بيوت الابداع: رواق ARTS لفايز صفر بالمهدية فضاء الحلم في مدينة حالمة ...

تقول نجاح العطار من قال أن اللون، في إيماءة الإيحاء، ليس شعراً ؟ ومن في وسعه، أمام اللوحة الصامتة أن ينكر أنه يسمع همس النجوى ، في رقراق عذوبتها والتذوق ؟ وماذا يكون الخط والدائرة والكتلة في النسيج الفني ، سوى الابداع ... وأين يرتسم البهاء ، في

بسمة الفرح والحزن ، في شفافية الإطلالة، إذا لم تكتبه اللوحة ، وتقله ، من خلال اللاكلام ... إنما الفنان في عطائه والسخاء ، هو الكائن الأسمى ، لأنه الكائن الذي من ألق أنامله يشع ألق الحياة، إنما الفن خلق كي يعاش لا كي يقال.

وفي رواق الفن arts لصاحبه الفنان فايز صفر تعيش الفن تعيش مع اللون وحركة الفرشاة وانسياب الالوان والافكار على الورقة البيضاء لتكتب فيها اجمل الحكايات ، حكايات رسامين عشقوا الالوان ورحلوا بالزوار الى عالم سحري مطيته الفرشاة ولوحات بها الكثير من الرسائل، رسائل فنانين يريدون الحياة ويعاندون ذاك العدو المسمى بالجهل ليبدعوا ويتميزوا.

هنا...البحر خلفك...والفن امامك...
خلق الفن ليعاش وخلق الفنان ليقدم للمتفرج جزءا من الواقع ربما لا تكتشفه العين المجردة وخلق الرسام ليمتعنا وبريشته يزين الحياة ويجعلها اجمل ، قبالة الشاطئ الهادئ في يوم شتوي مشمس تجمهر عدد من الأطفال بين زرقة مياه البحر و زرقة السماء لافتة كبرى كتب عليها باحرف كبيرة ARTS، لوحات زينت الفضاء الخارجي وتحدث الحائط الناصع البياض بالوان زاهية وصور لوجوه ونساء وبعض المعالم.

هنا قبالة رواق الفن بالمهدية ان كنت عاشقا للصفاء و جمال الطبيعة فلبحر المهدية سحره وهدوءه المميز ان كنت عاشقا للحياة والارادة فلك ان تستمتع بالصيادين وهم في قواربهم الصغيرة يرمون شباكهم وان كنت عاشقا للحلم فليس اسهل من قطع الطريق وترك البحر خلفك والتوجه الى الرواق لمعانقة الحلم هناك والتلذذ بلوحات ناطقة بهواجس رساميها، لوحات وكأنها ابيات شعرية تمتع الاذن قبل العين فليس لتشكيلي أن يبدع ما لم يختبئ في داخله شاعر صغير كما تقول الفنانة الإمارتيه كريمه الشوملي.

رواق arts فضاء صغير، فضاء للحلم والابداع مقره 24شارع الراس الاخضر على طريق الكورنيش في اتجاه المنطقة السياحية، يبدو للزائر انه صغير، امامه مجموعة من اللوحات للرسام مراد الحرباوي و فايز صفر صاحب الرواق ، زينة الفضاء من الخارج تبدو مميزة بالإضافة الى اللوحات التي عانقت السماء وكأنها تدعو رواد البحر والصيادين لزيارة الرواق.

استعان الفنان فايز صفر ببعض الادوات التقليدية مثل البرويطة واستغلها للزينة مع ورود أضافت بهجة وحبورا على الفضاء، باب ازرق متماهي مع زرقة البحر، مجموعة من اللوحات اصطفت داخل رواق الفن، لوحات لفنانين اختلفت مدارسهم الفنية وتوجهاتهم ولكنهم

اجتمعوا على حب الإبداع الى يسارك ايها الزائر ركن يبدو مميزا عند صاحب الفضاء به مجموعة من الاواني والصناديق القديمة «لاني اشتغل على الانتيكة واعشق احياء القديم، فكلما وجدت صندوقا او انية قديمة الا واقتنيتها لتجديدها وإضفاء لمسة فنية لتبدو اجمل» على حد تعبير الفنان فايز صفر.

الى يمينك لوحات لكل واحدة منها سرها وحكاية رسام عشق اللون واختاره اداته للتعبير.

واصل جولتك وحاذر الاصطدام بإحدى اللوحات فداخل رواق darts اينما وضعت قدماك وجدت لوحة تستند الى الحائط او قطعة فنية لازال صاحبها يشتغل عليها، وفي اقصى الرواق لازالت لوحة نصفها ابيض كان صاحبها منكبا عليها قبل دخول سياح اجانب هم الاخرون سحرتهم جاذبية اللوحات في الخارج.

رواق الفنون رواق لفايز صفر ابن جهة المهدية، عمر الرواق عشرة أعوام هو «ركني المفضل للحلم، هنا ارسم هنا اجسد كل ما اشعر به، الرواق فضاء لاجتماعنا نحن مجموعة من عشاق اللون في المهدية ونقوم بعرض لوحاتنا هنا ايضا، يبدو الفضاء صغيرا ربما ولكنه واسع سعة احلامنا» على حد تصريح الفنان فايز صفر.

