ستتوزع فقرات النسخة 36 للهرجان الدولي للشعر، الذي يستضيف إلى جانب شعراء من تونس عديد الأسماء الشعرية والأدبية من الجزائر، وليبيا والمغرب وفرنسا وايطاليا واليابان، والعراق والكويت وغيرها. على عديد الفضاءات لتمكين أكبر عدد ممكن من احباء الشعر من متابعة فعاليات الدورة، التي اختار لها المنظمون محور: الفضاء الشعري، توزر صوت الواحة والصحراء، واعدت في شانه جمعية المهرجان ورقة عمل جاء فيها: « يظلّ الفضاء الشّعريّ من المصطلحات الشّائكة التي اختلف حولها الفلاسفة والنقّاد.ويقابله في الأصل اللّغويّ اللاّتينيّ لفظ يعني الامتداد واللاّمحدود. (spatium) وهو بذلك يشمل العالم الذي تنتظم فيه الكائنات والأشياء والأفعال.وعليه فإنّ أيّ عمل إبداعي نثريّ أو شعريّ أو غيرهما يندرج في إطار فضاء ما . ولئن خلط بعض الدّارسين والنقّاد بين مفهوم الفضاء ومفهوم المكان فإنّ جلّ الفلاسفة والنقّاد ميّزوا بين المصطلحين على أساس أنّ المكان هو حيّز محدّد ومحسوس، وجزء من الفضاء العام الذي يتميّـــــــــز بالامتداد والانفتاح .
وترتبط محدّدات الفضاء الشّعريّ بمساحة المعجم اللّسانيّ الموظّف داخل النصّ وبوظائف اللّغة ووحدات الشّفرة الشّعريّة على حدّ تعبير «رومان جاكبسون» والتي يحصرها في الضّمائر وأزمنة الأفعال التي يرتكز دورها على تحديد الوقائــــــع السّابقة واللاّحقة للعمليّة القوليّة الذّاتيّة الخالقة للرّسالة الشّعريّة.
ويرتبط مفهوم الفضاء الشّعريّ في قصيدة النّثر بتداخل الأجناس الأدبيّة، وانفتاحها على بعضها البعض. إذ يرســم الشّاعر فضاءه في نصوصه عن طريق أدوات الزّمان والمكان والضّمائر والثّنائيات وحيّز الشّاعر والحركــــــات والإشارات.
إنّ الفضاء الشّعريّ هو الحيّز الذي يتحقّق فيه النصّ الشّعريّ هندسيّا ومعجميّا ودلاليّا، وايقاعيّا .
ولئن اختارت الدّورة ال36 للمهرجان الدّولي للشّعر بتوزر محور الفضاء الشّعريّ: توزر فضاء الواحة والصّحراء، فلأهميّة هذا الأفضية ووظيفتها الجماليّة وامتدادها في المنجز الشّعريّ العربي والعالمي.
وبناء عليه فإنّه بإمكان النقّاد والباحثين تناول مصطلح الفضاء الشّعريّ نظريّا وتطبيقيّا وفق المحاور الفرعيّة التّالية:
• مفهوم الفضاء في النصّ الشّعريّ. و الفضاء......