في ظل صدمة النفط وتداعياتها على تونس: انخفاض أسعار البترول عالميا إلى ما دون 60 دولارا

نظرا لاحتكام سوق أسعار النفط إلى قاعدة العرض والطلب وتأثرها بالظروف الاقتصادية والجيوسياسية فان تقلباتها في السنوات

الأخيرة سواء بالانخفاض او بالارتفاع مثلت عوامل مؤثرة بشكل متباين في الدول المصدرة والدول المستوردة، فان استفادت الأولى من ارتفاع الأسعار فان الدول الموردة للنفط تعرضت الى صدمة نفط اثرت في موازاناتها.

شكلت صدمة النفط في تونس اهم النقاط التي حذرت من تداعياتها مجمل التقارير المحلية او الدولية فقد اعتبر المنتدى الاقتصادي العالمي في تقريره حول المخاطر الاقليمية لممارسة الاعمال ان تونس تعد الاولى بالمنطقة التي فيها أعلى المخاطر المتعلقة بصدمة أسعار البترول كما حذر صندوق النقد الدولي ووكالات التصنيف من تاثير صدمة اسعار البترول اقتصاديا وماليا في تونس، وامام ما تشهده الاسواق العالمية من تراجع في الاسعار بعد ان تجاوز عتبة الـ80 دولار منذ اشهر لينزل منذ ايام الى ما دون 60 دولار فان تونس امام عامل قد يساهم في انفراج وان كان طفيفا بالتخلص من ضغوط تقلبات الأسعار العالمية. ويعد تثبيت عجز الميزانية في حدود 4.9 % مثلما ورد في قانون المالية امرا ايجابيا على الرغم من ارتفاع اسعار البترول في بداية السنة كما ان امكانية تواصل سيناريو انخفاض اسعار البترول الى ما دون 70 دولار العام المقبل سيساعد تونس على حصر العجز في حدود 3.9 % وهو الرقم الذي تستهدفه الحكومة. علما وان قانون للمالية 2019 بني على فرضية 75 دولار للبرميل.ورصد 2100 مليون دينار دعم المحروقات لسنة 2019 اي بانخفاض قدره 600 مليون دينار بالمقارنة مع التقديرات المحينة لسنة 2018 والبالغة 2700 مليون دينار.

واشار قانون المالية التكميلي 2018 ان ارتفاع اسعار النفط في الاسواق العالمية بداية من الثلاثي الاخير لسنة 2017 ليبلغ المعدل للثمانية أشهر الأولى من العام 2018 نحو 71.3 دولار للبرميل مقابل 54 مقدرة بقانون المالية 2018. كما ارتفعت فاتورة دعم المحروقات كما كان ارتفاع الاسعار العالمية للبرميل قد دفع تونس الى تعديل اسعار المحروقات اربع مرات خلال العام الحالي .

علما وان كل زيادة بدولار واحد في سعر البرمیل تؤدي إلى الزيادة في نفقات الدعم بقیمة 128 ملیون دينار، وان كل زيادة بـ 10 ملیمات في سعر صرف الدولار تؤدي إلى الزيادة بـ 40 م د في النفقات. ويشكل ما يشهده ارتفاع الدولار مقابل الدينار ليقارب 20 % في هذه الفترة عائقا أمام إمكانية استفادة تونس من تراجع أسعار البترول.

وتشير التوقعات إلى ارتفاع متوسط سعر النفط إلى 70 دولاراً للبرميل مع وجود توقعات أخرى بإمكانية بلوغه 65 دولار لكامل سنة 2018.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115