قبل أيام، أكد لي كاتب الدولة للتنمية المستدامة السابق منير مجدوب، انه متفائل بقرب حلحلة إشكال النفايات بجربة لتظافر جهود بلدياتها مجتمعة في نفس الاتجاه..
منذ أسابيع، وقعت وزارتا السياحة والبيئة اتفاقا هاما يقضي بإزالة مظاهر تلوث عالق بجزيرة الأحلام..
قبل عامين، أعلن أحدهم..إن تونس مهددة بالتغيرات المناخية على المدى الطويل واختلال العوامل المناخية المعتادة كمعدلات درجات الحرارة والتساقطات والرياح، وهي مهددة، بحلول سنة 2030 ،بارتفاع مستوى سطح البحر على الشريط الساحلي سيما على مستوى قرقنة وجربة.
وأضاف أن جزءا من جربة وقرقنة سيكونان تحت الماء في 2030 بسبب ارتفاع مستوى سطح البحار.
ولئن تسربلت نبرة الخبير بلغة واقعية حادة ومرة، فإن الطابع الجمعياتي لكثير من متصدري الفعل في جربة، يوحي بحيوية وليدة، تنبثق من بين رماد المتاعب، وانكسارات الأمس القريب,
فجربة التي عرفت لسنوات، نوعا من العزل والاستثناء، لاعتبارات مفهومة، لاسيما في الحقبة البورقيبية، قدمت خلال السنوات الأخيرة عددا من اللوحات الفريدة، لإرادة بلدة حالمة، رفضت الضيم، وطردت المحتلين، وصاغت على طريقتها رونقا جماليا عز نظيره.
وفي قصة أهالي جربة الطويلة، فصول ذاكرة تأبى النسيان، وعزم متين على استدامة الحياة.
الأرض عطشى، وزيتونها صامد.
والتربة، محمرة، ولكنها تنبت ما يكفي ليعيش الناس قرونا.
والمكان محاط بالبحر، ولكنها الأكثر أمانا.
عشرات الفنادق تستنزف الثروات، والبحر يعرف ذات الجاذبية، وطبيعة الجزيرة تشهد، أنها السحر والفتنة والإبهار.
هل زال الخطر؟لا، ليس بعد..
لذلك، مع هبة السياحة الموعودة، في ظل إدارة ابن جربة ريني الطرابلسي لحقيبة القطاع الشريان الرئيسي للاقتصاد(مع الفلاحة والفسفاط) ، يتعزز العمل على ضمان سلامة الموارد، وتكييف النشاط السياحي مع متطلبات ديمومة الموارد، واستمرارية تجددها .
المناطق الرطبة بالجزيرة ثلاثة أو تزيد، بين قلالة ، بين الوديان وراس الرمل، وللا حضرية، وبها مآلف لطيور، ومشاهد طبيعية أخاذة، ومجالات لنشاط رياضي وسياحي وترويجي غني بالوعود.
مشروع جمعياتي بيئي بلمسة محلية، ودعم دولي، يرى النور تدريجيا على امتداد سنة، بإمضاء جمعية المواطنة والتنمية المستدامة، من أجل تركيز مسلك سياحي بيئي جديد حول تثمين المواقع البيئية، وتشخيص الثراء الايكولوجي ولا سيما من حيث الطيور في سبيل إثراء المنتوج السياحي عبر رافد جديد قد يكون له أثر مختلف في دعم السياحة البديلة بمنطقة عانت لعقود من تنامي نشاط استنزف الموارد وهدد سلامة الشريط الساحلي الهش بالجزيرة.
كما يتقدم وعلى خط مواز مشروع جمعياتي يبشر بإضفاء لمسة جمالية على بطاحات جربة، ويهدف لتغيير صورة هذا الناقل التاريخي لزوار الجزيرة وسياحها، بتزويد جنباته بشحنة رمزية غنية بالرموز والدلالات المرتبطة بالجمال الطبيعي والثقافي والتقليدي، ليتسنى للعائد استعادة لحظات من رحلة لا تمحى، لكن ب "سلفي" جدير بالاستعادة المكررة، لتثبيته صورا موحية وغنية بالمشاهد الفنية، لا بآثار ترهل وصدإ و..
وقد تبقى بعد الرحلة، في ختام المشروع الواعد، خواطر من قبيل:جربة جميلة و ارضها مجملها
يا سعد من يدخلها يحوس قدا زيتونها ونخلها.
جربة بلاد سياحة بلاد ثيقة والهنا والراحة
يا وكل من يدخلها يندم على مرواحة
يا وبعد ثلاثة شهور كل حد يبغي يشبحك ويزورك
شوف السماء اللي خلق و بحوره الحوتة المليحة في شبكته يحصلها.
جربة جميلة وناسها مفيدة فازت على البلدان في خصايلها
هي حنينة و ربي الكريم عطاها قداش وتلا تزيد في منظرها في جوها واترابها و بحرها بطاح الجرف الجيم يخدم ليها مطارها و جليزها نشكرها تقولش عروسة راكبة على جملها.
ولملايين من أحبائها من كل أنحاء الدنيا، قريبا أوليس تعلن..فوق أرضي أيضا، للبشر وسواهم، ما يستحق الحياة..