وتعددت نقاط الاستفهام، وحوصرت العقول وانحسر المجال الحيوي للتحرك والمناورة,,في الانتظار..
هل يجدي السؤال؟
من في إمكانه اليوم الإجابة عن أسئلة متراكمة، على طريقة طوابير متراصة أفقيا وعموديا بشكل حاجب لكل رؤية، في غياب رؤية متكاملة بعيدة المدى؟
من يسعه تقديم البديل عن الفعل الانعكاسي ، والتدخل الترقيعي الطارىء، المستعجل تحسين المظهر، قبل تشخيص الجذور وتحديد مصادر الأدواء ومصادر المعضلات؟؟
حالنا أوسع من مجال نظافة أو ترهل أشجار أوتدهور مساحات خضراء..
ضمير بيئي جمعي، غادر ولم يعد، هل ذهب في إجازة، أم هي غربة ومنفى، أم وقفة تأمل؟
هل يتوقع، للبيب رجوع أم أنه محسوب على سيئي الذكر، وشماعة مسحت فيها ذنوب كثيرة، وسيئات أمس قريب؟
هل يحين قريبا أوان، ولادة هيئة التنمية المستدامة وحقوق الأجيال القادمة، ولادة طبيعية ، ويهنأ المواطنون بمكسب، اقره الدستور قبل أربع سنوات، وتأخر موعد خروجه للنور، بفعل فاعل، تقديره,,نحن؟
هل يلقى متساكنو رادس وما جاورها جوابا مقنعا على هواجس وكوابيس تخص مخاطر حذف ثلث المتنفس البيئي بمنتزه رادس، بفعل مد طريق سيارة، واحتمال تدمير ثلث آخر بتوالي حضائر البناء؟
تتوالى أسئلة إنكارية، جوابها في الغيب، وفي سرائر ضمير (مستتر تقديره نحن)، من اين يصلح حالنا البيئي، وقد اختطف «لبيب» واقتيد إلى جهة غير معلومة؟
هل ما زال من حقنا الحلم، بأفق لا تشوشه مناظر القمامة المتناثرة، والبناء الفوضوي، والضوضاء واستباحة العمومي المشترك؟
هل يهتدي البيئيون في غياب هيكل مختص ومفرد بالبيئة، بعد إدماجها مرارا في ظل وزارات أخرى؟
هل يجوز انتظار غد قريب ينشأ فيه مواطن بيئي، في غياب مواد تنشئة بيئية متكاملة في شتى مستويات التدريس؟
هل يحق لنا أن نتفاءل، والهيئة العليا للتنمية المستدامة وحقوق الأجيال القادمة المقررة في دستور 2014 لم تدرج بعد في جدول أعمال البرلمان؟
هل يحسن أن نتسلح بأمل ما، والتونسي لا يبالي بما يجري خارج بيته ، في محيطه المباشر؟
وهو يتذمر من تواتر مشاريع قوانين ومؤسسات مكلفة بالرقابة ومؤهلة لزجر المخالفين؟
وهو، يتأسف لتناقص الأكياس البلاستيكية الموضوعة على ذمة الحرفاء مجانا في المساحات التجارية والصيدليات؟
شيء ما لم يتحرك في الاتجاه السليم..
«قانونيو» البيئة ومختصوها، لم يفرضوا كلمتهم، ليستأنف تشكيل مجلة البيئة، وتولد أخيرا نصا وروحا وإطارا محددا لمعالم السلوك وبوصلة التنظيم والترتيب والقرار..
مئات الجمعيات البيئية الوليدة، أنشطتها وتظاهراتها لم تغير من الواقع الشيء الكثير..
عشرات الخبراء والناشطين والمتيمين بالبيئة، لم يفلحوا في تغيير مسار الحال السهل المعتاد..وظلت البيئة في مؤخرة الهموم، وهيئتها، آخر المنتظرين في طابور الهيآت الدستورية المرشحة للتفعيل..
ما المطلوب، ليكتمل النصاب، وينتعش في قلوب الجميع، ضمير بيئي، قد لا يحمل رمزه إلا «لبيب» القديم؟ لست أدري..