«الكلمة في ديوان ” نشيد الغضب ” تراوح مكانها بين رومنسية اللحظة ، وغضب الراهن ، ورؤى المستقبل . تختزلها أزمنة إنسانية كونية ( الفرح / الشجن .... الشجاعة / السقوط ) ، وتتقاذفها مشاعر شتّى (ذاتية ، وطنية ، قوميّة ) ، لحظات متداخلة ، وأزمنة متشابكة ، تزرع الشمس ، تجرح الفؤاد ، تبعث الحياة في الموتى ، تبشّر بالغد المنشود ، تنير الدروب ، تضرم الأمل في الحيارى، تذيب بيوتا ، تبني جبالا ، تلك هي ملامح الأسطر في قصائد هذا الديوان ، تمتطي صهوة لغة مضطربة ، متأرجحة ، باحثة عن وجهها ، متلبّسة بالحيرة ..أليست اللغة وجها من وجوه الإقامة في الحياة ؟ أليست اللغة جرحا من جراحات الآن وهنا ، وهو المسيّج بالجراح : إلى اليوم ... مازال الجرح مفتوحا.. تسير عبره ... حشود الأحقاد.. يزرعون فوقه الملح.. والشوك والحقد الأسود .. والذئاب متربّصة.. هناك ... ترقب قطعان الأحلام» مستشهدا بهذه الأبيات هكذا يقدّم الناقد والأديب فوزي الديماسي ديوان»نشيد الغضب» للشاعر فريد الخديمي ..
ويضيف فوزي الديماسي :»وفي عرض الشعر ، وعلى متن زورق ضعيف الحيلة / اللغة ، تداعب أنامل الفجر وجنتي حلم الواقف في شرفة الحبر ... وعصافير الرؤى على أغصان البياض ترسم على ثغر الدنيا تباشيرعرس أبديّ ... ستائر ورديّة تحجب مفاتن غرفة الروح ... والغرفة أريج منثورعلى رؤوس الجبال ، يبثّ في قافلة السؤال شهوة الرحيل ... طفل متيّم / الذات الشاعرة بعبرات الناي ، يدفع أمامه قطيع سحب بيضاء نحو مدائن القمر ، وجحافل من عبير الفؤاد تسير على زربية ربيعيّة الهوى موجّهة وجهها شطر المعنى ... والمعنى فاتنة على شاطئ الأمل تداعب رمل الذكريات ...تدندن أغنية غجرية الملامح على إيقاع الموج الهادئ لعلّها تدرك الفلاح والتوفيق ذلك بعض من قول فريد الخديمي البكر المطالب بمزيد العناية ، والتزكية ، والصقل ، فالشاعر في تعاطيه مع قصائده كما الجنين في القرارالمكين مجبول على التطوّر والتبديل»..
ومن المقرر أن يصدر الشاعر فريد الخديمي قبل نهاية العام روايته الأولى بعنوان «الغريب»، وصدر له من قبل كتاب بعنوان «دراسة سيميولوجية للسينما التونسية».