يعود مهرجان "الكرّاكـة – البحر الأبيض المتوسّط" ليضيء ركح المدينة في دورته الخمسين، من 15 إلى 31 أوت 2025، محتفيًا بنصف قرن من الإبداع الفني المتجذر في الضفة الجنوبية للمتوسّط.
ينظّم هذا الحدث الثقافي العريق بإشراف مباشر من جمعية مهرجان الكرّاكـة وبدعم من وزارة الشؤون الثقافية، والمؤسسة الوطنية لتنمية المهرجانات والتظاهرات الثقافية والفنية وبلدية حلق الوادي وبلدية الكرم،. ويمثّل هذا المهرجان أحد أبرز المحطات الثقافية الصيفية في تونس..
منذ بداياته، ظلّ مهرجان الكرّاكـة وفيًّا لروحه المسرحية، فالمسرح ليس مجرد مكوّن في برمجته، بل هو النواة التي انطلقت منها شرارة هذا الحلم الثقافي. تعود أولى دوراته إلى السبعينيات، حين كانت العروض المسرحية تُقام في فضاء الكرّاكـة التاريخي، حيث يكتسب العرض طابعًا طقوسيًا يتجاوز المتعة إلى فعل المقاومة الثقافية.
وفي دورته الخمسين، يؤكد المهرجان تمسكه بهذه الهوية المسرحية، من خلال برمجة عروض مسرحية من تونس ومن الضفة الأخرى للمتوسط، أعمال تتنوع بين المسرح الكلاسيكي والتجريبي، وتتناول قضايا الإنسان، الحرية، الذاكرة، والمصير المشترك.
ستنطلق العروض يوميًا بداية من الساعة العاشرة ليلاً، على ركح الملعب البلدي بالكرم، الذي تحوّل في السنوات الأخيرة إلى فضاء جماهيري مفتوح، يجمع أهالي المنطقة وزوّارها، في تظاهرة تزاوج بين الفن الرفيع والوصول الواسع للجمهور.
وفي هذه الدورة الرمزية، يدعو المهرجان جمهوره، من تونس وخارجها، إلى الاحتفاء بالفن كضرورة، وبالكرّاكـة كذاكرة حيّة تنبض بروح المسرح، وتؤمن بأن الثقافة مقاومة وأفق أرحب.