بتمويل سعودي وبالتعاون مع "الإنتربول": اليونسكو تطلق أول متحف افتراضي للقطع الثقافية المسروقة

هو متحف بلا أبواب وبلا جدران وبلا حراس

وأيضا لا يستطيع اللصوص أن يسرقوه أطلقته منظمة اليونسكو ليكون أوّل متحف افتراضي في العالم للقطع الثقافية المسروقة. يضم المتحف آلاف القطع الأثرية التى يمكن مشاهدتها بتقنية ثلاثية الأبعاد. وقد صمّم المتحف الافتراضي المهندس المعماري "فرانسيس كيري" بالتعاون مع المنظمة الدولية للشرطة الجنائية (الإنتربول)، وقدّمت المملكة العربية السعودية تمويلا للمشروع.

أطلقت اليونسكو المتحف الافتراضي للقطع الثقافية المسروقة خلال مؤتمر اليونسكو العالمي للسياسات الثقافية والتنمية المستدامة (موندياكولت 2025) الذي اختتم منذ يومين أشغاله في برشلونة.

نماذج رقمية لـ600 قطعة منهوبة

يعتبر المتحف الافتراضي للقطع الثقافية المسروقة أول منصة رقمية عالميا تهتم بالتراث والآثار المنهوبة. وقد تم إنشائه بدعم من المملكة العربية السعودية من خلال الصندوق السعودي في اليونسكو، حيث يضم المتحف في مرحلته الأولى أكثر من 240 عملا أثريا، وأحفوريات باتت متاحة للجمهور بتقنيات متقدمة بثلاثية الأبعاد، بما يتيح تجربة معرفية غير مسبوقة. وبفضل أحدث التقنيات تمت إعادة بناء نماذج رقمية لـ600 قطعة منهوبة ما تزال مطلوبة دوليا.
ومن خلال تسخير التكنولوجيات المبتكرة، بما في ذلك النمذجة ثلاثية الأبعاد والواقع الافتراضي، يعيد متحف اليونسكو الافتراضي تشكيل القطع الثقافية المسروقة التي اختارتها الدول الأعضاء وتقديمها رقميا. تقدم هذه المنصة الجديدة أيضا روايات وشهادات تعليمية من المجتمعات المتضررة لتسليط الضوء على الأهمية الثقافية والتاريخية للقطع. ومن شأن وجود قاعة مخصصة لعرض حالات عمليات الاسترداد الناجحة أن يوضح أهمية الممارسات الجيدة والتعاون الدولي بشأن مسألة جهود العودة والرد.
وقد صرّحت اليونسكو فى بيان لها أن المتحف "أُنشئ استجابة لدعوة الدول الأعضاء في الأمم المتحدة لوضع إستراتيجية منسقة لرفع مستوى الوعي بشأن الاتجار غير المشروع بالممتلكات الثقافية".
وأضاف البيان أن "اتفاقية اليونسكو لعام 1970 تدعو الدول الموقعة إلى مكافحة الاتجار غير المشروع بالممتلكات الثقافية، وهو سوقٌ تُحذر الإنتربول من هيمنة شبكات الجريمة المنظمة عليه بشكل متزايد".

قصص نجاح في استرجاع القطع المسروقة

في "معرض القطع الثقافية المسروقة"، يُمكن للمستخدمين مشاهدة قطع أثرية مثل تمثال بوذا البرونزى المصنوع فى عهد أسرة مينغ الصينية (1368-1644م)، وقلادة ذهبية سورية (120م) نُهبت من متحف تدمر.
وتُقدم "غرفة الإرجاع والاسترداد" معلومات حول كيفية استرداد القطع، من بين هذه القطع أحفورة ثلاثية الفصوص أعادتها الجمارك التشيلية إلى المغرب عام 2024.
وقد صرحت أودري أزولاي، المديرة العامة لليونسكو: "وراء كل عمل أو قطعة مسروقة، تكمن قطعة من التاريخ والهوية والإنسانية، انتُزعت من القائمين عليها، وأصبحت غير متاحة للبحث، وهي الآن معرضة لخطر النسيان، هدفنا من هذا هو إعادة تسليط الضوء على هذه الأعمال، واستعادة حق المجتمعات في الوصول إلى تراثها، وتجربته، والتعرف على ذاتها فيه".
يعتبر مشروع المتحف الافتراضي للقطع الثقافية المسروقة مبادرة غير مسبوقة لحماية التراث الثقافي من خلال رفع مستوى الوعي بالاتجار غير المشروع بالممتلكات الثقافية. ويخصص المتحف مساحة لعرض أبرز قصص النجاح في استرجاع القطع المنهوبة مما من شأنه تعزيز التعاون الدولي لحماية التراث الثقافي المشترك للبشرية.

 

المشاركة في هذا المقال

Leave a comment

Make sure you enter the (*) required information where indicated. HTML code is not allowed.

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115