وشبح الفشل يقترب أكثر فأكثر من تظاهرة صفاقس عاصمة الثقافة العربية 2016 بعد التلويح بتعليق هذا الموعد الثقافي الوطني والعربي بسبب استحالة مواصلة المشوار في حال تواصل حجب الميزانية المرصودة سابقا ...
قبل خلع التاج وتسليمه إلى الأقصر (مصر) في شهر مارس 2017، كان من المفترض من تظاهرة صفاقس عاصمة الثقافة العربية أن تستجمع القوى وتوّحد الجهود من أجل إصلاح ما مضى وإكمال ما تبّقى في عمر التظاهرة في صيغة تليق بتونس وتشرّف راية الوطن... ولكن مرة أخرى تغرق التظاهرة في مأزق كبير وتنحدر إلى منعرج خطير !
المنسقة العامّة هدى الكشو: التظاهرة في مأزق حرج !
قبل انتهائها بأشهر قليلة، كان ينتظر من هيئة صفاقس عاصمة الثقافة العربية 2016 أن تعدّد الانجازات التي نفذتها والمكاسب التي حققتها وأن تتحدث عن استعدادها وتحضيرها لاختتام هذا الحدث التاريخي... فإذا بالمنسقة العامة للتظاهرة هدى الكشو تعلن أن الهيئة تتجه نحو تعليق نشاط التظاهرة في صورة تواصل حجب الاعتمادات المالية المرصودة.
وفي تصريح لـ»المغرب» أضافت هدى الكشو:» من غير المعقول والمقبول أن تقوم وزارة المالية بتعليق المبالغ المرصودة مسبقا لتظاهرة صفاقس عاصمة الثقافة العربية مما من شأنه أن يعيق مواصلة المهام بعد التزام الهيئة بتنفيذ البرامج المعلنة والإعلان عن محطات ثقافية كبرى واستضافة شخصيات مرموقة على غرار الشاعر الكبير «أدونيس» ... وأمام هذا المأزق الحرج فإن وزارة المالية مطالبة بصرف بقية الاعتمادات في أقرب الآجال لإكمال المشوار وإنجاز المهمة وإلا فسنضطر إلى إعلان تعليق العمل بسبب انعدام التمويل الكافي».
وأكدت المنسقة العامة لتظاهرة صفاقس عاصمة الثقافة العربية «أن الهيئة اتعظّت من الدرس الماضي ولن ترتكب الخطأ نفسه الذي أقدمت عليه في افتتاح التظاهرة باللجوء إلى خطة الطوارئ بسبب صرف الاعتمادات أربعة أيام فقط من حفل الافتتاح مما تسبب في توجيه أصابع النقد واللوم نحو أعضاء الهيئة... »
وتقدر الميزانية الجملية لتظاهرة صفاقس عاصمة للثقافة العربية 2016 بـ 30 مليون دينار حظيت بمصادقة الحكومة في اجتماع وزاري بتاريخ 26 ماي 2016. واستنادا إلى هيئة تظاهرة صفاقس عاصمة الثقافة العربية ، فقد تم صرف 3 مليون دينار من جملة الميزانية المرصودة. وتتوّزع نفقات هذا المبلغ كما يلي : 500 ألف دينار لدعم ميزانية مهرجان صفاقس الدولي وللتكفل بمصاريف التسيير الإداري لمدة حوالي سنتين، و2,5 مليون دينار تم صرفها لتنظيم مختلف التظاهرات التي شهدتها صفاقس واستقبال الضيوف والوفود العربية على امتداد الأشهر الفارطة. ويذكر أن ديون عاصمة الثقافة العربية بلغت المليار و300 ألف دينار .
وقد أكدت الهيئة التنفيذية لتظاهرة صفاقس عاصمة الثقافة العربية بأنها تضع التقارير المالية على ذمة كل من يرغب في الاطلاع عليها حرصا على مبدأ الشفافية. كما أفادت أنها تقدمت بطلب تدقيق مالي من وزارة الشؤون الثقافية وقد تم ذلك وكانت النتيجة الإقرار بسلامة حسابات التظاهرة المالية.
نواب صفاقس يحتجون في البرلمان
أمام الإشكال المالي الكبير الذي زاد من تعثّر مسار صفاقس عاصمة الثقافة العربية والمهدّد بتعطيل أشغال هذه التظاهرة الجهوية والوطنية والعربية، تحرك نواب ولاية صفاقس في البرلمان لمطالبة وزارة المالية بصرف الاعتمادات المادية المرصودة مسبقا لتظاهرة صفاقس عاصمة للثقافة العربية 2016. وفي رسالة لهم موجهة إلى وزيرة المالية عبّر أعضاء البرلمان عن جهة صفاقس عن استغرابهم من عدم إدراج الاعتمادات التي وقع إقرارها في المجلس الوزاري المنعقد بتاريخ 26 ماي 2016 لفائدة تظاهرة صفاقس عاصمة للثقافة العربية في ميزانية 2017 .
وحمّل النواب وزارة المالية، مسؤولية أي إخلال يتهدّد تظاهرة صفاقس عاصمة للثقافة العربية، مطالبين وزارة المالية باحترام تعهدات الحكومة السابقة.
وزارة الشؤون الثقافية: لا تراجع عن صرف الإعتمادات
من المنتظر أن يجتمع أعضاء الهيئة التنفيذية لتظاهرة صفاقس عاصمة الثقافة العربية غدا الاثنين بوزير الشؤون الثقافية محمد زين العابدين لمحاولة التوصل إلى حلّ لتلافي المصير غير المشرّف لهذا الحدث الثقافي المهم في حال تعليق صرف الاعتمادات أو التأخر في ضخ الأموال قبل انتهاء الآجال.
وقد علمت «المغرب» من مصدر عليم بوزارة الشؤون الثقافية أن الوزارة تصر على أنه «لا تراجع عن صرف الإعتمادات التي تم إقرارها لتظاهرة صفاقس عاصمة الثقافة العربية لسنة 2016 وأن وزارة المالية قامت بفتح قسطمن الإعتمادات في حدود مليون دينار على أن يتم فتح باقي الإعتمادات المطلوبة في بداية سنة 2017. كما تعمل وزارة الشؤون الثقافية في هذا الصدد على التنسيق مع وزارة المالية حتى يتم صرف الأموال في أسرع الآجال ...»
فهل يتّم إنقاذ تظاهرة صفاقس عاصمة الثقافة العربية 2016 من الانتهاء المبّكر والقسري حفظا لماء الوجه وصونا لكرامة الوطن ...