عوامل التلوث والإهداء ومسببات انبعاث الغازات المولدة لمظاهر تغير المناخ تتصاعد ، ومعها انحدار كارثي لظروف عيش سكان الكوكب وبخاصة في إفريقيا، حيث أبرز مظاهر التدهور وتمظهرات التغير المناخي من جفاف وكوارث طبيعية وتضاؤل أسباب بقاء وعيش مئات الملايين من سكان القارة السمراء.
بعيدا عن الشعارات الاستعراضية والخطب الجوفاء، الموجهة للاستهلاك، يتنامى التزام ناشطي البيئة وفاعليها من الشباب في أنحاء القارة، لوقف تيار الانخرام والتدهور والفناء، وتتحرك عشرات الجمعيات ومئات المتطوعين، ومن بينهم أبناء جمعية المواطنة والتنمية المستدامة، ضمن برنامج نفذت إحدى أنشطته على في إطار فعاليات مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ نفذتها جمعية المواطنة والتنميةالمستدامةAC2D هي حملة تحسيسية حول التغيرات المناخية وتداعياتها في كل من ولايات سوسة (بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بسوسة يوم الخميس 12 ديسمبر على الساعة الثانية بعد الزوال) والمهدية (بالقسم الإيكولوجي غابة الدويرة بالشابة يوم الجمعة 13 ديسمبر على الساعة الثانية بعد الزوال) وتوزر (بمقر جمعية المنحلة للمواطنة الفاعلة يوم السبت 14 ديسمبر على الساعة الثانية بعد الزوال) بالتعاون مع كلية الآداب والعلوم الإنسانية بسوسة وجمعية أحباء الشابة وجمعية المنحلة للمواطنة الفاعلة afrique.orgبتوزر هي الحملة الممولة من طرف منظمة350.
انطلقت من حقيقة أن تغير المناخ ليس وهما أو حدثا مرتقبا وإنما هو واقع معيش يتجلى أمام أعيننا جميعا ويهدد راهننا ومصائرنا.
ويجمع جل العلماء المختصين في المناخ أن الأنشطة البشرية تفرز ثاني أوكسيد الكربون عبر حرق الخشب والأحفوريات تولد ارتفاع درجات الحرارة العالمية بما يزيد في الأحداث الجوية القصوى كالجفاف والفيضانات.
وعلى المدى القصير، تأكدت زيادة بدرجتين في مستوى الحرارة عالميا، ويعني ذلك حصول تغيرات ستؤدي إلى حدوث زيادة في الظواهر الجوية القصوى.
وإذا كانت الدول الشمالية بدأت في حرق الوقود الأحفوري قبل 300 سنة، فإن دول إفريقيا تلجأ اكثر فأكثر إلى الخشب والغاز لإنتاج الكهرباء، ولذلك يتوجب تقليص ثاني أوكسيد الكربون، وإلا فإن تغير المناخ سيكون كارثة تهدد حياة ملايين الأفارقة. .
ويرى خبراء ان الأفارقة بوسعهم التعلم من تجارب البلدان المتقدمة وهيكلة اقتصادياتهم واللجوء للطاقة المتجددة والنظيفة الشمسية والهوائية المتاحة، بما من شأنه المساعدة في حل الأزمة المناخية وإخراج ملايين الأشخاص من الفقر.
وتملك عديد البلدان الإفريقية مناخات ملائمة للطاقات الشمسية والهوائية والتكنولوجيا الأقل الكلفة.
كما أن الطاقة الشمسية تزيد في فرص المجموعات الصغيرة للتزود بالكهرباء..
وقد تأكد أن صناعة الطاقة الأحفورية هي مركز الأزمة، ولذلك يطالب الناس في بلدان مثل نيجيريا ومصر وغانا وكينيا وإفريقيا الجنوبية وجمهورية الكونغو بأن يبقى الوقود الأحفوري في باطن الأرض ، وأن تختار الحكومات الطاقة الشمسية والهوائية النظيفة وأن يسلك باقي العالم نفس النهج.
في هذا السياق تتقدم حركة إفريقيا ن معتمدة على روح عمل جماعي بعيدا عن روح الزعامة لتنفيذ حملات محلية في كافة انحاء العالم.350.org
ويجتهد فريق صغير من موظفي المنظمة على تأطير آلاف المناضلين في كافة أنحاء القارة .
وتبقى مسألة المناخ قضية قوة، وبأكثر دقة قوة كهربائية تحفظ الأضواء مشتعلة، ولدى الفريق قناعة بأن افضل طريق لتنظيم نشاط مهم حول تغير المناخ هو التصدي لسلطة الصناعة الأحفورية مع المواطنين الذين يحتشدون في عمل جماعي.
وتتميز المنظمة بالتواصل الالكتروني والشبكي، وتعبئة المشاركين لتنفيذ مثل هذه التحركات.
ورغم الفشل الذريع الذي عرفته أشغال مؤتمر كوب25 على صعيد المخرجات والقرارات، فإن بادرة الجمعية التونسية الفتية مع منظمة «350إفريقيا.أورغ» خطوة طريفة ومميزة في اتجاه التواصل مع الشباب والطلبة وغيرها من الفئات الهامة من الشباب وتغيير بعض العقليات السائدة وتبديل الذهنيات نحو اهتمام مناسب بمثل هذه القضايا الكونية، وطرح الجوانب الفنية وإمكانات المساهمة الإيجابية في التغيير نحو الأفضل، وتيسير الانتقال الطاقي والبيئي وتجاوز المسببات المختلفة لمظاهر تغير المناخ.