمصلحة الوطنية سيما وأن معايير الخبرة والكفاءة والجودة مضمونة... وردا عن الإشاعات المغرضة والحملة الممنهجة ضد شخصي فإني أدعو كل من يتهمني وكل من لديه مستندات أو وثائق أو أدلة قانونية لتقديمها إلى العدالة، والقضاء بيننا ! وقديما قال الإمام الشافعي: «سكتّ وقد خوصمت قلت لهم، إن الجواب لباب الشر مفتاح»

• يتساءل البعض عن الحضور الطاغي للأكاديميين والجامعيين على حساب الفنانين والمبدعين صلب تظاهرة صفاقس عاصمة الثقافة، كيف تجيب؟
أبدا لم نقصي أهل الفن والثقافة من المشاركة في التظاهرة والمساهمة في إعدادها سواء على مستوى اللجان أو الآراء والمقترحات... إلا أن كثيرا منهم خيّر عدم الانتماء إلى أي لجنة من اللجان حتى لا يحرموا من إمكانية برمجة أعمالهم الفنية ضمن فعاليات التظاهرة.
من جهة أخرى، علينا أن لا نطالب بأكثر من المستطاع أمام بنية تحتية مهترئة وواقع ثقافي متردي، فالمسرح البلدي مغلق وقريبا سيغلق المركب الثقافي محمد الجموسي للتهيئة وبدوره يحتاج المسرح الصيفي بسيدي منصور إلى أعمال صيانة، أما قاعات السينما فهي شبه منعدمة !

• يرى البعض أن الحلّ يكمن في حلّ الهيئة وإقالة رئيسها قصد تصحيح المسار وإصلاح الحال، ما رأيك ؟
لقد رفضت في حياتي الكثير من المناصب، وحتى لما اقترح علي الوزير السابق مراد الصكلي منصب رئيس هيئة صفاقس عاصمة للثقافة ترددت في البداية لضيق الوقت إلا أنني في النهاية وافقت رغبة مني في رد الجميل لبلادي. وبعده شكرتني الوزيرة المتخلية لطيفة الأخضر واليوم تدعمني الوزيرة الجديدة سنيا مبارك ... فهل يعقل أن الوزراء الثلاثة أخطؤوا في تقييمي خصوصا أمام حجم الاتهامات المجانية والادعاءات المتجنيّة على شخصي؟ ومن جهتي فأنا لن أستقيل. وإن أقالتني وزيرة الثقافة فاني سأتقبّل قرارها بكل رحابة صدر.

• هناك أيضا مناداة بتأجيل موعد التظاهرة وتسليم بصعوبة الوصول إلى نهاية خط السباق في الموعد المحدد ؟
من غير الوارد والمقبول والمنطقي تأجيل تظاهرة صفاقس عاصمة للثقافة... وفي غضون شهر أفريل سنستلم المشعل عن قسنطينة، عاصمة الثقافة العربية لسنة 2015 وسنكون جاهزين يوم 24 جويلية2016 للموعد التاريخي والحدث المشرق في تاريخ تونس.

• إضافة إلى عدم جاهزية البنية التحتية، فإن البعد الثاني من تظاهرة صفاقس عاصمة للثقافة المتمثل في برمجة التظاهرات والفعاليات يبدو بدوره مشوّشا وغائبا ؟
نحن لا نشتغل من فراغ ولدينا مجموعة من المقترحات وجملة من التصورات ... لكن نحن في انتظار رصد ميزانية التظاهرة حتى ننطلق في العمل على أسس ثابتة وخطوات مضبوطة...

• كنتم قد طالبتم بالترفيع في ميزانية التظاهرة، فإلى أي مدى أثّر تأخر الإعلان عن الميزانية النهائية على التقدم في خطوات المشروع؟
لقد اقترحنا على سلطة الإشراف الترفيع في الميزانية المرصودة للتظاهرة والتي تقدر بـ 10 مليون دينار حتى تكون في مستوى الحدث وتشرّف تونس أمام بقية العواصم... وفي الحقيقة، فإن تهيئة البنية التحتية تتطلب مبلغ 9 مليون دينار، فهل يكفي 1 مليون دينار لتنظيم الحفل الافتتاحي والحفل الاختتامي وإعداد التظاهرات الثقافية طيلة عام بأكمله إضافة إلى تكاليف الجانب الاتصالي والإعلامي وبقية المتطلبات..؟
إن مختلف عواصم الثقافة العربية بذلت الغالي والنفيس في سبيل إشعاع صورتها وتسويق ثقافتها، فعلى سبيل المثال قدرت ميزانية قسنطينة عاصمة الثقافة العربية لسنة 2015 بـ700 مليون دينار. ونحن إن كان يكفينا القليل مقابل الرهان على العقول ، فإننا نرجو انعقاد المجلس الوزاري لضبط ميزانية تظاهرة صفاقس عاصمة الثقافة العربية في أقرب الآجال حتى نقلع بالمشروع في تجاوز لنسق العمل المحتشم ...

• التقيتم مؤخرا في اجتماع مضيّق بوزيرة الثقافة على إثر الانتقادات الموّجهة لهيئة التظاهرة والاستقالات صلب اللجان على أمل اللقاء القريب في اجتماع موّسع، فعلى ماذا كان الاتفاق؟
من المنتظر أن نلتقي بوزيرة الثقافة يوم الاثنين المقبل في حوار موسع مع كل الأطراف وبحضور والي الجهة ومكونات المجتمع المدني لتجاوز الإشكال وفض الخلاف... وقد اتفقنا على مد الوزيرة بتقرير أسبوعي حول مدى تقدم الاستعدادات للموعد الحدث. ومن جهتى أدعو الجميع إلى الترّفع عن الحسابات الضيقة والمصالح الشخصية والالتفاف حول المشروع من أجل إعلاء راية الوطن وتشريف تونس بين الأمم.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115