المخرج عمار الخليفي، صاحب أوّل فيلم تونسي: رائد السينما التونسية ... رغم الاستقالة المبكرة !

«رائد»السينما الوطنية، «أب» السينما التونسية، «مؤسس» الفنّ السابع في تونس ...كلها أوصاف وألقاب كتبت وقيلت عن المخرج عمّار الخليفي صاحب أول فيلم تونسي بعد الاستقلال. وبولادة فيلم «الفجر» سنة 1966، كانت فاتحة السينما التونسية بإمضاء المخرج عمّار الخليفي

الذي نال شرف تصوير أوّل فيلم تونسي بخبرات تونسية ومعالجته تقنيا في مخابر تونسية.
وفي إطار الاحتفال بمرور 60 سنة على الاستقلال، نظمت وزارة الثقافة والمحافظة على التراث مساء أمس حفلا لتكريم المخرج والمؤرخ السينمائي التونسي عمّار الخليفي، صاحب الفيلم المؤسس للفن السابع في تونس. هذا الفيلم الذي يتحدث عن ملحمة النضال الوطني ضدّ الاستعمار الفرنسي ...

«الفجر»... فاتحة السينما التونسية
مع ظهور فيلم «الفجر» لاحت تباشير صباح السينما التونسية حيث كان المخرج عمّار الخليفي صاحب أول شريط روائي تونسي ينجز بعد استقلال البلاد.
وتدور أحداث فيلم «الفجر» في السنوات الأخيرة من الاستعمار الفرنسي للتراب التونسي، إذ يتحدث الفيلم عن «قصة ثلاثة شبان من طبقات اجتماعية مختلفة، مصطفى عامل ينتمي إلى الطبقة الشعبية، وهادي شاب برجوازي احتضن القضية الثورية امتثالا إلى قيمه ومبادئه، وحسن ملتزم بالقضية... انتمى الثلاثة إلى خليّة مقاومة المحتل وقاموا بالإفراج عن معتقلين وهاجموا مخزنا للأسلحة وقتلوا متواطئا مع المستعمر. في هذه المعركة قتل هادي وحسن أثناء تلك العمليات، والتحق مصطفى بالثوار إلى أن تم القبض عليه وأعدم...»
وقد قام بأدوار هذا الشريط كل من أحمد حمزة والطاهر حواص والحبيب الشعري وحطّاب الذيب وجميلة العرابي وعبد الرزاق عبيريقة ومنجي يعيش وتوفيق العبدلي.

ولا تتميز سنة 1966 على الصعيد السينمائي ولادة أول فيلم تونسي فحسب بل تزامن هذا النجاح مع بعث تظاهرة «أيام قرطاج السينمائية» . وقد كشف المخرج عمار الخليفي الذي اضطلع بخطة رئيس مصلحة السينما في وزارة الثقافة أن كلا ّمن هذين الانجازين كانا ثمرة للمجلس الوزاري المنعقد في 1965 والذي أقرّ ضرورة خلق صناعة سينمائية في تونس. وبتأسيس الدورة الأولى لأيام قرطاج سنة 1966، تم تقديم فيلم «الفجر» أول عمل سينمائي تونسي:

عمّار الخليفي :المخرج، المؤرخ
بعد «الفجر»، واصلت عدسة كاميرا المخرج عمار الخليفي النبش في ملاحم النضال و استقراء ملامح الصمود في وجه الاحتلال الغاشم ، فكانت أفلام :«المتمرد»، «الفلاقة»، «صراخ»، «التحدي»... ولكن بعد رصيد هام من الأفلام الروائية الطويلة ومسيرة مهمة في الإخراج السينمائي، اختار عمار الخليفي أن ينصرف عن مهنة المخرج ليتفرغ لمهمة التأليف التاريخي فكتب: «منصف باي،الملك الشهيد»، «بنزرت معركة بورقيبة»،»اغتيال صالح بن يوسف»، «تاريخ السينما التونسية»...
وذات لقاء سُئل عمار الخليفي لماذا اعتزل السينما فكان جوابه:»بسبب ما لقيته من بعض الزملاء من أذى !»
وفي سنة 2016، تحتفل تونس بخمسينية أيّام قرطاج السينمائية التي أطلقت سنة 1966 وأيضا بخمسينية السينما التونسية التي دشّنها عمار الخليفي بفيلم «الفجر».

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115