مدرستي فنانة في مدرسة النخبة الخاصة بالوطن القبلي: حين يحلم المربّي وتلاميذه تكون النتيجة الاختلاف والإبداع ...

طالب حلم بمشروع ثقافي مختلف، من جولته بعرض قناع الحياة ضمن ايام قرطاج المسرحية ولد مشروع ثقافي تربوي متكامل ومختلف، طالب تونسي مازال يدرس بالمعهد العالي للفن المسرحي لم يهب قلة الدعم ولم يخف من الاقدام على مشروع ثقافي موجه للأطفال في مدينته منزل

تميم من ولاية نابل، طالب ظلّ يؤمن بأهمية المدرسة عند الطفل، ويؤمن بأهمية المشروع الثقافي في بناء الانسان و من هنا انطلق الحلم الذي سيتجسد بعد يومين في منزل تميم حلمك عنوانه «مدرستي فنانة» لحالم هو فارس لعفيف.
مدرستي فنانة مشروع ثقافي تربوي يشرف عليه الفنان فارس لعفيبف، مشروع تحتضنه المدرسة الخاصة مدرسة النخبة التونسية بمنزل تميم من ولاية نابل يومي 6و7جانفي الجاري.

المدرسة فضاء للفن والتعلّم
مدرستي فنانة، مدرستي هي اول الفضاءات التي يتعلم فيها الطفل ابجديات الحياة، في المدرسة يتعلم الصغير الحب والابداع وبالفن يمكن للطفل أن يكون أفضل، «مدرستي فنانة» مشروع رائد ومختلف مشر وع يقوده تونسي يعشق الفنون ويعشق الاختلاف.
«مدرستي فنانة» تجربة انطلقت من مشروع «قناع الحياة» للفنان محي الدين بن عبد الله «حينها قلت علاش لا المشروع لا ينجز في المدرسة، تخمرت الفكرة حد الحلم ثم اقترحتها على مدير المدرسة فوافق ومن هناك انطلقنا في العمل لنجسد حلمنا وحلم الطفولة بالابداع، حلمنا وأردنا ان نشارك اطفالنا أحلامنا على حد تعبير الفنان فارس لعفيف.

فضاء العروض هو المدرسة الابتدائية الخاصة التي يدرس بها فارس العفيف، الفضاء هو وعاء للمصالحة وتأكيد التماهي التام بين الثقافي والتربوي فكلاهما يؤسس لطفل واع و مبدع قادر على مجابهة كل الظروف والمحن، «مدرستي فنانة» مشروع يحاول بعث الروح في المدرسة الجافة من الانشطة الثقافية .

وفي تصريحه اكد فارس لعفيف، أن المناهج التربوية المعاصرة اثبت ،أن المدرسة الناجحة هي تلك التي تجعل جرعة اللعب وممارسة الفن، أكبر من جرعة تلقي الدّروس والعلوم، وهو المعطى الذي تجاهلته المدارس العربية، فكانت النتيجة نسبةً مخيفة من المتسرّبين مدرسيًا، وعلاقة متشنّجة بين التلميذ ومحيطه المدرسي، وفي هذا الاطار ستعوض كل المواد المدرسية يومي 6و7جانفي بالعروض المسرحية والانشطة الثقافية والورشات والعروض.

دورة وليدة...وعروض مميزة
وفي دورتها الاولى تقدم تظاهرة «مدرستي فنانة» لأطفالها ثمانية عروض مسرحية موجهة الى اطفال تتراوح اعمارهم بين الاربع وست سنوات ومن العروض التي سيعانق معها الاطفال فسحة من الحلم «فري نمول» لمروان الصلعاوي ووليد الزين، ومسرحية «قلاز» لحبيبة الجندوبي ومن الاردن «العنزة العنوزية» لأسماء مصطفى من الاردن، و«لقاء» للاسعد المحواشي انتاج المركز الوطني لفن العرائس بتونس، و «التائه» لسرور نوير، و «حكايات الجدة « و الغول و السبع بنات» لشركة الدنيا للانتاج الثقافي لحبيبة الجندوبي.
«مدرستي فنانة» في دورتها الاولى لن تقتصر على العروض بل توفر مجموعة من المعارض لزوار المدرسة ومنها معرض يقدمه المركز الوطني لفن العرائس، معرض عرائسي ضخم عن تاريخ المركز واهم انتاجاته، بالإضافة الى معرض «الاقنعة» لمحي الدين بن عبد الله و معرض للفنون التشكيلية لرواق ريد-ار للفنانة هاجر ريدان ومعرض للصور الفتوغرافية.

وأكد فارس لعفيف انهم يضمنون الفرجة لكل المتميزين اذ بادرت مدرسة النخبة بإبرام اتفاقية شراكة مع المدارس الابتدائية حتى يتمتع الثلاثة تلاميذ الأوائل بمواكبة مجانية للعروض طيلة المهرجان، كما يوفر المهرجان لاطفاله مجموعة من الورشات ومن بينها ورشة «مسرحة الاقصوصة» لرابطة الكتاب الاحرار بالوطن القبلي ورشة «صنع الاقنعة» يشرف عليها اصالة النجار ومحي الدين بن عبد الله وورشة تقنيات العلاج بالمسرح للدكتور هدى اللموشي وورشة «تربص صوت الجسد» لرانية مصطفى.
ويضيف لعفيف متحدثا عن «مدرستي فنانة» جميل ان نحلم والأجمل ان نسعى الى تحقيق احلامنا، جميل ان نشعر الاطفال ان وطننا جميل وان بداخلنا جميعا فنان فقط علينا ان نبحث لاخراجه الى العيان» و في حديثه عن التظاهرة اكد ان للكبار حظهم من خلال ندوتين

علميتين الأولى حول «مسرح العرائس في الوسط المدرسي» لهدى اللموشي واسماء مصطفى، والثانية تقدمها سوزان ابو علي من لبنان بخصوص «اهمية توظيف المسرح في العملية التربوية».
«مدرستي فنانة» تظاهرة مسرحية تربوية انطلقت من حلم ذاتي بمشاركة استاذ لتلاميذه ، ثم كبر الحلم ليصبح تظاهرة تمتد على يومين في مدرسة ابتدائية، لم ينتظروا الدعم ولا منة المسؤولين ووعودهم بل عملوا صحبة الاولياء وبموارد خاصة فقط ليقدموا للاطفال تظاهرة مختلفة تتضمن أفضل العروض المسرحية الموجهة للطفل، وأكد فارس العفيف صاحب الفكرة ومدير التظاهرة أنه على الفنّان المسرحي والموسيقي والتشكيلي والحكاواتي أن يلتفت إلى الوسط التربوي، «فيحتكّ به ويقتحم يومياته، ببرامج مدروسة، قصد فهم مناخات الطفل أوّلًا، ليبدع على أساس ذلك الفهم، وإعداده لأن يكون فنّانًا أو متلقيًا على الأقل في المستقبل».

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115