المهدية...المدينة الصغيرة ملهمة مراد الحرباوي
هي مدينة ليست ككل المدن، مدينة هادئة وجميلة لبحرها سحر يلهم كل زوارها ، هي مدينة للحب مدينة للعشق ولمحبة الحياة ، مدينة المهدية وتحديدا منطقة برج الراس تلك المنطقة المميزة التي جمعت تاريخ البلاد ففيها تجد سحر الطبيعة تجد قبالتك البحر بزرقته المميزة، تجد اثارا يقال انها تعود الى الفترة الرومانية والبونيقية ولك ان تستمتع ببقايا العثمانيين فهنا يوجد البرج الكبير او حصن المهدية كما يسمونه، في برج الراس ايضا قصر القائم بامر الله و الجامع الكبير ذاك الجامع الذي كان جامع الخليفة وحاشيته الجامع الوحيد في الجمهورية دون مئذنة، هنا في المهدية تجد باب الفتوح او باب الزويلة او «السقيفة الكحلة» المعلم الذي يعود الى اوائل القرن الرابع هجري وهو يمثل البرج الرئيسي للسور البري لمدينة المهدية، كما كان يمثل المدخل الوحيد للمدينة برا.

هنا في مدينة استثنائية بتاريخها وزرقة بحرها يكون الفن اداة للتعبير عن الهام يسكن من زار المهدية فهي تبدو كآلهة مميزة يعشقها كل من يراها او هي اميرة فاتنة الجمال يفتتن بعشقها ويذوب حبا كل من يشاهدها تماما كما الفنان مراد الحرباوي فجل لوحاته المعروضة في رواق الفن هي عن المهدية، منذ اللوحة الاولى تشعر ان لهذه المدينة وقعها عند الرسام، هاهي السقيفة الكحلة وهاهو الجامع الكبير الى يسارك لوحة تقدم اللّباس التقليي المهدوي وأخرى للناظور و ثالثة للبرج، داخل رواق الفن تحضر معالم المهدية، تستنشق عليل نسيمها، تسمع همس موجها تصغي الى حديث تاريخها ومعالمها جميعها احاسيس تسكنك حين تشاهد لوحات مراد الحرباوي الرسام الذي سحرته المهدية بهدوئها وجمالها فاختار ان يرسمها ويوثق كل ما شاهدته روحه بالألوان.

المرأة...ثورة في لوحات فايز صفر
هي رمز الحب، هي تانيت الهة الخصب وفينوس الهة الجمال هي جايا ربة الكون هي الالياذة و الانشودة المقدسة و قصة حب لا تعرف الفناء هي الثورة والوطن هي المرأة هي تونس المتمردة والتونسية التي تأبى الخنوع، هي المرأة متمردة قوية معاندة للحياة وتقلباتها ومنتصرة على الفكر الظلامي هي ثورة وليست عورة كما يراها الظلاميون، كذلك المرأة في لوحات الفنان فايز صفر.

وجوه مستبشرة، عيون ثابتة الى الامام، ابتسامة تزين الوجه، سيجارة باليمنى ، شعر منساب جميلة هكذا هي صورة المرأة في اولى اللوحات التي ستعترضك حين تزور فضاءarts.

للمرأة حضورها الواضح والمقدس في لوحات فايز صفر، في لوحاته المرأة قوية وثائرة، هي ينبوع الضحك والحب، يراها جميلة و يرسمها اجمل، كل اللوحات وان اختلفت أسماؤها ومواضيعها وطريقة تشكيلها إلا انها اتحدت في تقديس المرأة وتأليهها لانها رمز الحب و ينبوع الامل هي ثورة وهي التونسية الحرة وليست «عورة كما يسميها الإخوان أردت ان ابرز أن المرأة قوية ومختلفة و ليست مجرد جسد او شيء بل كائن فاعل مستقل» على حد تعبير الفنان فايز صفر.

في الفضاء الصغير رواق الفن تشكلت مجموعة من الالوان واتحدت الاشكال وتماهت الخطوط لتبجيل المرأة وتقديسها والاعتراف بأهميتها في حياة الرجل وقيمتها في وطنها تونس كذلك لكانت لوحات فايز صفر نطقت باسم الحرية والحب وتجلت كما تانيت الهة الجمال في أبهى حلة... حلة عنوانها ان بالفن يمكن تقديم واقع أجمل، لوحات ربما خطوطها ساكنة صامتة ولكن بمجرد ان تنظر قليلا ستجدها تتحدث بالكثير من الرسائل بعضها مشفر وبعضها يسهل فهمه دون الاستعانة بالفنان ر سائل يمكن ان تغير الكثير ان اخذنا الفن على محمل الجد عملا بمقولة» ستبدأ الإنسانية بالتحسن عندما نأخذ الفن على محمل الجد كما الكمياء أو الفيزياء”. .

في رواق ARTS بالمهدية ستشعر ان هناك مدينة جميلة تستحق الزيارة، لوحات مراد الحرباوي ستدفعك لاكتشاف كل معالمها وجزئياتها، في الرواق ستتاكد ان المراة سر ابتسامة الوجود وجماله ومن خلالها يستمد الفنان إلهامه وقوته، رواق ARTS هو فضاء الحلم في مدينة حالمة.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115