أدلى الدكتور الصادق المقدم كاتب الدولة للشؤون الخارجية ورئيس الدورة الحالية للجامعة العربية في مدينة الرياض بتصريح إلى مراسل وكالة الأنباء الفرنسية جاء فيه قوله:
«إن علاقاتنا مع المغرب لم يجد فيها جديد وأملنا أن نهتدي إلى حل هذا المشكل بفضل الوضع الجديد بالجزائر ومن الممكن أن تختلف وجهة نظرنا بشان قضية معينة وان نتفق في غير ذلك من الشؤون وقضية موريطانيا لم تكن أبدا في نظرنا ألا قضية مبدأ ذلك أننا ننادي بان يكون للدول الصغيرة حقها في تقرير مصيرها بحرية»، وإذا ما تم اليوم أو غدا اتفاق بين المملكة المغربية وموريطانيا على صيغة للتعاون أو حتى للاندماج فإننا سنكون أول من يرحب بذلك».
وتحدث الدكتور الصادق المقدم عن تشكيل حكومة جزائرية مستقلة فقال: «إن جزائر مستقلة عزيزة لا تثير في نفوسنا أية مخاوف فمبدأ المغرب الكبير نضج في عقول القادة الوطنيين منذ عشرات السنين ومنذ عشرات السنين رسم أولئك القادة لأنفسهم ذلك الهدف الاسمي الذي سوف يكون ثمرة رائعة للكفاح من اجل تحرير المغرب ولكن حذار إننا نريد أن تنبعث الوحدة التي قد تكون آو قد تبدو سابقة لأوانها في الوقت الحاضر عن سعي جدي منظم في سبيل إعداد العدة لها والى أن يتم ذلك تبقى فكرة وحدة المغرب الكبير مستقرة عميق الاستقرار في عقول جميع التونسيين والجزائريين والمغاربة».
الجامعة العربية
وقال الدكتور الصادق المقدم بشان الجامعة العربية:
«أن الجامعة العربية صادرة عن مبدأ أساسي عريق ويجب أن تستجيب لحاجة أكيدة منبثقة من أعمق مشاعر العرب».
ونحن التونسيين نشعر بهذه الحاجة ونرجو أن يتجسم رجاؤنا في قوى عاملة من التعاون وكفيلة بان توفر الخير للجميع وربما كانت هذه الأقوال باعثة للاندهاش ولكني أقولها صادقا مخلصا واني لا اهتم بالدعاية ونحن لم نحضر هذه الدولة ضمن مجلس الجامعة العربية المنعقدة بالرياض لمجرد الحضور. وتعرض كاتب الدولة للشؤون الخارجية للقضايا التي تقوم في وجه الأمة العربية وتعرقل التعاون بين مختلف دول الجامعة اقتصر على القول: «ليس لدي عصا سحرية احل بها توا مشاكلنا العديدة على أن هذه الدورة مكنتنا على الأقل من فرصة محاسبة ضمائرنا وضبط قائمة القضايا القائمة بين الدول العربية وهذا ليس بالقليل».
قضية فلسطين
أما عن فلسطين فقد قال الدكتور الصادق المقدم: «رأيي أن الشأن يدعو إلى محاولة إيجاد مستوى أدنى من الرفاهية للمواطنين كي يتسنى الإقدام على شن المعركة ضد العدو والانتصار عليه».
وعالج السيد كاتب الدولة للخارجية في سياق حديثه لمراسل وكالة الأنباء الفرنسية بالرياض قضية ما قد ينجر عن السلم في الجزائر من نتائج على صعيد العلاقات بين الدول العربية وفرنسا فقال:
«ان الفرصة مواتية لفرنسا كي تعيد علاقاتها مع الدول العربية إلى نصابها العادي. على انه ينبغي لها قبل كل شيء أن تدخل تعديلا على مواقفها من إسرائيل ورأيي انه يجب على فرنسا أن تقطع الخطوة الأولى في هذا السبيل وان تعتبر ان مصالحها في العالم العربي أهم بكثير من المصالح التي تربطها بإسرائيل».
الملك سعود يستقبل الدكتور المقدم
استقبل جلالة الملك سعود يوم السبت الماضي الوفد التونسي برئاسة الدكتور الصادق المقدم وبحضور سمو الأمير فيصل وبعض رجالات القصر. وجرى حديث لطيف بين العاهل السعودي ورئيس الوفد التونسي ابلغ فيه السيد كاتب الدولة تحيات فخامة الرئيس الغالية لجلالة العاهل السعودي الذي تفضل بدوره بالسؤال عن صحة فخامة الرئيس الجليل مؤكدا الصلة الأخوية العريقة القائمة بين رئيسي الدولتين وشعبيهما الشقيقين.
كما تفضل الدكتور الصادق المقدم بإبلاغ شكر فخامة الرئيس على البرقيات الخاصة التي تفضّل بتوجيهها الملك سعود بمناسبة الإعلان عن إيقاف القتال بالجزائر مؤكدا أن إيقاف إطلاق النار بالجزائر سيكون له تأثيره الخاص لا على نشاط الجامعة العربية فحسب بل وحتى على العالم العربي بأسره».