ليدخل بعدها مغامرة سينمائية جديدة حول شخصية الزعيم النقابي «فرحات حشاد» ...
تعرف الجمهور العريض على فيلم «خسوف» في الدورة الفارطة من أيام قرطاج السينمائية حيث كانت العروض الأولى لهذا العمل خارج إطار مسابقات المهرجان. ويلعب أدوار «خسوف» كل من علي الجزيري وياسمين بوعبيد ومحمد إدريس ورؤوف بن عمر وسارة الحناشي والشاذلي العرفاوي... و يروي الفيلم في سيناريو للشابة نجمة الزغيدي قصة «هند» منتجة ومقدمة لبرنامج تلفزيوني جماهيري والتي تتعلق عاطفيا بمفتش الشرطة «لسعد» الذي أسندت له مهمة التحقيق في جريمة قتل باعث عقاري... ليكتشف الاثنان شبكة لتهريب الجهاديين نحو سوريا فيحاولان تفكيك هذه العصابة...وقد لاقى هذا الفيلم استحسان الجمهور الذي توافد بكثافة على قاعات السينما لمشاهدة «خسوف».
«خسوف» والتتويج بأولى الجوائز في مهرجان الإسكندرية
«هي الجائزة الوحيدة التي نالها فيلم «خسوف»، ولعلها الدليل على بداية اكتشاف هذا الفيلم ...» هكذا علّق المخرج فاضل الجزيري في مزاح على تتويج فيلم «خسوف» بجائزة أفضل سيناريو في مهرجان الإسكندرية السينمائي. وأضاف:» لاشك أن سعادتنا كبيرة كفريق عمل بهذه الجائزة ولعلّ الفضل هنا يعود إلى كاتبة السيناريو «نجمة الزغيدي» التي أبدع قلمها في كتابة قصة «خسوف» فنجح الفيلم في تونس وحصد الجائزة في مصر...»
قريبا: فيلم «القيرة» في القاعات التونسية
بعد «خسوف» انطلق فاضل الجزيري في تصوير مشاهد فيلم جديد بعنوان «القيرة» بعد أن قرر تحويل مسرحية «صاحب الحمار» التي أخرجها بعد الثورة إلى عمل سينمائي، مؤكدا على أن فيلم «القيرة» ليس قراءة خطية للتاريخ بل هو اشتغال على أحداث تاريخية وإعادة كتابتها وفق مستجدات العصر. كما أشار إلى أن العلاقة بين «ثورة صاحب الحمار» قديما وثورة تونس الحديثة هي علاقة تقاطع حيث تتشابه الأسباب وتتقارب النتائج... لهذا فإن فيلم «القيرة» يتحدث عن التحذير من الاستبداد والتنبيه إلى الديكتاتورية التي يمكن أن تقلب رأسا على عقب مسار الثورات. وعن مدى التقدم في الاستعداد لطرح هذا الفيلم الجديد في القاعات التونسية ، أفاد المخرج فاضل الجزيري قائلا:« نحن بصدد الاشتغال على عملية المونتاج للمرور إلى بقية المراحل الفنية على غرار موسيقى الفيلم التي اعتبرها بمثابة العمود الفقري لنجاح العمل السينمائي ... وإن لا أستطيع حاليا تحديد موعد دقيق لخروج هذا الفيلم إلى القاعات فأعتقد أن المهم هو تقديم فيلم بمعايير جودة عالية وليس الاستعجال في طرح عمل جديد دون الإعداد الجيد للقاء الجمهور في أحسن الوجوه. »
فيلم عن فرحات حشاد والاغتيال السياسي
إن يتردد في الآونة الأخيرة أن المخرج فاضل الجزيري يسعى للحصول على الدعم لإنجاز فيلم حول شخصية الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة، فقد نفى الجزيري هذا الخبر قائلا:«في الحقيقة انجاز فيلم عن بورقيبة ليس واردا ولكن في المقابل نحن بصدد التحضير لفيلم حول شخصية الزعيم النقابي فرحات حشاد. وقد انطلقنا في العمل على هذا المشروع منذ سنتين وقد شارفنا على الانتهاء من كتابة السيناريو ...»
وعن صنف هذا الفيلم وتفاصيله وأهدافه، أوضح المخرج فاضل الجزيري قائلا:» الفيلم سيكون من الصنف الروائي الطويل وسيقتصر فقط على 5 أشهر فقط من حياة المناضل فرحات حشاد وذلك من تاريخ 14 جويلية 1952 إلى فاجعة اغتيال حشاد في 5 ديسمبر 1952. وفي هذا العمل السينمائي عودة على تيار الحركة النقابية في سياق المناخ العالمي وعلى تضحيات المناضلين النقابيين في السر والكتمان من خلال شخصية «فرحات حشاد» باعتبارها الشخصية المحورية والفاعلة والمؤثرة في الأحداث...»
واعتبر المخرج فاضل الجزيري أن هذا الفيلم يطرح فكرة الاغتيال السياسي ويبحث في الخيوط التي تحركها في إسقاط ذلك على حاضر البلاد واستشرافا لمستقبل تونس...
«خسوف» يحصد جائزة أفضل سيناريو في مهرجان الإسكندرية السينمائي
في أوّل تتويج له خارج حدود الوطن، قطف «فيلم «خسوف «للمخرج فاضل الجزيري جائزة أفضل سيناريو في اختتام الدورة الـ32 لمهرجان الإسكندرية السينمائي. و قد قامت بكتابة سيناريو الفيلم الشابة نجمة الزغيدي في حين يجسد أدوار «خسوف» كل من علي الجزيري وياسمين بوعبيد ومحمد إدريس ورؤوف بن عمر وسارة الحناشي والشاذلي العرفاوي...