غير أن الحلم يظل والامل في إعادة تأسيس المشروع الايكولوجي الوطني قائم مستمر..
ومسار إعادة الصعود لعربة البيئة وقطارها المترنح قد يستأنف مسيره إذا توفرت الإرادة والعزيمة والرؤية والالتزام..
فلدى الحكومة اكراهات وقدرات دمج وزارات وإعادة القطاع للتبعية أجبته صاغرا لجولة جديدة من الاحتمال والحيلولة في ظل مجال أكثر الحادية وآلية وارتباطا بحركة هادرة في دواليب الإدارة والدولة البلديات والحكم المحلي ومسار اللامركزية.
مسيرة جديدة وهيام في صحراء بحثا عن أصل و نحتا لكيان وتأصيلا لذات بعد موعد النسيان..
لبيب لم يسإل تعريفا بنفسه وظل قابعا هناك..عالقا..يجتر مرارة عقوق ابن ضال..
في الانتظار أسئلة بلا محل من الإعراب..
أين الخلل.. ؟
من اين نبدأ؟
تحيا تونس..خضراء؟
قضاء زمن الأحزاب وقدر حكم المرحلة وراهنية العاجل المتأكد..تقول يؤجل نطق لبيب برأيه لحلقة قادمة..
في الانتظار تستمر ملحمة النظافة والعمل البلدي والحكم المحلي الرشيد...ويظل حال قطاع البيئة على ما هو عليه..حتى فرج موعود..
التشجير والمحميات وثرواتنا ومشاهدنا..
شريطنا الساحلي الهش..الراية الزرقاء.. المغيبة..
آثار التلوث الصناعي العريق..
مكافحة التصحر..واستدامة النمو..مهن خضراء..رسكلة وفرز وتثمين.. طاقات متجددة..بناء ايكولوجية.. فلاحة ببو....واقتصاد أخضر..تنوع بيولوجي.. تغير المناخ.. تربية على البيئة..
خطط استدامة التخطيط وبناء مستقبل المدن..
مئات آليات العمل البروتوكولات واتفاقيات العمل البيئي الدولية...و..
كلها لا تستدعي جهدا اكبر..
المرحلة تقتضي الصبر والتقشف..
البيئة قد تأتي يوما في ترتيب أفضل..في الانتظار.. حلم لبيب..ان يرى هبة الحالمين واجتماع كلمة الفاعلبن والعلماء والناشطين والخبراء والجمعيات والمربين و..لإعلان زفرة أخيرة قبل انطلاق العربة الاخير ة إلى هوة الانقراض..
بيئتنا أمانة جيل قادم..برقية الراهن..ماذا صنعتم؟
مؤشرات البيئة أثر لفعل وبضاعتكم ردت إليكم..أين أنتم؟
حال الطبيعة وبيئة الوطن المتصحر المنجرد المصفر.. القاحل..بعض صنيعنا.. ماذا نرد؟
في الواقع ثراء تشريعي ومؤسسات فريدة.. وزخم كفاءات وقدرات.. وفرص دعم وتمويل وإسناده من الشركاء.. فلم الغياب؟
في البدء كان الحلم..وفي اىمهد انطلاقة بهمس ولمس وفعل وردية المشي والركض نحو حدود اللامستحيل..
هنا رجال ونساء يشهد العالم أنهم يوشكون ان يرسموا مشروع مجتمع رائد في الخضرة والاستقامة أو ضبطت البوصلة وجمعت الطاقات واستنفرت الهمم في سبيل إيقاظ الضمائر الغالية..
العالم حولنا يرقب..وضميرنا البيئي الجمعي المخدر يرتقب هزة تزايد تحريك السودان الراكدة وتعلن بدء تشكيل نظام تربية وتنشئة على المواطنة البيئية حتى ينخرط الجميع بلا استثناء ولا هوادة مع فريق المسؤول البيئي الطموح لإعادة تشكيل تونس الخضراء..
إننا حيث لا برنامج للتربية البيئية.. لا جهاز للاتصال البيئي. لا رهان على التنشئة بكافة مستوياتها الأولية والثانوية.. لا أدراك لخطورة المخطط والقرار.. المؤجل ليوم القيامة..
قبل ثمانية أعوام اقترح حبيب لبيب المغدور بعث هيكل للاتصال البيئي يضم كل اجهزة الطفولة والتربية والثقافة والإعلام والوعظ...في برمجة وتسيير وتفكير محكم لضبط خطة شاملة لإعادة بناء الوعي والمواطنة..البيئية..لم تأبه المسؤولة انذاك وألقي المقترح في مصب عشوائي..
فكرة تبدو بسيطة ومن قبيل الترف.. وهي المصير لو يتلقاها صاحب الشأن
وأعدت الاقتراح مرارا..جمعوا اهل الذكر ووجدوا القدرات والارادات..ابدؤوا الآن..وشركوا المختصين الصادقين بما فيهم القدماء والخبراء وأولهم اهل التربية البيداغوجية والعلوم الإنسانية والثقافة..
بدون الخطوة المغيبة..المرحلة ليوم بعيد.. .يظل فصام نكد..وتستمر..جولات ما رأيتم إلا ما أرى.. . حلقة مفرغة لانهائية في استهلاك الجهد بين حملات نظافة ورقابة بيئية..ولزوم ما يلزم من برامج وتقارير وجلسات و...... ومداواة الداء بالدواء..وتضيع البيئة هباء..
المعنيون.. لا المسيسون.. وفد خاطبتهم مرارا..عبثا..
وللتاريخ ومن المفارقات في حملة شبكات جمعيات بيئية قبيل انتخابات 2019ابرز من اجابنا من مرشحي الرئاسة..عدد من أعضاء حملة رئيس الحكومة المتخلي الذين أكدوا على الاهتمام المبدئي الراسخ والالتزام بالبيئة والاستقامة والاقتصاد الأخضر..!!..
المسألة من الحيوية والتأكد بحيث تتطلب حدا من الجد والمسؤولية...
لا بد من حد من اليقظة والمبادرة لاقتراح السير إلى إنشاء رؤية وسياسة وطنية للبيئة تلوم على حوكمة قدرات وكفاءات الفاعلين ومشاركة المعنيين بلا إقصاء في التشخيص والتبيين ووضع خطوط برنامج ورؤية بيئية زميلة وذات طالع استراتيجي لا تكتفي بإصلاحات وإنجازات مظهرية وجزئية وإنما تعيد ترتيب البيت بدءا من الذهنيات وتجمع الهياكل والفاعلبن وتحشد طاقات وهمم الأفراد والمجموعات في مسار مشروع مجتمع وبرنامج دولة وخطة مصير يرنو لان تكون تونس من جديد أمة خضراء لمؤشرات العصر ومقاييس ولغة الحداثة ومقاييس الراهن.
معالم في طريق لبيب ...
- بقلم سليمان بن يوسف
- 09:09 14/09/2020
- 2510 عدد المشاهدات
كتب الصبر تلاقيا جديدا وعودة البيئة لضمة صعبة في اتجاه معاكس لمنطق الولادة والنشوء والارتقاء..