ماذا لو تلقيت الرسالة، أو بلغك نبأ تعيين أحد أبنائك ، اخيرا بهذه الخطة؟
سمعت بأم أذني قبل نحو عشر سنوات وزير بيئة سابق يردد: حين التحقت بديوان التطهير ، سخطت أمي وذعرت وهي تعلن: يا للهول ابني درس في الجامعة ليعمل في الآخر..زبالا..
في خطوة رائعة قامت بها دولة الصين العريقة في نصب تمثال لعمال النظافة..
وهل يعلم بعض الشباب ، انه وفي اليابان يطلق على عامل النظافة “مهندس الصحة ” براتب 5000 إلى 8000 دولار أمريكي في الشهر ، كما يخضع لاختبارات خطية وشفوية، وتعتبره اليابان من أهم موظفي الدولة، وتحرص على أن يعيش حياة كريمة، بالإضافة إلى تجهيز منازل عمال النظافة بالكامل وتوفير كافة الأجهزة الكهربائية والترفيهية.
في ألمانيا نال عامل النظافة المركز الأول في الحصول على وظيفة «عامل النظافة» من أصعب الأمور في الولايات المتحدة، حيث يتهافت عليها آلاف المواطنين كل عام، ولكن اختيارهم لهذه المهنة يتطلب الانتظار لوقت طويل جدًا قد يصل إلى 8 سنوات، لذا يُعرف سكان «التفاحة الكبيرة» الذين يعملون في هذه المهنة بالأبطال.
الأولى من بين المهن التي حازت على تقدير سكان مدينة برلين الألمانية، حسبما أظهر استطلاع أجراه معهد “فورسا” الألماني لبحوث وقياس الرأي العام، وشمل الشركات المحلية والدولية العاملة في العاصمة الألمانية
يشترط القانون البريطاني على أن يكون المتقدم لمهنة «عامل النظافة» بريطانيا لا يحمل أية جنسية أخرى احترامًا لتلك المهنة وفى العاصمة السلوفاكية «براتيسلافا»، بشأن عامل النظافة، صممت الحكومة تمثالًا لعامل نظافة، تخليدًا لدوره وقصته التي مني منها بخسارة عاطفية، صاحبها «شعور بالاكتئاب، وغياب القدرة على المداومة والاستمرار»، .أحب عامل النظافة السلوفاكي فتاةً، وكان أن بادلته الشابة المشاعر ذاتها، حتى حان موعد الحديث عن العمل، ليقول لها: «أنا عامل نظافة»، فهجرته دون وداع.
لم تكن الفتاة شجاعة بالقدر الكافي كي تصارحه بذلك، فواعدته على شرب القهوة معه، فأخلفت وعدها، وبقيّ هو في انتظارها، يوما بعد يوم، وفي التوقيت ذاته، وفي المكان عينه.
ولما علم أصدقاء المكلوم بالخبر، تعاطفوا مع مصابه، وكانوا يجالسونه في شرب القهوة لمواساته. وبعد وفاته، أقيم له تمثال، وبنيّ مقهى إلى جواره، كي تأتي الناس لشرب القهوة معه، والتعبير عن حبهم له، والتعاطف معه، وتقديرهم للعمل، والعمال، وعمله وتضحياته على وجه الخصوص، كي تكون «براتيسلافا» نظيفة. كل ذلك مع طقس ثابت، حرص على تأديته الجميع، وهو مسح قبعة عامل النظافة.
لا يحتاج الغرب والبلدان المتمدينة إلى إقرار يوم سنوي لعامل البلدية أو مهندس النظافة كما يلقبونه، لأنه واحد من المشتركين في دورة الحياة اليومية التي تجمع الكادحين بالفكر والساعد من الأمير إلى عامل الصغير دونما تمييز ولا تحقير.
أما عندنا فالأمر مختلف لأننا دأبنا على تهوين العامل اليدوي، وتصغير الكادح باليد والساعد، ناهيك عن جامع القمامة وأعوان النظافة بالبلديات، ومهنتهم الشريفة التي طالما لقبت بـ«الزبال».
لم تمح الوصمة من البال ولم ترفع من المخيال الجمعي، ودليله أن الكثيرين ما زالوا يرددون كما في الأمس القريب والبعيد، إذا لم تدرس وتنجح ستعمل زبالا.
عندنا، ورغم كل شيء يبقى الأمل قائما، مع فئة جديدة من أعضاء المجالس البلدية المنتخبين والمتحمسين لجسر الهوة مع ناخبيهم، والتعامل الإيجابي مع مقدرات بلدياتهم وفي مقدمتها رأس المال البشري وبينه أعوان النظافة.ا
هل فكرت يوماً ان تمارس وظيفة عامل النظافة ولو ليوم واحد فقط تقديراً لهذه الوظيفة ..؟
في هذا السياق، وقبل ثلاث سنوات تقريبا قامت جمعية بيئية في منطقة العمران بتنظيم يوم تطوعي مع عمال بلدية المكان ورافقتهم في عملهم اليومي قبل تنظيم حفل تكريم على شرفهم أثلج صدورهم وأدى بأحدهم إلى التأثر حتى البكاء.
عملت الجمعية دون جدوى على تعميم التجربة وإطلاق نداء لإقرار يوم وطني سنوي للمنظف البلدي، احتفاء بهذه الفئة المهمة والمساهمة في الصف الأول في الوقاية من الأمراض والأوبئة ومن سائر منغصات العيش.
في بلدي تسير الأمور بوتائر متفاوتة، وتزداد المطالب وتعلو أسقف التطلعات والطموحات..
بشائر متتالية من دعم وتجهيزات وتطبيقات وتمويلات للبلديات وتحديث للمدن الذكية و..
ومع التوق لتحسن المؤشرات، لن يصلح الحال ويتحلل المأمول، إذا لم تعدل المعايير والقيم، وتصوب النظرات والمقاييس ليقدس العمل، وتقدر الأشغال ايا كانت، ويعرف لخادم المجتمع، مهندس النظافة قدره وقيمته واعتباره.
هل يتحقق يوما، إقرار يوم وطني للمنظف البلدي، ربما..لم لا، ارتقب..