وذلك في زيارة رغم أنها لا تحمل الكثير من الآمال فيما يتعلق بتقريب وجهات البلدين في ظل عداء تقليدي مستمر منذ عقود زادته الأزمات الراهنة تعقيدا وتوترا، إلا أنها فيما يبدو محاولة لرأب صدع العلاقات بين الطرفين .
وسيزور بلينكن لندن أيضا للمشاركة في مؤتمر "للمساعدة في حشد الدعم الدولي من القطاعين العام والخاص لمساعدة أوكرانيا على التعافي من الهجمات الروسية الوحشية المستمرة"، حسبما ذكر مكتبه في بيان.كما سيلتقي وزير الخارجية الأمريكي نظراءه من بريطانيا وأوكرانيا، وشركاء وحلفاء آخرين خلال زيارته للعاصمة البريطانية.
وكان من المقرر أن يزور بلينكن بكين في فيفري الماضي، ولكن الزيارة ألغيت قبل فترة قصيرة من موعدها وسط مخاوف تتعلق بالتجسس. وقال مكتب بلينكن إنه سيلتقي ممثلين كبار للحكومة الصينية خلال زيارته لبكين. ومن بين أهداف الزيارة الحفاظ على قنوات اتصال مفتوحة بين الدولتين لإدارة العلاقات بصورة مسؤولة.
كما سيتطرق بلينكن إلى المخاوف الثنائية والقضايا العالمية والإقليمية ومجالات التعاون المحتملة، وفقا لوزارة الخارجية.
وزادت التوترات ببن بكين وواشنطن في الآونة الأخيرة بعد أزمة المنطاد الصيني والاتهامات الأمريكية للصين بالتجسس مما عمق الأزمات بين البلدين وأجل زيارة كان سيؤديها وزير خارجية واشنطن في فيفري المنقضي إلى بكين .
وتسبب عدة ملفات خلافية أخرى بين الدولتين، منها دعم الصين لروسيا، في أعقاب غزو أوكرانيا بالآضافة الى الحرب التجارية والاقتصادية بينهما والمخاوف الأمريكية من نتائج التحالف بين موسكو وبكين على مصالحها. هذا ويمثل ملف تايوان والدعم الأمريكي لها نقطة خلاف كبرى بين واشنطن وبكين ،حيث تنظر الأخيرة لتايوان بوصفها إقليما منشقا.
خلافات مستمرة
تتراكم الأسباب التي تزيد من حدة الصدام التقليدي بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين سواء على الصعيدين الإقتصادي والسياسي باعتبارهما قوتين اقتصاديتين تتنافسان منذ عقود على زعامة العالم اقتصاديا ، وأيضا على الصعيد السياسي نظرا لتضارب سياسات الدولتين واختلاف تحالفاتهما في مواجهة المتغيرات الدولية المتسارعة .
كذلك بالإضافة للخلافات التجارية بين البلدين ، فقد زاد الموقف الصيني الداعم لروسيا في حربها ضد أوكرانيا في تكريس الخلاف بين البلدين خاصة بعد إعلان بكين مبادرة سلام لحل الأزمة بين موسكو وكييف ، وهو ماقابله ترحيب أوروبي وتشكيك وتحذير أمريكي.
وأعلن وزير الخارجية الصيني وانغ يي أن بكين مستعدة لتقديم اقتراحها للسلام بشأن أوكرانيا، في إعلان هو الأول من نوعه من قبل الصين منذ اشتعال الأزمة الروسية الأوكرانية.
ويرى مراقبون أن الصدام التقليدي بين البلدين سيأخذ منحى جديد باعتبار أن الولايات المتحدة الأمريكية تضع نفسها موضع المفاوض الرئيسي نيابة عن أوكرانيا والداعم الاكبر لحكومة زيلنسكي في مواجهة التقدم الروسي ، ما يجعل اية تدخل من الجانب الصيني المعروف بدعمه لحكومة بكين ضربا لكل خطط أمريكا في المنطقة .
ووفق متابعين يبقى ملف تايوان ورقة الضغط الأولى والأهم التي تعتمدها واشنطن للضغط على الصين وكبح جماح تقدمها .إذ تأتي موافقة الولايات المتحدة الأمريكية مؤخرا على صفقة أسلحة محتملة بقيمة 619 مليون دولار لتايوان، وذلك للمساعدة في تعزيز القدرات الدفاعية للجزيرة.
وتعتبر الصين تايوان خطّا أحمر يمس بشكل مباشر من أمنها الداخلي واستقرارها الأمني والسياسي . وفي سياق تطورات المشهد الدولي الراهن واندلاع الحرب بين موسكو وكييف وفي ظل مستويات التعاون الكبير بين روسيا والصين والتي توسعت بشكل كبير خلال العقد الأخير ،يرى مراقبون أن التنين الصيني قد يكون في وضع مراقبة حذرة لتداعيات أي خطوة عسكرية محتملة للسيطرة على تايوان . ومنذ إعلان موسكو عن دخولها إلى التراب الأوكراني أعلنت حكومة تايوان عن حالة استنفار من الدرجة الأولى في البلاد وذلك نتيجة توفر عوامل حدوث غزو صيني لأراضيها على غرار السيناريو الروسي الأوكراني.