في دراسة للباحث المغربي بنعيسى عسلون: مواقع الاتصال الاجتماعي: منصّات حيّة تُستغلّ لصناعة الإرهاب والموت

في دراسة للباحث المغربي والأستاذ بالمعهد العالي للإعلام والاتصال بالرباط الدكتور بنعيسى عسلون بيّن أنّ التنظيمات المتطرّفة والإرهابية أدركت نجاعة شبكات التواصل الاجتماعي واعتبرتها منصّات افتراضية مأمونة ومضمونه لتنفيذ مشروعها الإيديولوجي، حيث تفانت بشكل لافت

في استغلال هذه المنصّات للترويج لأفكارها العدمية وكسب قدر من التعاطف معها..

وتحدّث بنعيسى عسلون الباحث في دراسة نشرها في مجلة الإذاعات العربية بلغة الأرقام، أنّ الإحصائيات تشير إلى أنّ عدد مستخدمي الإنترنت حول العالم يفوق 3 مليار نسمة، منهم أكثر من 120 مليون مستخدم عربي وعدد مستخدمي شبكة الفيسبوك يقدّر بحوالي 1.53 مليار مستخدم.ويتجاوز عدد مستخدمي تويتر 302 مليون، وميسنجر 600 مليون، وعدد مستخدمي التراسل الفوري الواتساب بـ 800 مليون، أكثرمن 80 % من هذا التراسل يتمّ عبر الهاتف المحمول.

وعدد الباحث مميزات مواقع التواصل الإجتماعي التي شغف بها دعاة الأفكار المتطرّفة والإرهاب، حيث تتمتع هذه المواقع بتكلفة ضئيلة، مقارنة بوسائل التسويق والإعلام التقليدي، كما أنها عصيّة على المراقبة ويسهل عبرها التمويه والتحايل، كما أنها منصّات تحقق دعاية موسّعة وسريعة عن طريق التشبيك الفعّال بين الأفراد، وتمنح إمكانية النشر المكثّـف وفي وقت قصير للصور والوثائق التي تروّج للتطرّف، علاوة على أنها منبر لاستعراض نفوذ التنظيمات الجهادية وشراستها بغرض الحشد والتعبئة أو التخويف من مواجهتها، كما أنها فضاءات حيوية تتيح التواصل مع الشباب اليافع والتأثير فيه عبر زرع الفكر المتطرّف وشحذ العقول.

وضمّن في دراسته فحوى دراسة أخرى قام بها مركز لسياسة الشرق الأوسط تخبرنا أنّ تنظيم داعش الارهابي لوحده يمتلك 46000 حساب تويتر تبثّ تغريدات مكثّفة.وفي هذا السياق، حذّرت تقارير دولية سابقة من إمكانية استغلال الموقع الاجتماعي تويتر للتخطيط والتنسيق بين التنظيمات الإرهابية لشنّ هجمات مسلّحة. وقد تعرّض تويتر، على إثر ذلك، لانتقادات وضغوطات، خاصة بعد بثّ تغريدات تدين العنف والكراهية جعلته في موقف حرج، بين أمرين أحلاهما مرّ حجب المحتويات التي تحمل الإساءة والتحريض والعنف، أو عدم الانصياع باسم حرية التعبير التي تضمن لهذه الشبكة توسّعا وانتشارا متزايدا.

وأكد في دراسته أن فايسبوك يعتبر وسيلة لتبادل المعلومات المتعلقة بكلّ ما هو عملي وتكتيكي، كطرق صنع القنابل، أو كيفية استعمال الأسلحة وتقنيات الرماية، ووسيلة إعلامية فعالة للدعاية ونشر الإيديولوجيات المتطرّفة. عموما يمكن التمييز بين نوعين من صفحات المتطرّفين على الفيسبوك رسمية وغير رسمية. الأولى تشتغل برعاية مجموعة ما. أما الثانية فتدعم من قبل المؤيدين والمتعاطفين وتتمثّل وظيفتها الأساسية في الدعاية.

«لا شكّ أنّ لمواقع التواصل الاجتماعي نصيبًا من المساندة العامة للعمل الإرهابي الإلكتروني، وبالتالي في اتساع نطاقه وتناميه. كما أنّ سهولة استغلالها جعل منها فضاء خصبا تتسلّل إليه التنظيمات والجماعات الإرهابية لعولمة أنشطتها الدامية، وذلك عبر التسويق لإيديولوجياتها أو إثارة الرعب أو التنسيق والتواصل عن بعد بين المنتمين إليها. وكذا الدعاية والتعبئة لاستقدام عناصر جديدة، تستخدم كسواعد منفّذة تضمن البقاء لها والاستمرار لأعمالها التخريبية»، على حدّ تعبير الباحث..
وبين الباحث المغربي أنّ عمليات الاستقطاب والتجنيد انطلاقا من شبكات التواصل الاجتماعي تجري حسب الدارسين وفق منهجية محكمة تتأسّس على ثلاث خطوات مترابطة.

مرحلة إثارة العواطف، أي مرحلة التأثير الوجداني، من خلال إثارة العاطفة بواسطة وصفة الغيرة على الدين وحجة الدفاع عن القيم المقدّسة، مع الاستعانة بنصوص دينية يروّج لها في شبكات التواصل الاجتماعي. ومرحلة الترويج للأفكار الجهادية، وتتعلق بدور الشبكات في نقل وترويج المعلومات والبلاغات الداعمة لوجهة نظر الجماعات المتطرّفة. ومرحلة ثالثة وهي خطوة تتكفّل بالانتقال من مرحلة دغدغة المشاعر والتأثير الفكري والإيديولوجي، إلى المشاركة الفعلية بالقوة والعنف، وهو سلوك يجد وقعا مؤثّرا في صفوف المستخدمين للشبكات من الشباب المتشدّد، المحبط واليائس، على حدّ تعبيره.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115