أيام التوريد أصبحت تتغذى أساسا من القروض: ارتفاع مصاريف الطاقة ونفقات التسيير وحاجيات التمويل الداخلي

كانت الموجودات الصافية من العملة الأجنبية بحساب أيام إلى حدود الأيام القليلة الماضية في ادني مستوياتها منذ

ما يزيد عن 12 سنة وفق بيانات للبنك المركزي على الرغم من أن الحجم في العام 2006 كان اقل مما هو عليه هذا العام إلا ان التغيرات في سعر الصرف أثرت في احتياطي البلاد من العملة الأجنبية.

لم يتمكن احتياطي البلاد من العملة الأجنبية الحفاظ على القفزة التي شهدها الأسبوع المنقضي بتقدمه عشره ايام توريد بعد نجاح إتمام عملية إصدار سندات «يوروبوند» في الأسواق العالمية بقيمة 500 مليون اورو فقد عاد الى مستوى دون ال80 يوما مجددا وهو ما يعكس ان الاحتياطي لم يعد يتغذى من الأداء الاقتصادي لمحركات النمو انما من التمويلات الخارجية وهو امر كان واضحا منذ اشهر حيث ترتفع الاحتياطيات نسبيا كلما كان هناك صرف لقرض جديد.

سجل مجلس إدارة البنك المركزي في اجتماعه الاخير تواصل الضغوط على توازن القطاع الخارجي بالنظر إلى تعمق العجز الجاري الذي بلغ 8,2 % من إجمالي الناتج المحلي في موفى الأشهر التسعة الأولى من السنة الحالية مقابل 7,8 % قبل سنة نتيجة توسع عجز الميزان التجاري بـ 23,5 %، وذلك بالرغم من التحسن المسجل للعائدات السياحية وتحويلات التونسيين بالخارج بـ 47,1 % و 12,3 %، على التوالي. وقد أثر هذا الوضع سلبا على مستوى الموجودات من العملة وبالتالي على سعر صرف الدينار الذي تواصل انزلاقه إزاء أهم العملات الأجنبية لا سيما الدولار الأمريكي والأورو.

من جهة اخرى وفي وثيقة للبنك المركزي ايضا تم إرجاع الانخفاض الحاد في الموجودات الصافية من العملة الى أهمية النفقات خاصة لتغطية مصاريف الطاقة مقابل ندرة المداخيل بالعملة بالرغم من التحسن المسجل في قطاع السياحة ومداخيل الشغل. لهذا يظل ارتفاع النفقات على حساب المداخيل متحكما في تحسن الاحتياطي من العملة الصعبة في هذا العام

فقد تواصل تطور نفقات التسيير خاصة الأجور (14 %من الناتج المحلي الإجمالي منتظرة خلال سنة 2018) ونفقات الدعم (ارتفاع الأسعار العالمية خاصة الطاقة) مقابل تطور طفيف لنفقات التنمية 5.6 % من الناتج المحلي الاجمالي ، وهو ما أدى إلى حاجيات تمويل هامة وضغوط على التمويل المحلي بسبب ارتفاع حاجيات السيولة البنكية والخارجي بوجود شروط أكثر تكلفة للوصول إلى السوق المالية الدولية مع تأثيرها على احتياطيات العملة الأجنبية.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115