لرفاه شعوبها وكرامتها. فالماء الذي يزداد ندرة واستقطابا للطامعين والمتحالفين والمخططين لتكييف واقع الاستقطاب والاستغلال وفق المصالح والمشاريع السياسية والجيو استراتيجية.
الماء أساس الحياة على سطح الكرة الأرضية فلا يستطيع الإنسان أو الحيوان أو النبات العيش دونه أو الاستغناء عنه، ومع مرور الوقت تقل مصادر المياه الصالحة للاستخدام بسبب تعرضها للتلوث وللزيادة الهائلة في أعداد السكان والتي تسبب استهلاك المزيد منها، إضافةً إلى ندرة مصادرها وسوء استغلالها واستعمالها من قبل الإنسان لذلك وجب عليه ترشيد استهلاكها والحفاظ عليها، كما وجب على الدولة والحكومات القيام بحماية مصادرها خوفاً من نفاذها والتعرض لمشكلة الفقر المائي.
الماء رحمة من الله، ولكنها قد تتحول إلى محور صراعات وحروب في أمد قريب لا قدر الله.
كل ذلك يحرض على تغيير نمط العلاقة مع الذهب الشفاف وتعديل صيغة التعامل مع المنجم الأزرق الذي قد ينضب
وقد عرفت بلادنا في الفترة الأخيرة التماع اضواء حمراء أشرت لاحتمالات اللجوء القسري للتقسيط وتوقف التزويد لفترات زمنية متفاوتة
لكل ذلك ومع جهود التعبئة وبرامج التخطيط الاستراتيجية الكبرى توجب رسم خطط محورية مدققة ومركزة لنشر الوعي وتكييف سلوك المجموعات السكانية والمستهلكين وخاصة في مجال الزراعة المستنزف الأكبر للثروة المائية مع نسبة إهدار معتبرة، وكذلك المؤسسات العمومية والإدارات، والموظفين، وخاصة الناشئة والتلاميذ.
لا بد من رسم مخطط شامل لا يستثني فئة ولا قطاعا لضمان توفير أكبر قدر من ثروة لا تقدر بثمن.
ومن أولويات الخطة ترشيد استهلاك الماء مع بناء السدود والخزانات العملاقة لتجميع المياه وتخزينها لاستخدامها لاحقاً عند حدوث شح في مصادر المياه ونشر الوعي بين الناس وتعريفهم بكيفية ترشيد استهلاك الماء وكيفية استخدامه بالشكل الصحيح عن طريق عقد الدورات وتوزيع النشرات عليهم، وكذلك إصلاح أي عطل أو تسريب في شبكة المياه سريعاً، والحفاظ على هذه الشبكة من الذين لا يقدرون قيمة الماء وأهميته.
كما تقتضي البحث عن مصادر بديلة للمياه مثل: تحلية مياه البحر والاستفادة منها، وكذلك معالجة مياه الصرف الصحي لتصبح صالحة الاستخدام في المجالات الزراعية ومجالات الصناعة وإنشاء الآبار الارتوازية لتجميع مياه الأمطار واستخدام تقنيات الحصاد المائي المتعددة لتجميعها. وينبغي العمل على وضع قوانين لحماية الماء من التلوث وتغريم كل من يتسبب في تلوثه واستنزافه. وعلى المؤسسات المعنية ترشيد استهلاك الماء في مجال الزراعة كري المزروعات في الصباح الباكر أو عند مغيب الشمس حتى لا تتعرض المياه إلى التبخر بشكلٍ كبير، مما يدفع المزارع لإضافة كميات أخرى من المياه لري المزروعات لتحصل على كفايتها منها. استخدام أساليب ري حديثة مثل: التنقيط والابتعاد عن أساليب الري القديمة مثل: الغمر، وبالتالي تتم المحافظة على أكبر قدر من المياه من الاستنزاف والإسراف. وتوجيه نصائح لترشيد استهلاك الماء في المنزل باعتماد الدوش عوضا عن الحمام، وفتحه عند الحاجة فقط وإعادة غلقه وتجنب استخدام الحمام الذي يستهلك 140 لتراً في المرة الواحدة وذلك إلى جانب تفادي غسيل السجاد بواسطة خراطيم المياه إنما بواسطة الآلات أو الشركات المختصة بذلك، كما يتوجب مراقبة طريقة استخدام الأطفال لأدوات المياه وحثهم على الحفاظ على المياه وعدم الاستهتار بها. ويمكن مع الاستعداد للموسم الدراسي القادم استنفار كل الطاقات لبناء خطة شاملة للتربية على ترشيد استهلاك الماء في كافة مستويات التعليم.