الذي خصّ به دار خريف للنشر ليكون ضمن سلسلة " مسرح " وهو كتاب له خصوصية إذ أنّه أوّل كتاب في المكتبة التونسية لمخرج مسرحي يخصّصه لـ" أستقراء " أعمال مسرحية لزملائه ومن التجارب النادرة عربيا أيضا فقلّة قليلة من المخرجين مارسوا " الأستقراء " إذ المعتاد للأسف أن المخرجين قليلا ما يتابعون أعمال زملائهم فضلا عن الكتابة عنها. .
في هذا الكتاب نكتشف جانبا آخر في مسيرة أنور الشعّافي فهو ليس مخرجا فقط بل " ناقد " أيضا رغم أنّه لا يصنّف نفسه ضمن النقّاد بل يكتب من داخل العملية المسرحية موظّفا خبرته بالركّح وكل مكوّنات المسرح من نص وأداء وديكور وسينوغرافيا ألخ لتحليل الأعمال المسرحية وأستقرائها وهو المصطلح الذي أختاره أنور الشعّافي.
ففي هذا الكتاب يقدّم أنور الذي شاهدنا أوّل أعماله وشغفه بالتجريب قبل حوالي أربعين عاما حصيلة ثقافته الواسعة ونكتشف أطّلاعه على آخر ما صدر في أوروبا حول المسرح وهو من المخرجين القلائل من الجيل الجديد خاصة الذين لهم إلمام واسع بالمسرح العالمي من الأغريق مرورا بعصر النهضة وصولا إلى المسرح المعاصر وتيارات التجريب والحداثة. .
وفي الكتاب جانب آخر وهو التوثيق فسيبقى هذا الكتاب شهادة من مخرج مسرحي نجح في نسج مسيرة ذات خصوصية وأختيار تجريبي في كل أعماله على مجموعة من الأعمال المسرحية التي قدّمت في تونس ليؤكد من خلاله على شغفه بمتابعة ما يقدّم على الركح وسيقدم الكتاب ضمن فعاليات ايام قرطاج المسرحية .