إلى تونس إلى موفي شهر أوت المنقضي عتبة المليونين وهو رقم مهم إلا أنه لا يرتقي بالمرة إلى ما كانت تسجله الوجهة التونسية قبل سنة 2010 حيث كان عدد السياح الأوربيين يتأرجح بين أربعة ملايين ومائة ألف سنة 2008 وثلاثة ملايين و748 ألف سنة 2009 .
وقد كانت السوق الفرنسية في المقدمة بأكثر مليون وافد مع تحسن مطرد في السوق البريطانية التي كانت تسجل تطورا مسنودا ومن فئة الرقمين حتى بدأ الحديث يتعالى بين الفاعلين في السياحة عن قدرة الوجهة التونسية على استجلاب نصف مليون سائح بريطاني، بعد أن وصل العدد في 2010 إلى أكثر من أربع مائة ألف سائح كما عرفت السوق الألمانية تحسنا بدرجة اقل، ثم أسواق بلجيكا وإيطاليا واسبانيا وبعض أسواق أوروبا الشرقية وفي مقدمتها السوق البولونية.
التحسن المسجل بشكل عام في الموسم الجاري والذي فاق الستة ملايين سائح في نهاية شهر أوت لا يمكن أن يحجب أيضا حقائق عدة عن أداء الموسم والتي لم ترتق بعد إلى مؤشرات ما قبل 2010 من ذلك التراجع المسجل في عد الليالي المقضاة بالنزل مقارنة بسنوات ما قبل 2011 حيث تهاوت نسب الليالي المقضاة بالنزل 50 % مما كان يسجل قبل 2010 والتي كانت تقارب 40 مليون ليلة. ففي سنة 2008 تم تسجيل 38 مليون و112 ألف ليلة في حين أن عددها هذه السنة إلى موفي شهر أوت بالكاد تجاوز 16 مليون ليلية إي بزيادة 15.3 % مقارنة مع العام الماضي. لكن بالقياس مع كان سائدا قبل 2011 فالفرق يبدو مختلفا بكل المقاييس.
بالتوازي مع هذا المؤشر لا يمكن بأي حال أن نتناسى في هذا الشأن طاقة الإيواء المستغلة من الغرف المتوفرة في كامل المحطات السياحية بالجمهورية والتي كانت تقدر بـ 176 ألف و 804 سرير مقابل 185 ألف و527 سرير في العام الماضي أي بـ 7.4 % أقل من عدد الأسرة التي وضعت في الخدمة العام المنصرم.
أما بالنسبة للمؤشر الثالث الهام في القطاع السياحي والمرتبط أساسا بعدد الوافدين وإنفاقهم فأن الملاحظ هنا أن عائدات القطاع قد جاوزت الأربعة مليار دينار وهو رقم بالغ الأهمية إذ لم تسجل السياحة التونسية مثيلا لهذا العائد من قبل لكن أي بزيادة تربو عن 6.46 % عن الموسم الماضي لكن عند مقارنة العائد بالعملة الأجنبية وخاصة اليورو نجد الفوارق بينة بين 2010 والسنة الجارية ففي سنة 2009 كان مجمل العائد إلى موفي أوت في حدود مليار 156 مليون يورو تقريبا زمانها كان وضع الدينار أفضل من اليوم أمام العملة الأوروبية لهذا كان العائد بالدينار تقريبا في حدود المليارين و 100 مليون دينار مقارنة بذات الفترة.
عموما نتائج الموسم بالإجماع تبدو جيدة بعد ما تعرضت إليه الوجهة السياحية التونسية من مصاعب خاصة بعد حادثتي باردو وسوسة وما تلاهما من جرائم إرهابية كانت تأثيراتها ثقيلة ووازنة على الوجهة خاصة في الأسواق الأوروبية التي كانت العمود الفقري للسياحة التونسية باعتبار أن الوافدين منها حرفاء أساسيون للنزل على العكس من السياح المغاربيين سواء الجزائريون أو الليبيون . واليوم في ضوء النتائج المسجلة والمؤشرات التي يتحدث عنها الفاعلون في القطاع فان إمكانية تجاوز عتبة التسعة ملايين سائح بنسبة عالية تبدو واردة جدا شريطة أن لا يكون للانتخابات العامة تأثيرات واضحة على القطاع في ما تبقى من عمر الموسم.