ومن مساوئ هذا الإفراد المناسباتي للتعامل مع الشجرة ، تبسيط الدور الحيوي للشجر ، وتسطيع الإدراك الجمعي وخاصة لدى الناشئة لخطورة المشاركة الجماعية المنتظمة في مجهود صون الثروات الغابية وتعزيز الغطاء النباتي والغابي
والمحطة الوطنية، وإن ظلت سنة حميدة وموعدا هاما للتقييم والمحاسبة وشحذ الهمم، فإنها تظل قاصرة وأبعد عن الإيفاء بالحاجة والاستجابة لما تقتضيه حالة المنظومات البيئية والطبيعية في العالم، وبالأخص في الجهات التي تنتمي لها بلادنا وهي ذات الصبغة الجافة وشبه الجافة والتي يغلب عليها التصحر بكافة عوامله وتمظهراته
ويخفى على العامة ما تعانيه الغابات من عوامل تدمير وتعرية وإبادة للمقدرات النباتية والحيوانية، ومن ذلك الرعي الجائر والصيد العشوائي والمحظور، والاعتداء الممنهج عبر القطع والبناء وغيرها من الأنشطة البشرية غير الصديقة للغابة
ويرى الخبراء أنه على الجهات الساهرة على التشجير والغابات الدعوة لحماية الغابات من القطع والرعي الجائر من قِبل بعض الفئات المجتمعية، ويكون ذلك من خلال فرض العقوبات الصارمة والشديدة التي تمنع أي شخصٍ من الاقتراب من الشجر أو محاولة قطعه.
كما يتحمل المجتمع والدولة معا مسؤولية حماية الأشجار من الحرائق التي قد تكون لأسبابٍ طبيعيةٍ مثل ارتفاع درجات الحرارة بشكلٍ كبيرٍ مما يؤدي إلى اشتعال الأوراق والأغصان الجافة، أو قد تنشب لأسبابٍ من صنع الإنسان مثل إشعال الفحم أو النار للطهي وتركها دون إطفاء، فيُمكن حمايتها من خلال رش الأرض بالماء في أوقات ارتفاع الحرارة ومنع المتنزهين من إشعال النار إلّا في الأماكن المخصصة.
التشجيع على التشجير والاستفادة من المناطق الصحراوية.
ويتوجب على الجميع بمن فيهم مرتادو المحميات والحدائق والمساحات الغابية للتنزه، المحافظة على نظافة الغابات وعدم رمي النفايات والأوساخ التي قد تؤدي إلى تلوث الأشجار وإيقاع الضرر فيها مثل موتها وسهولة اقتلاعها من جذورها.
ولعل من أدوار المجتمع المدني ومن ورائه المواطنين حماية هذه الثروات وتنميتها وتثمينها بناء على قاعدة صلبة من المعرفة والإدراك العميق للوظائف الهامة والاستراتيجية للشجرة وللأنظمة الغابية بشتى خصائصها ومواقعها الجغرافية
ومن هذه المساهمات الموكولة للجمعيات تنمية الوعي بأهمية هذه الموارد وإعلان المواقف وإطلاق الصيحات إن اقتضى الحال والصدع بما يجب أن يقال بخصوص حال الغابات وما تعانيه من عدوان ومظاهر عبث وتخريب بما فيه الصيد الجائر والحرق المتعمد والمتزامن الذي عرفته البلاد مؤخرا
ويتوجب كذلك على ناشطي الجمعيات في كل مناطق البلاد القيام بتحركات ميدانية وذلك بالرصد والملاحظة ومراقبة الغابات وما تتعرض له من أنشطة وضغوط والسعي بالوسائل المتاحة للحماية ومنع أي نشاط من شأنه تدمير التوازن البيئي والإضرار بالغطاء الغابي تحت أي غطاء أو تعلة
كما يحسن أن تتشكل أحزمة جمعياتية فاعلة ونشيطة تتقدم المجتمع وتكون طليعة الوعي والفعل الإيجابي الذي يصون الثروة الغابية ويصد عنها أي معتدي
كما يناط بالمجتمع المدني دور، عملت بعض مكوناته على تجسيده في مناسبات منها مبادرة فايقين لبيئتنا يوم14 أكتوبر المنقضي بزغوان، في تحرك جماعي رمزي، خارج التاريخ التقليدي السنوي للاحتفال بعيد الشجرة، وبعيدا عن الإشراف والتوظيف الرسمي ولزوم ما يلزمه.